اليهودي الذي صنع ترمب .. تعرف على قصة ملياردير الظلام “شيلدون أديلسون”

اليهودي الذي صنع ترمب .. تعرف على قصة ملياردير الظلام “شيلدون أديلسون”
أوطان بوست – فريق التحرير
تذكرون مشهد افتتاح السفارة الأميركية في القدس؟.. حدثُ غير عادي انتظرته إسرائيل طويلًا، حيث ظهر في أشرطة الفيديو شخصًا لم يكن عاديًا.
هل عرفتموه؟ إنه “شيلدون أديلسون” رجل السفارة نفسه، والذي سخر من المسلمين، ويقول؛ أنه لا وجود لشيء اسمه “شعب فلسطين”.
عمره نحو 84 عامًا، قضاها بجمع المال وعشق إسرائيل، وثروته تقدر ب44 مليار دولار وتجد بصماته محفورة في معظم قرارات الرئيس السابق للولايات المتحدة “دونالد ترامب” التي تشكل العالم.
وهو ليس إسرائيليًا، لكنه صديق نتنياهو الشخصي، ويمتلك صحيفة إسرائيلية توزع بالمجان.
رحلة الثراء
ولد أديلسون لعائلة يهودية فقيرة، وقضى طفولته يعمل بائعًا للصحف، دخل عالم ريادة الأعمال في الستينيات وبحلول السبعينيات كان أحد مؤسسي معارض كومديكس للالكترونيات
غزا لاس فيغاس أواخر الثمانينيات، وحول فندق ساندس المتهـ.ـالك إلى مركز مؤتمرات وكازينو، ليغير وجه لاس فيغانس.
في منتصف التسعينيات نسف فندق ساندس، وشيد مكانه فندقين على نفس الطراز بكلفة 1.5 مليار دولار.
مطلع الألفية الجديدة كانت الوجهة جزر ماكَاو الصينية، هناك حيث شيد أديلسون أضخم مبنى مأهول عرفته البشرية حمل اسم كازينو “البندقي”.
مشروع تلو الآخر حتى بلغت ثروته 27 مليار دولار أميركي بحلول 2007، وليحافظ عليها لم يجد أفضل من صداقة الحزب الجمهوري الأميركي صاحب قوانين الضرائب المخففة وصديق الإسرائيليين.
في خدمة إسرائيل
عام 1991 تزوج أديلسون بالطبيبة الإسرائيلية “ميريام أوكشورن”، وأقيم الزفاف في القدس المحـ.ـتلة ولأول مرة أصبح الكنيست صالة أفراح.
زواجه منها كتب فصلًا جديدًا في فصول حكاية حبه لإسرائيل، حيث أنه في عام 1996 قدم أديلسون دعمًا سخيًا لحملة نتنياهو الانتخابية، وأفتتح لأجل صديقه صحيفة ” إسرائيل اليوم”.
والتي كلفه إنشاؤها 180 مليون دولار أميركي وجعلها بالمجَان، بهدف تلميع صورة نتنياهو وبث آراء اليمين المتـ.ـطرف، لتصبح الأعلى قراءة في عموم الأراضي المحتلة.
أنفق شيلدون 50 مليون دولار لتشييد متحف الهولوكوست في القدس و25 مليون دولار لتشييد جامعة “آرييل” على أراضي استيطانية.
كما موَل مؤسسة “تجليت” المنظمة لرحلات تعزيز ارتباط اليهود الأميركيين بإسرائيل بتكلفة 70 مليون دولار.
وبفضله سافر ضمن البرنامج 600 ألف سائح أميركي يهودي حتى اليوم كان الرجل أبرز من حول حلم افتتاح سفارة إسرائيلية في القدس لحقيقة.
قبل افتتاحها بعدة أشهر، تعهد للخارجية الأميركية بدفع 500 مليون دولار، لذا كان طبيعيًا أن يقف في الصف الأول عند افتتاح السفارة الأمريكية في القدس.
بينما وزراء نتنياهو وقفوا في الصف الثالث يوم الافتتاح، وإلى جانبه جلست إيفانكا ابنة ترامب، الذي كسب الانتخابات بفضل أديلسون نفسه الذي طالما دعم الجمهوريين.
وفي عام 2008 دفع شيلدون 200 مليون دولار لمنظمة “فريدوم ووتش” غير الربحية بهدف تلميع صور المرشحين الجمهوريين في الانتخابات.
وبعد 4 سنوات دفع 120 مليون دولار أخرى لدعم المرشحين الجمهوريين في مواجـ.ـهة الرئيس الأمريكي السابق بارك أوباما.
لم يكن أولئك المرشحون الصفوة حينها، لكنهم كانوا بالتأكيد الأكثر دعمًا لإسرائيل وكراهية لإيران والأهم الأكثر تعهدًا بتخليص أميركا من مليارات الضرائب.
دفع الكثير لكن أمواله ذهبت هباءً مع انتصار أوباما، مضت السنوات وجاءت انتخابات أخرى.
كان أديلسون جاهزًا لها مع صديقه المليونير “دونالد ترامب”، الذي حصل على تبرع بقيمة 30 مليون دولار لتحطيم أحلام هيليري في أن تكون أول امرأة تحكم البيت الأبيض.
كان ترامب حينها يمثله وبشدة، رجل أعمال من نفس خلفية اقتصاد الكازينوهات، يتبنى سياسات ستخفض الضرائب وسياسات أخرى معادية لإيران.
وفي صالح صديق شيلدون المقرب “نتنياهو”
عراب المال السياسي
عدَ شيلدون دومًا أبرز ممولي منظمة الدفاع عن الديمقراطيات، المتهمة بالتأثير على سياسات البيت الأبيض تجاه منطقة الشرق الأوسط.
من خلال الشخصية الأماراتية الأبرز بواشنطن يوسف العتيبة، لا يتوقف شيلدون الإنفاق على ذلك، فالرجل يمول سنويًا وبسخاء ما يزيد على 30 منظمة في الولايات المتحدة وحدها.
لذا يعد كما في عام 2016 أكبر ممول سياسي أميركي على الإطلاق وبفارق شاسع عن أعضاء نادي المليارديرات الآخرين.
يُعرف أديلسون في واشنطن بالأب الروحي، لأنه يذكر الأميركيين والعالم بفيلم the god father الذي يحكي قصة رجل واحد يتحكم بكل شيء ويحصل على ما يريد.
وهاهو شيلدون يفعل ما يريد في منطقة الشرق الأوسط، يكسب اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، يمنع قيام دولة فلسطينية ويلغي اتفاق إيران النووي.
ويبقى أمام الملياردير حلم لم يتحقق بعد، ضرب إيران بسلاح نووي.