قاد الأرجنتين لكأس العالم .. تعرف إلى الجوانب الخفـ.ـية في حياة مارادونا

قاد الأرجنتين لكأس العالم .. تعرف إلى الجوانب الخفـ.ـية في حياة مارادونا
أوطان بوست – فريق التحرير
“عبقرية كروية عاشت في ظل حياة من الاستهـ.ـتار”, بتلك الكلمات وصف النـ.ـقاد أسطورة كرة القدم الأرجنتينية “دييجو مارادونا”.
وصفه المخرج الإيطالي “ماركو ريسي” في فيلمه “مارادونا, يد الله”, بقوله: إنه النفق المظلم من حياة دييجو مارادونا خارج الملعب”.
ليضيف ريس “تلك الأحداث التي لم ترها الجماهير ولا يعرفها الكثيرين عن دييجو، أوقات انهياره وسقـ.ـوطه في فخ الظلام بسهولة”.

بدايات مارادونا:
بدأت حياته مثل أي طفل أرجنتيني في تلك الحقبة, فتى صغير يتجول بصحبة الكرة في شوارع بيونيس آيريس بلا قميص.
مسيرته الفعلية كانت عام 1976, إلا أنها لم تكن بشكل مثالي, لما شابها من اعتـ.ـقال وإيقاف عن اللعب وحتى إهـ.ـانات.
عام 1982 بدأت مسيرة مارادونا في أوروبا وتحديداً مع نادي برشلونة الإسباني, وسط كثير من الخـ.ـلافات في إسبانيا.
بدايات النجم الحقيقية:
نجومية مارادونا في أوروبا كانت في إيطاليا حين انتقاله لنادي نابولي, ومعه لاقى النجاح في بلد أعطاه كل مغريات الحياة.
ارتبط ناديه نابولي في تلك الفترة بالمافيا الإيطالية والتي كانت مسؤولة وفق تقارير عدة عن إمداد مارادونا بمادة المخـ.ـدرات.
بداية التعـ.ـاطي والإيقاف:
تم إيقافه عن اللعب للمرة الأولى عام 1991, لمدة خمسة عشر شهراً, بعدما أظهرت الفحوصات التي خضع لها تعـ.ـاطيه للمخـ.ـدرات.
عاد عام 1994 إلى الأرجنتين عقب انضمامه لنادي “نيويلز أولد بويز” في روزاريو في محاولة لعودة التألق.
أتت الرياح عكس ما تمنى مارادونا:
لم يكد يصل إلى ناديه الجديد, حتى تم طرد مارادونا منه بعد تغيبه عن إحدى الحصص التدريبية.
شهد ذات العام حادثةً تمثلت بإطـ.ـلاق مارادونا النـ.ـار على أحد الصحفيين خارج منزله, عقب تعرضه لمضـ.ـايقات.
بداية الاندثار:
بتاريخ 30 حزيران عام 1994 تلقى رئيس الاتحاد الأرجنتيني نتيجة فحوصات المنشـ.ـطات والمخـ.ـدرات لمارادونا حيث كانت العينة إيجابية.
واجه وقتها أحد أعظم لاعبي كرة القدم فضـ.ـيحة خلال أكبر بطولة رياضية, بعد أن كان نجم كأس العالم المطلق حينها.
ظهر وقتها للعالم أجمع الوجه السـ.ـيء الآخر لمارادونا, من عبقري بكرة قدم إلى استهتار وتعـ.ـاطي الكوكـ.ـايين, فبات محل استياء الجميع.
خلال عام 1997 فشـ.ـل مارادونا مرة أخرى في تخطي فحوصات المنشـ.ـطات, ليصاب بأزمـ.ـة نفسية كبيرة غيرت مجرى حياته نحو الأسـ.ـوأ.
المـ.ـوت يطرق أبواب مارادونا:
ببداية عام 2000 وأثناء قضـ.ـائه لإجازة في أحد المنتجعات في الأوروغواي تعرض مارادونا لأزمـ.ـة قلبية حادة نقل على إثرها للمستشفى.
حاول الرئيس الأرجنتيني وقتها “كارلوس منعم” الدفاع عن مارادونا بقوله “إنها أزمـ.ـة قلبية يعاني منها بسبب الضغط”.
إلا أن تقارير الشرطة الأوروجويانية أكدت بأن الأزمـ.ـة القلبية لمارادونا ناتجة عن تعـ.ـاطيه الكـ.ـوكايين أكثر من اللازم.
اعترف مارادونا بعدها في مسيرته الذاتية بأنه أدمن المخـ.ـدرات, إلا أنه وجه أصـ.ـابه الاتهـ.ـام لعدد من المسؤولين الكرويين والساسة.
مع اتجاه مارادونا لمركز إعادة التأهيل عنونت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية على غلاف صفحتها الأولى “يرقد بين الحياة والمـ.ـوت”.
