Site icon أوطان بوست

هل تستثمر واشنطن نفوذها القوي في سوريا .. وهذه العوامل الرئيسية التي تؤثر بسياسة جوبايدن

جو بايدن

هل تستثمر واشنطن نفوذها القوي في سوريا .. وهذه العوامل الرئيسية التي تؤثر بسياسة جوبايدن

أوطان بوست – وكالات

يرى معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى أنه إذا أراد الرئيس الأميركي المنتخب “جو بايدن خلق”، نفوذ إضافي في سوريا قبل محاولة إجراء مفاوضات صعـ.ـبة مع روسيا

فسوف يحتاج إلى التحلي بالصبر الاستراتيجي من خلال الشراكة مع الحلفاء بشأن قضـ.ـايا أولية عديدة.

ويقول الدبلوماسي الفرنسي والزميل المقيم في المعهد “تشالز ثيبو” في مقال: إن سياسة إدارة بايدن القادمة في سوريا لا تزال غامضة نسبياً.

الرئيس الأمريكي المتخب “جو بايدن” / إنترنت

سياسة بايدن تتأثر بخمسة عوامل رئيسية

أولاً:

لم تكن سوريا أبداً أولوية سياسية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط ، ويبدو أن تجديد الإطار الدولي لوقف البرنامج النووي الإيراني هو الهدف الإقليمي الأول لبايدن.

ثانيًا

فقدت الولايات المتحدة نفوذاً كبيراً في سوريا بسبب سياسات إدارتي الرئيسين باراك أوباما ودونالد ترامب. 

على سبيل المثال، عندما واجهت عملية تركية عبر الحدود في الشمال الشرقي أواخر 2019، انسحبت القوات الأميركية جزئياً

مما أدى إلى طمس الخطوط الأمامية المستقرة سابقاً بين القوات الروسية والتركية والأميركية.

ثالثاً

 أشاد بايدن بوضع القوة الأميركية الصغيرة في شمال شرق سوريا، وجادل بأن الاستراتيجية المستخدمة ضد تنظيم “داعش” تظل نموذجاً جيداً للعمل العسكري الأميركي في الشرق الأوسط.

قد يشير هذا إلى الاستعداد للاحتفاظ بوحدة صغيرة على الأرض لدعم الشركاء المحليين.

رابعًا

فكرت الشخصيات الرئيسية في حملة بايدن -بمن فيهم توني بلينكن، مرشحه الحالي لوزيرة الخارجية، وجيك سوليفان، مرشحه لمنصب مستشار الأمن القومي- علناً في الأخطاء التي ارتكـ.ـبت في سوريا خلال إدارة أوباما. 

والجدير بالذكر أن بلينكن صرح بأنه لا يستطيع تخيل سياسة إعادة التعامل مع بشار الأسد.

خامساً

عندما أقرّ المشرعون الأميركيون قانون “قيصر” في 2019، قاموا ببناء آليات تهدف إلى مقـ.ـاومة التغيير من قبل الإدارات الأميركية المستقبلية. 

لذلك، من المرجح أن تستمر العقـ.ـوبات الاقتصادية التي تستهدف نظام الأسد.

ويقول الكاتب: “للوهلة الأولى، لا يبدو أن هذه العوامل تترك مجالاً كبيراً لاستراتيجية سورية جديدة بشكل خاص، مما يشير إلى أن سياسة الوضع الراهن ستستمر.

ومع ذلك، تتمتع واشنطن بنفوذ أكبر مما تدركه، طالما أنها مستعدة للتخلي عن منطق الانهـ.ـزام الذاتي الذي ساد في السنوات الأخيرة”.

ويقترح الكاتب أن تتحلى الإدارة المقبلة ب”الصبر الاستراتيجي”، وأن تشارك حلفاءها في عشر قضايا أولية.

عشر قضـ.ـايا أولية

أولى هذه القضـ.ـايا هي تحديد موعد نهائي للجنة الدستورية التي تهدف لصياغة ميثاق سوري جديد لتمهيد الطريق أمام انتخابات تشرف عليها الأمم المتحدة

تنفيذاً لقرار معطل أصدره مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في عام 2015.

ثانياً: 

حثّ الأمم المتحدة على إعداد آلية مراقبة قوية لانتخابات سوريا 2021، بالإضافة إلى خيارات آمنة ومحايدة لمشاركة السوريين في الخارج. 

ثالثاً: 

تسريع المصالحة الكردية. تحقيق الاستقرار في شمال شرق سوريا لن يكون ممكناً إلا من خلال دفعة رفيعة المستوى لحل الخـ.ـلافات بين الفصائل الكردية المتنـ.ـاحرة واستبعاد الأعضاء غير السوريين في قوات سوريا الديمقراطية.

رابعاً: 

الضغط على تركيا لاحتواء السلفيين. خلاف ذلك، يمكن أن تصبح أجزاء كبيرة من شمال سوريا ملاذات آمنة لمنتسبي القاعدة وداعش.

خامساً: 

إشراك قوات سوريا الديمقراطية في عملية الأمم المتحدة كجزء من المعارضة السورية.

سادساً: 

تحسين العمل الإنساني وزيادة المساعدات. 

سابعاً: 

النظر في مشاريع “التعافي المبكر” في مناطق سيطرة النظام ومزيد من جهود الاستقرار في الشمال.

ثامناً: 

إعادة التأكيد على شروط إعادة الإعمار. تمويل إعادة الإعمار مشروط بتحقيق تقدم على المستوى السياسي.

تاسعاً: 

تعزيز التعاون ضد مجـ.ـرمي الحـ.ـرب. 

عاشراً: 

تذكير النظام بالإجراءات قصيرة المدى التي يمكن أن تكسر الجمود.

ويرى الكاتب أنه في نهاية المطاف، فإن التسوية مع روسيا هي الطريقة الوحيدة لتحقيق نتيجة تفاوضية في سوريا

حيث اكتسبت موسكو تأثيراً كبيراً من خلال مسار أستانة وعلاقاتها الثنائية مع تركيا وإيران.

ويضيف أن تحقيق النقاط السالفة الذكر، يتطلب مفاوضات صعبة، لذا فإن القيادة الأميركية القوية فقط والقائمة على عملية حقيقية متعددة الأطراف يمكنها تحقيق التقدم. 

الخطوة الأولى في هذا الاتجاه واضحة: استخدام الزخم الذي يمنحه حفل التنصيب القادم لإبلاغ دمشق وموسكو وطهران بأن استراتيجيتهم الحالية في محاولة انتظار الولايات المتحدة لن تنجح.

Exit mobile version