
خاص أوطان بوست – فريق التحرير
جدّد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية تحذيره للمجتمع الدولي من مخاطر غياب المحاسبة في ملفات الجـ.ـرائم المرتكبة في سوريا، ومن آثار الإفلات من العـ.ـقاب على العدالة والسلم و الأمن الدوليين.
وشدّد في بيان له السبت الماضي، على ضرورة إحالة هذا الملف إلى المحكمة الجنائية الدولية بأسرع وقت ممكن، مجددًا التأكيد على ضرورة تفعيل المادة 21 من القرار 2118 والمتعلقة بفرض تدابير عملية ضد نظام الأسد بموجب الفصل السابع.
وقال الائتلاف: إن “المجـ.ـزرة التي تمر الذكرى الثالثة على وقوعها في مدينة خان شيخون جنوب إدلب باستخدام غاز السارين أسفرت عن سقوط نحو 100 شهـ.ـيد ومئات الإصـ.ـابات تفتح الباب أمام هذه الخطوة اللازمة والضرورية”.

وأضاف أن “تشكيل خطر جسيم على الشعب السوري وعلى المنطقة والعالم، مازال مستمرًا، سواء فيما يتعلق بجـ.ـرائـ.ـمه اليومية المباشرة أو غير المباشرة، أمر يكشفه الأداء الكارثي في مواجهة جائحة كورونا والمخاطر الجسيمة التي يتعرض لها المدنيون في المناطق الخاضعة لسيطرته”.
وأشار البيان إلى أن “اللجنة القانونية في الائتلاف وجهات سورية مستقلة عدة ومنظمات حقوقية عالمية تتابع هذا الملف، وتعمل على جمع الشهادات والوثائق، وتعمل على ملاحقة المجـ.ـرمين المسؤولين عن هذه الجريـ.ـمة وسائر جرائـ.ـم الحـ.ـرب والجـ.ـرائم ضـ.ـد الإنسانية المرتكبة في سوريا”.
ولفت إلى أن “ذكرى هذه المجـ.ـزرة تمثل مناسبة لتذكير بعض الأطراف التي تُفكر في تعويم هذا النظام المجـ.ـرم بحقيقة ما تقوم به، وبمخـ.ـاطر سلوكها وآثاره الكارثية، وأن كل من يمد يده للنظام فإنه يضع نفسه مع هذه الزمرة”. مضيفًا أنه “ليس لدينا شك بأنها قادرة على إدانة النظام وداعميه والمسؤولين عن تنفيذ تلك الجرائـ.ـم، أمام أي محكمة عادلة”.
دعوة للسوريين في ظروف الوباء
تقدَّم الائتلاف الوطني السوري بالتعزية لعائلات المتوفين جرّاء وباء “كورونا“، سواء الذين يتكتم النظام عليهم في داخل سوريا، أو الذين قضوا خارجها، كما أشاد بالأطباء وسائر السوريين العاملين في القطاع الصحي في كل مكان وتوجه نحو جهودهم بالتقدير العميق.
ودعا في بيان له الخميس الفائت، السوريين إلى دعم بعضهم بعضًا في هذه الظروف الصعبة، حيث تحتاج المناطق المحررة في الشمال السوري جهود الجميع في الداخل والخارج دعمًا وإسنادًا وتآزرًا، بدءًا من أهلنا فيها بأن يحمل فيهم القوي الضعيف؛ وانتهاءً بالسوريين في الخارج بأن يقدموا الدعم من خلال التبرعات الفردية والجماعية.
إقرأ أيضاً: خبير روسي: موسكو بدأت بمواجهة وكلاء إيران في سوريا وتعزز شراكتها الاستراتيجية مع تركيا
وأعرب الائتلاف عن أمله من السوريين في بلاد اللجوء بأن يستمروا بالالتزام بالتوجيهات التي تصدر عن الجهات الرسمية في المناطق التي يعيشون فيها، وأن يكونوا سفراء حقيقيين للشعب السوري وقدوة للآخرين في الالتزام بالقانون، والإسهام المادي والمعنوي والتطوعي في التصدي لهذه الجائحة، بالتنسيق مع المؤسسات والمنظمات المجتمعية والمدنية، كل بحسب إمكاناته، وبحسب ما تتيحه الإجراءات.
نظام الأسد هو وباء سوريا
حذر الائتلاف الوطني، من مخاطر استمرار نظام الأسد بسياسة الإنكار للأعداد الحقيقية المصـ.ـابة بفيروس كورونا في البلاد، مؤكدًا على أن هذه السياسية التي يتبعها النظام منذ عقود ستقود البلاد إلى الهلاك.
