فوزية عبد العليم.. حكاية الفنانة المصرية التي اعتزلت عشرون عاماً من أجل الاعتناء بأطفالها

عارضت عائلتها دخولها الفن واعتزلت عشرون عاماً من أجل الاعتناء بأطفالها وكانت تتمتع بمهارات في الرسم وعزف الكمان.. حكاية الفنانة المصرية فوزية عبد العليم
أوطان بوست – فريق التحرير
عندما يتحدث الفن عن حكايات النجاح والتحدي، يسطع اسم الفنانة الراحلة فوزية عبد العليم كنجمة تألقت في سماء الفن المصري ببريق خاص.
ورغم أن اللحظات التي قضتها على الشاشة كانت قصيرة، فإن تأثيرها ترك بصمة لا تنسى في قلوب المشاهدين.
بداياتها الفنية
بدأت النجمة المصرية رحلتها الفنية في سن المراهقة، حينما كانت تحلم بالتمثيل والنجومية.
جسدها الممشوق وملامحها الجميلة، جنبًا إلى جنب مع موهبتها الفنية، وفرت لها فرصًا للدخول إلى عالم الفن، ولكن كانت هناك عقبة كبيرة أمامها.
عائلتها المحافظة لم تكن مؤيدة لفكرة دخولها ميدان الفن. والدها الأزهري وعمها عضو البرلمان لم يتقبلوا فكرة عمل ابنة العائلة في التمثيل.
لكن إصرارها لم يتزعزع، واستطاعت في سن العشرين أن تخوض أولى تجاربها التمثيلية في أفلام، ثم انضمت إلى فرقة رمسيس المسرحية، وشاركت في بعض الأعمال التلفزيونية.
اعتزلت من أجل عائلتها
عندما تزوجت وأنجبت ثلاثة أطفال، كانت أولوياتها تكمن في رعاية أطفالها، ولذلك قررت الابتعاد عن الفن لمدة تقارب عشرين عامًا.
ابنتها سوزان تقول: “تخلت عن طموحها الشخصي من أجلنا، كنا المسؤولية الأولى لها، وكانت أمومتها طاغية على كل شيء.”
وأضافت: “ابتعدت عن التمثيل حتى بدأنا نكبر ونعتمد على أنفسنا. لكن طوال تلك الفترة، لم تتخلَ عن حلمها بالتمثيل”.
العودة إلى الفن
في نهاية التسعينيات، قابلت فوزية المخرج شريف عرفة وانطلقت في مسيرة جديدة في عالم السينما.
شاركت في أعمال كبيرة مثل “أفريكانو” و”جاءنا البيان التالي” و”صاحب صاحبه”، وشاركت في العديد من الأفلام والأعمال التلفزيونية.
متعددة المواهب
لم تكن فوزية محترفة في التمثيل فقط، بل كانت موهوبة في العديد من المجالات.
كانت تتمتع بمهارات في الرسم وعزف الكمان، إلى جانب كتابتها للشعر. كما درست العروض والقوافي، وكان لديها وعي سياسي كبير.
النشاط السياسي والاجتماعي
لم تكن فوزية مقتصرة على الفن فقط، بل كان لديها وعي سياسي ونشاط اجتماعي.
عملت كممرضة خلال العدوان الثلاثي على مصر في 1956، وشاركت في حملات التبرع بالدم في 1973.
كما نشطت في العديد من الفعاليات المتعلقة بفلسطين والعراق ولبنان.
وتعرضت لحادث مروع في عام 2003 أثناء مشاركتها في مظاهرات ضد الحرب في العراق.
أصيبت بإصابات خطيرة، لكنها أظهرت قوة وصمود، وشاركت في ثورة يناير وثورة 30 يونيو، وأظهرت وعيًا سياسيًا حتى آخر أيام حياتها.
وفاتها
توفيت الفنانة الكبيرة فوزية عبد العليم يوم 22 يوليو عام 2019 بعد معاناة مطولة مع المرض.
وكشفت ابنتها الدكتورة نيفين خليفة عن الخبر الحزين عبر صفحتها على فيسبوك.
وأعربت ابنة الراحلة عن حزنها وفقدانها لوالدتها، حيث قالت: “رحلت التي أسعدت الملايين بفنها، رحلت التي قدمت حياتها من أجل أولادها.”
واختتمت: “رحلت الإنسانة الطيبة الجميلة، الحساسة، التي كانت مليئة بالحب والدفء. مع السلامة يا أمي.”