أزمـ.ـة صحية ثانية:
لم تمضي أكثر من أربعة أعوام لتطرق أزمة جديدة أبواب مارادونا, وسط نفي من طاقمه الطبي حول تعاطيه جرعة زائدة.
الأزمـ.ـة بدأت مع مارادونا خلال حضوره إحدى مباريات فريقه المفضل “بوكاجونيورز” ليضطر للانسحاب أثناء المباراة, وسط خشية الأطباء على صحته.
خشي الأطباء من توقف قلب مارادونا عن العمل, بينما اصطف الآلاف أمام مستشفى “بيونيس آيريس” للاطمئنان على صحته نجمهم الأول.
مئات المشجعين أمام المشفى ارتدوا قميص بوكا جونيورز بالرقم 10, مع حمل لافتات كتب عليها “دييجو, الأرجنتين تحبك”.
ازدحام اضطرت معه الشرطة الأرجنتينية للوقوف أمام أبواب المشفى لمنـ.ـع الجماهير من الدخول.
الأرجنتينيون منقسمون حول مارادونا:
أغلق الأرجنتينيون أجهزة التلفاز والراديو خوفاً من سماع خبر يخشونه حول مارادونا, لكن نجمهم قـ.ـاتل ونجى من المـ.ـوت مجدداً.
يظهر في فلم وثائقي عنه بأن معظم المقربين تخلوا عنه خلال محنته, فبعد أن كان بطلاً وطنياً بات مجرد مدمن.
انقسمت الآراء حول مارادونا بين من تمنى له الشفاء وبين من أراد له الموت لما تسبب لنفسه من إحراج.
أحد المتصلين عبر إحدى الإذاعات الأرجنتينية المحلية قال “اتركوه يمـ.ـوت, دعوه يقتل نفسه”.
رحلة علاج خارج الحدود:
توجه مارادونا نحو كوبا في رحلة علاج من إدمـ.ـان المخـ.ـدرات, وهي من الفترة الغريبة في حياته بعد صبغ شعره باللون الأصفر.
ظل مارادونا بصحبة رئيس الدولة وصديقه فيديل كاسترو, وكرد للجميل تبرع بكل إيرادات سيرته الذاتية لصالح كوبا وكاسترو.
خضع بعدها نجم الأرجنتين لعملية جراحية بهدف إنقاص وزنه, في رحلة أخرى من رحلات مارادونا الغريبة في حياته المثيرة.
سيرته الذاتية:
لخص مارادونا سيرته الذاتية ضمن كتاب أخرجه في عام 2000 بعنوان “أنا دييجو” والتي تم نشرها في أيلول بنفس العام.
صنفت النسخة ضمن أفضل الكتب مبيعاً في الأرجنتين, حيث بيعت منها 125 ألف نسخة بعد أسبوع واحد فقط من إطلاقها.
من أشهر عباراته في سيرته الذاتية الأولى “أنا مارادونا, بإمكاني أن أفعل ما يحلو لي”.
فرصة أخرى للشهرة:
عقب تعافيه من الإدمـ.ـان ونجاحه بإنقاص وزنه إلى حد ما, جاءته في عام 2005 فرصة ثانية لاستعادة عرشه بكرة القدم.
عمل خلالها مارادونا كمقدم برامج تلفزيوني تحدث خلاله عن هدفه الشهير بمرمى إنجلترا في كأس العالم عام 1986.
اعتراف بعد 20 عاماً:
اعترف مارادونا وللمرة الأولى بأنه سجل هدفه الشهير في مرمى إنجلترا بيده, مضيفاً بأنه لم يندم قط على ذلك.
حيث صرح قائلا “بيتر شيلتون حارس إنجلترا كان طويلا للغاية ولم يكن أمرا سهلا أن أسجل ضده برأسي فسجلتها بيدي”.
سمعة مارادونا على المحك:
تم تعيين مارادونا كمدرب للمنتخب الأرجنتيني عام 2008 وسط مخاوف من الصحف التي علقت “دييجو يخاطر بإتلاف سمعته وأسطورته كمارادونا”.

بينما أضافت “لكن تلك هي أفضل لحظة وفرصة له، لأن رأسه صاف وهو قريب من اللاعبين ويحبونه كثيرا”.
لم يقدم مارادونا في كأس العالم 2010 رفقة لاعبي المنتخب ماق دمه وقت كان لاعباً, وخرج بهـ.ـزيمة كبيرة من ألمانيا.
استقال مارادونا من تدريب المنتخب الأرجنتيني, إلا أنه استعاد صورته في قلوب الجميع مجدداً, إنه مارادونا.
وصفه ريسي بقوله “مارادونا محبوب بصورة غيرة طبيعية حتى أكثر من بيليه، دييجو محبوب لأكثر من موهبته في كرة القدم.