وطالب في بيان له الخميس الفائت، المجتمع الدولي بممارسة الضغط على نظام الأسد للكشف عن الأعداد الحقيقية للمصابين، وإخراج المعتقـ.ـلين المكدسين في معتـ.ـقلاته وأقبية فروعه الأمنية، الذين اعتبر أنهم “أمام خطر إبـ.ـادة جماعية بعدوى كورونا”.
وقال الائتلاف: إن “نظام الأسد هو وباء سورية وسرطانها، لافتًا أنه “منذ أن وصل إلى السلطة وهو يطبق سياسة الإنكار في كل شيء”.
وأشار إلى أن النظام لا يزال ينكر التظاهرات والحراك الشعبي المطالب بالحرية والكرامة، وينكر أنه قصـ.ـف المدن والمرافق العامة والمنشآت الطبية، وينكر أنه استخدم السـ.ـلاح الكيماوي، وينكر أن لديه مئات الآلاف من المعتقـ.ـلين؛ ارتكب بحقهم أبشع عملـ.ـيات التعـ.ـذيب حتى المـ.ـوت، واليوم ينكر تفشي جائحة فيروس كورونا في مختلف المناطق التي يسيطر عليها، وعلى الأخص دمشق واللاذقية.
وأوضح الائتلاف الوطني أن المعلومات الميدانية التي تصله، تؤكد تفشي الفيروس بأعداد هائلة، ولفت إلى أنه بات من الصعب السيطرة على هذا الوباء، مرجعًا السبب إلى إباحة الحدود أمام الميليشيات الإيرانية واللبنانية، وهي بلدان تعتبر من بؤر الوباء في المنطقة، وانتشار عناصر هذه الميليشـ.ـيات في مختلف أنحاء البلاد، إضافة إلى فشـ.ـل إجراءات العزل والتباعد الاجتماعي.
إيران تنشر كورونا في سوريا
أكد عضو الائتلاف الوطني، العقيد فاتح حسون، أن إيران المصدر الرئيس لفيروس “كورونا” وتتعمد نشره في الأراضي السورية عبر ميليشياتها المصابة بأعداد كبيرة.
وكشف في بيان صحفي الخميس الفائت، أن إيران تُرسل المصابين بالفيروس ليلقوا حتفهم في أرض المعركة بدلًا من المشافي، وفي للاستمرار في نهجها القائم على تدمير سوريا وفرض السيطرة فيها.
ونوه إلى أن معلومات وردت من كافة الجبهات تُفيد بإصابة العديد من عناصر الميليشـ.ـيات الإيرانية، خاصة في مدينة البوكمال ودير الزور وحلب ودمشق، وهم يختلطون بالمدنيين لنشر الفيروس.
ولفت حسون إلى أن الروس يأمرون قواتهم بالابتعاد عن الإيرانيين خوفًا من إصابتهم بـ”كورونا“، داعيًا كافة الأهالي لتجنب تلك الميليشيات حرصًا على سلامتهم.
تحذير من كارثة بسجون الأسد
حذّر رئيس الائتلاف الوطني، أنس العبدة، من أن الظروف اللا إنسانية في سجون نظام الأسد قد تتسبب في نقل فيروس “كورونا” وتفشيه بين المعتـ.ـقلين، مطالبًا الأمم المتحدة بالضغط على النظام.
ووجّه العبدة، في 20 مارس/آذار الفائت، رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بخصوص عشرات الآلاف من المعتقلين في سجون نظام الأسد والخطر الذي يواجههم جرّاء تفشي فيروس “كورونا“.
وقال: إن “النظام لا يزال ينكر وجود حالات إصابة في سورية، ولكن استنادًا إلى الأرقام الموجودة في المنطقة، وبالنظر إلى حقيقة فتح النظام للحدود على نطاق واسع أمام الميليشيات القادمة من إيران، والتي تعتبر بؤرة للفيروس، فمن الصعب تصديق أنه لا توجد حالات إصـ.ـابة في البلاد”.
وأضاف العبدة في الرسالة أن “مخاطر الجائحة لا تقتصر على المدنيين فقط حيث يشمل عشرات الآلاف من المعتقلين، وهناك الكثير من الأدلة التي تشير إلى ممارسات النظام الوحشية فيما يتعلق بالمعتـ.ـقلين وقد يهـ.ـدد بحدوث كارثة قد يستغلها النظام للتخلص منهم”.
