نسرين الوانلي وولداها اللذان أمضيا طفولتهما في معتـ.ـقلات الأسد.. قصة تهز مشاعر السوريين

نسرين الوانلي وولداها اللذان أمضيا طفولتهما في معتـ.ـقلات الأسد.. قصة تهز مشاعر السوريين
أوطان بوست – وكالات
في لقطة سريعة ولكنها تاريخية وصـ.ـادمة يقف شابان وسيدة بجانب رجل أمام الكاميرا والفرحة تغمرهم، بعد عملية تبادل الأسـ.ـرى الأخيرة بين فصائل المعارضة وميليشـ.ـيا الأسد
فالصورة أو اللقطة التي وضعت نهاية لمـ.ـأسـ.ـاة تلك العائلة تخفي وراءها قصة تهز مشاعر سامعيها، وتفتح سجلاً إجـ.ـرامياً حافلاً لنظام الأسد ضد أطفال سوريا ونسائها لأكثر من نصف قرن من الزمن!
مأسـ.ـاة استمرت لـ 10 أعوام
الصورة التقطت، في 13 من أيار الجاري بعد انتـ.ـهاء صفقة التبادل عشية عيد الفطر ، وسرعان ما بدأت تفاصيل مأسـ.ـاة عمرها 10 أعوام

تظهر للعيان وراء الصورة التي جمعت عائلة الضابط المنشق عن النظام، بسام السنبكي، الذين اعتـ.ـقلوا عام 2011، وأنهت مأسـ.ـاة أفرادها، بوصولها إلى بر الأمان في الشمال السوري المحرر.
بداية القصة الصـ.ـادمة عند ما تداولت صفحات التواصل على فيسبوك صورة تُظهر السيدة نسرين محي الدين الوانلي
التي اعتقـ.ـلت على مدى 10 سنوات للضغط على زوجها العقيد المنشق، بسام السنبكي
وإلى جانب السيدة يظهر شابين هما طفليها الذين اعتـ.ـقلها معها عندما كانا في سن 8 و10 سنوات.. فقضيا كل سنوات طفولتهما وراء القضـ.ـبان وفي أقبية المعتـ.ـقلات.
والسيدة نسرين وانلي من أهالي حي ركن الدين الدمشقي التي لم تخضع للمحاكمة
وظلت محتجزة مع ولديها في أقبية الأجهزة الأمنية لتسع سنوات للضغط على زوجها المنشق رغم مطالبات منظمات حقوقية عدة بالإفراج عنها وعن أمهات أخريات احتجزن مع أطفالهن، زاد عددهم عن 4 آلاف.
محمد منصور: هل تتخيلون ذكريات الطفولة التي ستحيا معهما؟
صورة الوانلي وطفلاها اللذان ظهرا شابين أعادت نكأ جـ.ـرح السوريين الذي لم يندمل منذ عشر سنيين
ليتداول الكثيرين الصورة والخبر ويشاركوهما على أوسع نطاق، مدللين مجددا على وحشية وإجـ.ـرام غير مسبوقة لنظام الأسد
وعلى عـ.ـار صمـ.ـت نظام دولي لايزال يرفع شعار حماية السلم الدولي وحقوق الإنسان.
التعليق الأبرز جاء من الصحفي والناقد السوري المعارض محمد منصور بعدما نشر صورة الوانلي وطفليها على صفحته الشخصية في فيسبوك متسائلا:
“هل تتخيلون أن هذين الشابين قد اعتـ.ـقلا عام 2011 وهما في سن الثامنة والعاشرة مع والدتهما السيدة نسرين وانلي
بعد انشقاق والدهما الضابط بسام السنبكي عن جيش القـ.ـتل والإجرام والتعفيش الطائفي، وأنهما قضيا 10 سنوات في معتـ.ـقلات الأسد..
وأن طفولتهما ومراهقتهما قضياها في السجن مع والدتهما دون أي ذنب ارتكـ.ـباه.. قبل أن يخرجا قبل أيام في صفقة تبادل أسرى”؟.
وأضاف : هل تتخيلون كم فجر طلع.. وكم صبح أشرق.. وأيضا كم عيد مر عليهما.. وكم عام انقضى.. وكم مرحلة دراسية حرما منها؟ هل تتخيلون ما هي ذكريات الطفولة التي ستحيا معهما طيلة حياتهما؟
وختم : هل تتخيلون ما حجم النذالة والوضاعة والإجـ.ـرام الذي يتمتع به هذا النظام القذر.. وحجم القذارة والسفالة والانحطاط الأشد لكل من يدافع عنه ويخشى سقوطه؟
رمزي شقير: شيء يقهر القلب
وعلق الفنان والمخرج المسرحي رمزي شقير على الصورة التي لاقت مشاركة واسعة على صفحات السوريين:
” كل الحب والاحترام لهذه العائلة. الله يبعد عنهم الهـ.ـموم ويفرجها عليهم يارب. والله شيء بيقهر القلب”.
فارس مشعل تمو: الحرية للضباط الكرد الوطنيين
أما الناشط مشعل فارس تمو فقد كتب بعد مشاركة الصورة ذاتها يروي تفاصيل خاصة بالعقيد السنبكي فقال:
الصديق العزيز والحر أبو محمد (العقيد بسام سنبكي ) الف الحمد الله على سلامة العائلة.
