Site icon أوطان بوست

بعد رحيل رفيق درب “صدام حسين” .. ما تأثير وفاة عزة الدوري على حزب البعث في العراق ومن المرشح لخلافته؟

عزت الدوري رفيق درب صدام حسين

بعد رحيل رفيق درب “صدام حسين” .. ما تأثير وفاة عزة الدوري على حزب البعث في العراق ومن المرشح لخلافته؟

أوطان بوست – وكالات

أثار إعلان حزب البعث في العراق، فجر الاثنين، وفاة أمينه العام عزة إبراهيم الدوري، نائب الرئيس الراحل صدام حسين، الكثير من التساؤلات، حول تأثير ذلك على الحزب ومستقبله السياسي.

واختـ.ـفى الدوري عن الأنظار منذ الغـ.ـزو الأميركي عام 2003، حيث رصدت واشنطن 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقاله أو قتله.

عزت إبراهيم الدوري / صورة من الإنترنت

مسيرته الحزبية

يعد الدوري من القيادات التاريخية لحزب البعث منذ تأسيسه، فقد انتمى إليه منذ منتصف خمسينيات القرن العشرين.

وتولى العديد من المناصب الحزبية في تنظيمات المكتب الزراعي تحديدا، كما يقول الصحفي والباحث السياسي مصطفى كامل.

وانتخب الدوري عضوا بالقيادة القُطرية للحزب عام 1966، وهذه القيادة هي من تقف وراء تنفيذ انقلاب 17-30 يوليو/تموز 1968، وتسلم السلطة في العراق حينها، كما عمل وزيرا للزراعة والداخلية.

واختير نائبا لرئيس مجلس قيادة الثورة ونائبا لأمين سر القُطر، عام 1979، الذي تولى فيه صدام السلطة بعد إزاحة الرئيس آنذاك أحمد حسن البكر.

وكان الدوري الشريك المخلص له والمشارك معه في تنفيذ ما تعرف بحملة التطهير الشهيرة داخل الحزب العام ذاته، وأعـ.ـدم فيها العشرات من “الرفاق البعثيين” بقاعة الخلد في بغداد.

وجرى تجديد انتخاب الدوري في المؤتمرات الانتخابية اللاحقة حتى عام 2001.

وبعد عام 2003 واعتـ.ـقال صدام، كما تولى منصب الأمين العام للحزب بحكم النظام الداخلي، وكذلك اختارته التنظيمات العربية أمينا عاما للحزب على المستوى القومي، بحسب كامل.

مرعي: الدوري كان وثيق الصلة بصدام وأخلص المقربين له (الجزيرة)

من جانبه، يشير رئيس مركز القرار السياسي للدراسات الإستراتيجية هادي جلو مرعي إلى أن من أبرز محطات الدوري السياسية وجوده بالقرب من صدام في سبعينيات القرن الماضي، وكان وثيق الصلة به وأخلص المقربين له.

ويضيف مرعي، للجزيرة نت، أن الدوري تدرج مع صدام في مراحل سياسية عدة، وتبوأ مناصب مختلفة في الحكم، وبقي معه حتى الإطاحة به يوم 9 أبريل/نيسان 2003 بعد الغـ.ـزو الأميركي.

ويؤكد الباحث المحلل السياسي حسين السبعاوي أن الدوري بدأ يبرز أكثر في قيادة الحزب بعد عام 2003 لأسباب عدة، من أبرزها اعتـ.ـقال صدام، وأغلب قيادات الدولة السابقة، بالإضافة إلى موقعه السابق في الدولة والحزب.

كامل يرى أن وفاة الدوري لا تؤثر على الهيكلية التنظيمية لحزب البعث (الصحافة العراقية)

هل يتأثر الحزب؟

لا شك أن وفاة أي زعيم لأي تنظيم سياسي يمكن أن تؤثر على مسار هذا التنظيم، بحكم اللمسات الشخصية والطابع الشخصي لمن يقود، كما يقول الباحث كامل.

بيد أنه ينوه إلى أن وفاة الدوري لا تؤثر على الهيكلية التنظيمية لحزب البعث كونها محكمة، وبالتالي هناك تسلسل منتظم.

من جانبه، يرى رئيس مركز صنع السياسات للدراسات الدولية والإستراتيجية حسام بوتاني أنه رغم كون الدوري أحد الشخصيات والرموز بحزب البعث.

فإنه لا يمتلك كاريزما القيادة الموجـ.ـهة والمحركة لجماهير الحزب أو أعضائه بالعراق أو خارجه.

بينما يعتقد مرعي أن جناح حزب البعث الذي كان يترأسه الدوري سيحتاج إلى إعادة الهيكلة والتنظيم، خاصة أنه يعـ.ـاني مثل بقية الأحزاب القومية العربية من واقع الصـ.ـراع مع إسرائيل وتوجه بعض الدول العربية باتجاه التطبيع معها.

ويلفت إلى أن حزب البعث يعاني من ملفات وقضايا إقليمية وأزمـ.ـات أكثر من معـ.ـاناته من وفاة الدوري، مثل الصـ.ـراعات التي تشهدها المنطقة بين التيارات المؤثرة وكذلك وجود القوى الإقليمية الفاعلة وغيرها.