وأردف أن “أقلها حرمانهم من الغذاء والرعاية الطبية اللازمة، وحبسهم في زنازين مكتظة، والاستمرار في انتهاك حقوقهم بشتى الوسائل، وكلها تؤدي إلى انتشار الأمراض والفيروسات مثل فيروس كورونا، الذي يشكل تهـ.ـديدًا عالميًا”.
ودعا العبدة، غوتيريش، إلى استخدام كل الوسائل المتاحة للأمم المتحدة لممارسة ضغط حقيقي على النظام للإفراج عن المعتقـ.ـلين، ولإجباره على السماح للمنظمات المعنية، مثل الصليب الأحمر الدولي، للوصول الفوري والكامل إلى السجون والأقبية من أجل التأكد من أوضاع المعتـ.ـقلين.
دعوة الصليب الأحمر للوصول إلى سجون
دعا الائتلاف الوطني، اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إلى استخدام جميع الوسائل المتاحة لها للوصول الفوري والكامل إلى مراكز الاعتقال التابعة لنظام الأسد في سوريا وحذره من خطر تفشي فيروس “كورونا” بين المعتقلين.
وطالب رئيس الائتلاف أنس العبدة، في رسالة إلى رئيس الصليب الأحمر، السيد بيتر ماورير، في 26 آذار/مارس الماضي، بممارسة الضغط من أجل إنقاذ حياة عشرات الآلاف من المعتقـ.ـلين وضمان الإفراج عنهم فوراً.
كما طالب بالضغط على النظام من خلال الأمم المتحدة والحكومات للوصول الكامل إلى مراكز الاعتقال حتى يتمكنوا من مراقبة انتشار الجائحة عن كثب وتوفير الرعاية الطبية اللازمة.
ولفت العبدة إلى معاناة عشرات الآلاف من المعتقلين عند أجهزة الأمن التابعة للنظام، وحذر من وصول فيروس كورونا إلى المعتقلات المكتظة، قائلًا: “سوف نواجه كارثة قد يستغلها النظام للتخلص من المعتقـ.ـلين ، والتي سيكون لها عواقب عالمية”.
ولفت الائتلاف الوطني إلى أن تصريحات المبعوث الدولي عن الأوضاع في سوريا، لم تشر إلى الطرف المسؤول عن الوضع الاستثنائي في البلاد، وعن تدمير بنيتها التحتية واستهداف منشآتها الطبية، وتهجير أكثر من نصف أبنائها
إقرأ أيضاً: مسؤول أمريكي: واشنطن تتعهد بتحقيق مطالب أنقرة في إدلب بشرط واحد
وأضاف أن المبعوث لم يشر إلى الجهة المسؤولة عن اعتقال وتعذيب مئات الآلاف في ظروف كارثية وتعريض حياتهم للتهديد بشتى الوسائل ومنها اليوم خطر العدوى بفيروس “كورونا”، مؤكداً أن بيدرسون “أشار إلى الجريمة ولم يذكر الجاني”.
واعتبر الائتلاف الوطني أن استمرار النظام باعتقال أكثر من 250 ألف سوري وتعريضهم لخطر العدوى، يمثل شروعاً في جريـ.ـمة إبادة جماعية تجري في وضح النهار، مطالبًا بالإفراج عن المعتقلين دون قيد أو شرط.
وذكر الائتلاف أن مواجهة الواقع في سوريا وفرض إجراءات مشددة لمواجهة الفيروس والعمل على تأمين المواطنين وضمان سلامة المعتقلين وإطلاق سراحهم، هي خطوات ضرورية تتطلب خطة تنفيذية عملية مدعومة بإرادة دولية جادة، مشيرًا إلى أن تبعات الفشل في مواجهة الفيروس ستكون خطيرة على شعبنا وعلى العالم كله.
يشار إلى أن مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان حذّرت، أول أمس الجمعة، من ارتفاع خطر الإصـ.ـابة بالعدوى الجماعية بمرض فيروس “كورونا” في سجون نظام الأسد بسوريا، لعدم اتخاذه أي إجراء في هذا الصدد.
وقال المتحدث باسم المفوضية، روبرت كولفيل، في حديثه للصحفيين من جنيف: إن “الوضع في جميع السجون الرسمية المؤقتة ينذر بالخـ.ـطر، وخاصة في السجون المركزية المكتظة، وفي مرافق الاعتـ.ـقال التي تديرها الأجهزة الأمنية الحكومية الأربعة وفي سجن صيدنايا العسكري”.
خاص أوطان بوست