بصفقة تبادل، يفرج النظام عن السيدة نسرين محي الدين وانلي – من أكراد دمشق – زوجة العقيد بسام السنبكي وابنيها محمد وشفان سنبكي
بعد تسع سنوات من الاختـ.ـطاف بسبب انشقاق زوجها الضابط العقيد بسام السنبكي.
وعقبال ما تفرح كافة عوائل المعتـ.ـقلين السوريين بلم شملهم مع أبنائهم والحرية للضباط الكرد الوطنيين الثمانية الذين انشقوا عن النظام منذ انـ.ـدلاع الثورة السورية
وهم كل من الضباط:
1-العميد الركن محمد خليل العلي (مدينة الباب)
2 -العقيد محمد هيثم إبراهيم (مدينة عفرين)
3 – العقيد حسن أوسو مواليد (مدينة عفرين / ناحية أبين)
4- العقيد محمد كوله خيري (مدينة عفرين)
5 – المقدم شوقي عثمان (مدينة عفرين)
6 – الرائد بهزاد نعسو (مدينة عفرين)
7 – النقيب حسين بكر وينحدر من ناحية الشيخ حديد في عفرين.
8 – الملازم أول عدنان البرازي (عين العرب)
وأسّسوا المجلس العسكري الكردي المشترك في عام 2012 في حلب وريفها الشمالي، حـ.ـاربوا النظام في العديد من المعارك
وسيطروا على جزء كبير من حيي الشيخ مقصود والأشرفية وجزء من حي الهلك في مدينة حلب، كما شاركوا في طرد قوات النظام من مناطق الباب وعين العرب وعفرين
لكنهم تعرضوا للاختـ.ـطاف من قبل عصـ.ـابات قنديل في ظروف غامضة شارك فيها شخصيات وأحزاب كردية محسوبة على الثورة السورية”
ليست العائلة الأولى
ودأب نظام الأسد على اعتـ.ـقال الأطفال والنساء خلال سنوات الثورة السورية في محاولة للضغط على ذويهم ضارباً بعرض الحائط جميع الشرائع والقوانين الدولية.
وفي 12 من آب الماضي، أطلق نظام أسد سراح 6 معتقلات وطفلة واحدة، مقابل تسليمه ثلاثة من عناصره، بينهم ضابط.
كما حررت الفصائل في أيار من العام 2020 امرأتين وثلاثة أطفال من سجون أسد، بعملية تبادل للأسرى مع ميليشـ.ـيا الأسد في منطقة تفتناز بإدلب.
غير أن حالات تبادل الأسرى تلك تبقى محدود للغاية، حيث لا يزال نظام الأسد يحتجز الآلاف من الأطفال والنساء دون محاكمة.
وبحسب أرقام الشبكة السورية لحقوق الإنسان، لا يزال 3613 طفلا و8029 سيدة قيد الاعتـ.ـقال في سجـ.ـون نظام الأسد، على الرغم من دعوات أممية وحقوقية لإطلاق سراحهم.
مصير رانيا العباسي وعائلتها
ويحيط مصير مجهول أغلب أفراد تلك العائلات المحتجزة لدى أجهزة أسد الأمنية نظراً لتحول معظمهم إلى مختفين قسرياً جراء امتناع نظام الأسد عن تقديم أي تفاصيل حول ملابسات اعتـ.ـقالهم.
ومن بين تلك الحالات على سبيل المثال لا الحصر عائلة الطبيبة وبطلة العرب في الشطرنج
رانيا العباسي التي اعتقـ.ـلت وأطفالها الستة في آذار من العام 2013 وذلك بعد أيام من اعتـ.ـقال زوجها عبد الرحمن ياسين.
ولا يزال مصير عباسي وأطفالها ديمة وانتصار ونجاح وآلاء وأحمد وليان التي كانت أعمارهم لا تتجاوز 14 و13 و11 سنة، و8 و6 سنوات وسنتين على التوالي عند اعتـ.ـقالهم مجهولا وفقاً لمنظمة العفو الدولية.
سياسة متجذرة
ولم يكن ذلك النهج وليد المرحلة الحالية بل سياسة اعتاد نظام الأسد على ترسيـ.ـخها منذ استـ.ـيلائه على السلطة عام 1970.
وفي إحدى المقابلات المتلفزة، سرد المعارض السوري الراحل، ميشيل كيلو، قصة مؤثرة دفعته للبكاء
حينما طلب منه أحد السـ.ـجانين أثناء سنوات اعتقـ.ـاله في فرع التحقيق العسكري أن يروي قصة لطفل بإحدى الزنزانات المجاورة.
وحاول حينها المعارض ميشيل كيلو أن يروي قصة تتحدث عن عصفور وشجرة ليصـ.ـدم بالواقع أن الطفل لا يعرف أساساً معنى العصفور أو الشجرة
لأنه ولد بسجـ.ـن الأسد عقب اعتـ.ـقال والدته للضغط على والدها المتـ.ـهم بالانتماء لتنظيم الإخوان المسلمين.
كما سجلت مدينة حماة حالات مشابهة بمصير مجهول تقدر بالمئات حينما بطش حافظ الأسد وشقيقه بسكانها عام 1982.