محللون يرون أن الدوري من بقايا الحرس القديم للبعث ومن الصعب إيجاد شخصية بديلة (مواقع التواصل)

خليفة الدوري

وحول التساؤلات عن الشخصية التي ستقود الحزب خلفا للدوري، أفاد كامل بأن للحزب على المستوى القومي نائبا للأمين العام هو “علي الريح السنهوري” أمين سر قيادة قُطْر السودان للحزب.

وسيتولى منصب الأمين العام لحين انعقاد مؤتمر التنظيمات على المستوى القومي، ويتم اختيار أمين عام جديد للحزب.

أما في العراق -بحسب كامل- فهناك أيضا نائب لأمين سر القطر العراقي، وبحسب النظام الداخلي سيتولى أيضا المسؤولية لحين انعقاد مؤتمر انتخابي على المستوى العراقي لاختيار أمين سر قُطر جديد.

في حين يرى الباحث حسين السبعاوي أنه من الصعب إيجاد شخصية بديلة، لأن الدوري يعتبر من بقايا الحرس القديم بالحزب.

ويضيف أن “البعث” يعتمد في اختيار الرجل الأول على الانتخابات وكذلك التوافقات بين الكادر المتقدم للحزب.

ومن الصـ.ـعوبة التوافق في اختيار الشخصية البديلة للدوري، بسبب وجود التيارين المدني والعسكري داخل الحزب، وهنا موضع الخـ.ـلاف.

ويعتقد السبعاوي أنه سيتم اختيار شخصية عسكرية لقيادة “البعث” أو أخرى ضعيفة تكون واجهة للجناح العسكري للحزب.

انشقاقات

تنظيمات حزب البعث قوية ولا مجال للحديث عن انشقاق، وفق كامل (الصحفي المقرب من الحزب) الذي يستذكر محاولات الانشقاق التي شهدها الحزب منذ بداية عقد ستينيات القرن العشرين.

لكنها فشـ.ـلت وخرج هؤلاء المنشقون جميعا من جسم الحزب الذي بقي كيانا واحدا.

ويضيف أنه بعد عام 2003 حدثت 3 انشقاقات، كان أهمها انشقاق القيادي العراقي محمد يونس الأحمد المدعوم من المخابرات السورية، والتحق به عدد من القيادات الحزبية.

ولكن سرعان ما تخلوا عنه لثبوت عدم صلته بالتنظيم بشكل أصولي، وعادوا إلى تنظيم الدوري، بحسب كامل.

ويستبعد كامل حصول انشقاقات على المستوى التنظيمي، وإذا ما حدثت هنا أو هناك فإنها ستفشل، لأن التنظيم يكاد يكون مغلقا ومحكوما بالنظام الداخلي.

على صعيد آخر، يعود بوتاني فيؤكد أن انشقاق الأحمد أحدث حالة انقسـ.ـام داخل “البعث” وصار هناك جناحان، جناح الأحمد المتمثل بالبعثيين الموجودين بسوريا ولبنان، وجناح الدوري والذي كان يتمثل بالموجودين في العراق والأردن وبلدان أخرى.

ويعتقد بوتاني أن فقدان جناح الدوري للكثير من قياداته، سواء بالاعتـ.ـقال أو الإعـ.ـدام أو المـ.ـوت، قد يؤثر في تقوية جناح حزب البعث الذي يقوده الأحمد.

وقد يشهد “البعث” محاولات للمّ الشمل وتوحيد جناحي الحزب تحت قيادة الأحمد، لكن الحزب اليوم ليس ذا فعالية كبيرة يمكن أن تحدث مثل هذه التحركات، كما يقول بوتاني.

بوتاني اعتبر أن الحديث عن محاولات انقلاب كان الدوري وراءها مجرد دعايات (الجزيرة)

محاولات الانقـ.ـلاب

وحول الحديث عن محاولات بعثية لانقـ.ـلاب في العراق، يرى بوتاني أنها جزء من دعايات يثيرها بعض القادة السياسيين، معتبرا أنها وسيلة رخيصة لمواجـ.ـهة مطالب الشعب العراقي.

ويلفت إلى أن حزب البعث اليوم لا يمتلك أي مقومات أو مؤهلات لقيادة انقلاب داخل العراق، وأن هذا محض هراء، لكن ذلك يستخدم أداة لتخويف الشارع العراقي.

ويشكك بوتاني في قدرة “البعث” اليوم على إعادة تجديد نفسه، فضلا عن وجود قياداته التاريخية بالمنفى، مما يؤشر إلى ضعف تدريجي للحزب.

وفي حديثه للجزيرة نت، اعتبر السبعاوي أن مزاعم الانقلاب شماعة تستخدمها الأحزاب في محاولة لتغطية الفشـ.ـل الحكومي بإدارة الدولة، وأن إعلان وفاة الدوري جاء ليفند هذه الأكاذيب.

المصدر : الجزيرة

Exit mobile version