عزز مكانة الدراما السورية في التسعينيات وجسد “بطولات العرب” وامتد لثلاثة أجزاء .. القصة الكاملة لمسلسل الجوارح

عزز مكانة الدراما السورية في التسعينيات وجسد “بطولات العرب” وامتد لثلاثة أجزاء .. القصة الكاملة لمسلسل الجوارح
أوطان بوست – فريق التحرير
يعتبر المسلسل من أولى المسلسلات الفانتازيا التي انتهجها المخرج المتألق نجدت أنزور اسماعيل في أعماله الفنية.
حقق شهرة واسعة منتصف التسعينيات على مستوى الوطن العربي كاملاً, وهو من تأليف الكاتب هاني السعدي.
وأبدع المخرج نجدت أنزور في تقديم العمل بصورة ورؤية جديدة, بينما أوكلت مهمة الموسيقى التصويرية لطارق الناصر.

فريق العمل:
المسلسل من إنتاج مركز دبي للأعمال الفنية وهي شركة تابعة لتلفزيون دبي, وتم عرضه للمرة الأولى عام 1995.
شارك في المسلسل نخبة من نجوم الدراما السوريين وجسدوا بتميز وروعة شخصيات المسلسل التاريخية.
فقد جسد دور شيخ القبيلة “ابن الوهاج” الممثل القدير أسعد فضة, بصفات رجل كريم ونبيل وله ثلاثة من الأبناء.
وجسد دور الباشق وهو أحد أبناء ابن الوهاج الفنان السوري “صباح عبيد, فيما لعب النجم أيمن زيدان دور ابنه الآخر أسامة.
وأوكل دور الابن الأصغر لابن الوهاج ويدعى أسامة الممثل عارف الطويل, ولعبت الممثلة أمل عرفة دور العنقاء.
كما شارك الممثل القدير الراحل هاني الروماني بدور “أبو طراقة”, فيما جسد عبد الرحمن أبو القاسم دور حكيم القبيلة “ابن الرومية”.
وشارك كذلك عدد من الممثلين منهم “فرح بسيسو” بدور بثينة, و”سعد مينة” بدور شاهين, و”ليلى جبر” بدور ريم.
وشهد المسلسل كذلك مشاركة كلا من “حاتم علي” بدور شهاب, و”نورمان أسعد” بدور خولة, و”عابد فهد” بدور ضرار.
وشاركت كذلك الممثلة المتميزة أمية ملص بدور “وردة”, وفايز أبو وردان بدور “سهيل”, ومحمد الحريري بدور “سراقة”.
قصة المسلسل:
يحكي المسلسل قصة شيخ قبيلة من العرب يدعى ابن الوهاج, يشتهر بأنه من أكرم العرب وأنبلهم في زمانه ويعرف بالحلم والحكمة.
لابن الوهاج من الأبناء ثلاثة وهم الباشق, وأسامة, بينما يدعى الابن الأصغر عقاب, وتحوي القبيلة رجلاً يحقد على ابن الوهاج وأبنائه.
تقدم الرجل الحاقد من حكيم القبيلة “ابن الرومية” طالباً منه اختبار قدرة أبناء ابن الوهاج على العيش خارج القبيلة.
يوافق شيخ القبيلة ابن الوهاج تماشياً مع طلب ابن الرومية على الأمر ويقرر إرسال أولاده الثلاثة للعيش في أماكن مجهولة.
يخاطب ابن الوهاج أولاده قبل إرسالهم قائلاً “أريدكم أم تكونوا الجوارح التي تعيش في أرض ليست أرضنا فانطلقوا”.
يتوجه ابنه أسامة نحو الجهة الشمالية, بينما يتجه ابنه الباشق جنوباً, فيما يشد الابن الأصغر عقاب نحو الجهة الشرقية.
ينزل ابنه الباشق وقد كان مغروراً بين إخوانه في قبيلة تدعى “حسام” وكان لا بد من تغيير نفسه, فيهزم على يد أحد فرسانها.
يضطر الباشق عقب هزيمته لمغادرة القبيلة والعيش في البراري حتى يلتقي أباه لاحقاً.
وأما أخاه أسامة فيتوجه إلى قبيلة الباهلي والتي كانت في زمانها من أضعف قبائل العرب معرضة للسلب والنهب من الطامعين.
وعندما ينزل أسامة فيها يبدأ بتدريب فرسانها حتى باتت من أقوى قبائل الأرض جاعلاً منها قوة لا يستهان بها ولا يشق لها غبار.
مع قوة القبيلة التي جربها يتملك الطغيان والغرور نفس أسامة ليقرر مهاجمة قبيلة الأشعث ابن الأكثم والتي نزل بها أخاه الأصغر عقاب.
بحث الأب عن أبنائه:
في ذلك الوقت ينال التعب والمرض من أبيهم ابن الوهاج, فقد ضعفت القبيلة وباتت عرضة للسلب والنهب من قطاع الطرق.
كما تم سرقة كنور ابن العلقم والتي جلبها الابن الأصغر لابن الوهاج, عقاب على يد أبو طراقة وهو والد شاهين.
تتدهور صحة ابن الوهاج حتى بات ملازماً للفراش, وعند احساسه بالضعف يبدأ رحلة البحث عن أبنائه الثلاثة.
بمجرد مغادرة ابن الوهاج يجد وبالصدفة ابنه الباشق, والذي تمرس على القتال وازداد قوة فوق قوته.
يتجه ابن الوهاج رفقة ابنه الباشق للبحث عن ابنه الأصغر عقاب ليجدوه في قبيلة الأشعث ابن الأكثم.
حيث بات عقاب في قبيلة الأشعث يدرب فرسانها على القتال ويعلمهم الأخلاق العربية والتواضع.
لم يخبر عقاب أبناء قبيلة الأشعث بأنه ابن سيد قبيلة بل عاش معهم باسم مجهول وهو عكرمة.
وأما أسامة الذي يتملكه الغرور وينصب نفسه امبراطوراً فكان أقوى إخوانه وأكثرهم قسوة.
يقرر أسامة احتلال قبيلة الأشعث لجعل مجد عظيم لقبيلته مما يضطر أباه ابن الوهاج وإخوته للوقوف بوجهه.
يقف ابن الوهاج رفقة أبنائه الباشق وعقاب بوجه طموح أخيهم, لينتهي المسلسل في جزأه الأول بمشهد مأساوي.
حيث يقتل ابن الوهاج ابنه أسامة بطعنة بالرمح في ظهره, ويبقى عقاب في قبيلة الأشعث.

مع هذا المشهد ينتهي الجزر الأول من المسلسل ومعه ينتهي دور أسامة الذي أتقن الفنان أيمن زيدان أداؤه.
نجاح المسلسل:
تلخص نجاح المسلسل في الدول العربية وتحديدا قفي سوريا ولبنان والأردن من عدة مجالات.
فمن جهة باتت المحال التجارية تغير أسمائها تيمناً باسم المسلسل أو اسم أحد أبطاله مثل الجوارح والباشق وغيرها.
كما بات الباعة يتنافسون فيما بينهم بأقوال مثل “هذا اللحم من نفس اللحم الذي كان على مائدة ابن الوهاج”.
والبعض الآخر ينادي بأعلى صوته “تعال وتناول من صيد الجوارح”.
بينما المفارقة العجيبة أن المسلسل وقت عرضه فترة التسعينات كانت تخلو الشوارع من المارة إلا ما ندر لمتابعة حلقاته المشوقة.