سباق روسي أمريكي باتجاه الحدود السورية العراقية .. وحقبة جديدة الخـ.ـاسر فيها إيران وهذا ما يريده الروس
أوطان بوست – وكالات
فيما يشبه التسابق، تشهد الحدود السورية العراقية تحركات ملحوظة و”مزدوجة” (روسية) على الضفة الجنوبية الغربية من نهر الفرات
كانت موسكو سبقتها خلال الأسبوعين الماضيين بتعزيز قواتها العسكرية في البوكمال وما حولها، و(أمريكي) على الضفة الشمالية الشرقية من الفرات.
التحركات الروسية التي تمثلت بأوامر وجهتها موسكو لـ”قوات حرس الحدود” التابعة لميليشـ.ـيات الأسد بوجوب تعزيز مخافرها ونقاطها الحدودية مع العراق البالغ عددها نحو 100 نقطة ومخفر
وإعادة تأهيل المـدمر منها وفقاً لشبكة عين الفرات، قابلها تحرك أمريكي على أعلى المستويات، تمثل بزيارة “مفاجئة” لقائد القوات الأمريكية الجنرال فرانك ماكنزي إلى محافظة الحسكة، وبحث ملف الحدود مع قائد ميليشـ.ـيا قسد مظلوم عبدي.
وتزامنت التحركات سالفة الذكر مع أوامر لرئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي للقوات المسلحة التابعة لحكومته بضرورة ضبط الحدود العراقية السورية بـ”الكامل”
إذ لفت اللواء تحسين الخفاجي، المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة في العراق، أن “قوات التحالف الدولي تسهم في عملية إمداد الكثير من المعدات التي ستوضع على الحدود
كما أن قيادة العمليات المشتركة والتحالف يعملان على نصب أبراج ذات قيمة مادية وعملية كبرى جداً، فيها أجهزة ومعدات حديثة، تحتوي على إمكانيات وقدرات تمكننا من السيطرة على الكثير من الأعمال التي يقوم بها الإرهـ.ـابيون”.
ويشترك العراق بحدود برية مع سوريا بطول 610 كم تسيطر على معظمها ميليشـ.ـيا قسد في الجانب السوري
فيما تستولي الميليشـ.ـيات الإيرانية على مدينة البوكمال وما يليها من الحدود باتجاه الجنوب ببضعة كيلومترات، بينما تتحكم قاعدة التنف الأمريكية بمثلث الحدود السورية الأردنية العراقية جنوباً.
ماذا يريد الروس؟
التبرير الروسي لزيادة الوجود العسكري الأخير في البوكمال وما حولها – وفقاً لـ فيتشلاف ماتزوف الكاتب والمحلل السياسي الروسي – هو أن المنطقة يجب أن تكون خاضعة لـ”صاحب القرار” في إشارة إلى نظام أسد وميليشـ.ـياته.
وفي رده على سؤال لأورينت نت، إذا كان التحرك الروسي يعني أن المنطقة خارجة عن سيطرة نظام الأسد وميليشـ.ـياته رغم وجود حلفائه الإيرانيين فيها!
قال ماتزوف، إن ذلك لا يتعارض بين المصالح الإيرانية والروسية، وإن “موسكو تريد إعادة المنطقة” إلى سيطرة مركز المراقبة الروسي
نتيجة التحـ.ـديات التي تواجهها البوكمال والمتمثلة بالخـ.ـطر المتنامي لداعش والميليشـ.ـيات الكردية، على حد زعمه.
ويستبعد ماتزوف أن يكون هذا التحرك قائما على اتفاق أمريكي روسي غير معلن لـ”سبب واحد”
وهو أن الأمريكيين على الصعيدين العسكري والسياسي يرفضون التعامل مع موسكو وعسكرها، رغم استعداد الأخيرة للتعاون.
حقبة جديدة!
التسابق الجديد نحو الحدود السورية الشرقية يأتي كـ”إعادة تموضوع” مع انتهاء حقبة ترامب وبداية حقبة بايدن – وفقاً للباحث العراقي في الشؤون السياسية والدولية الدكتور عمر عبد الستار
والذي يستبعد أن يكون هذا التحرك مندرجا في إطار اتفاق غير معلن بين واشنطن وموسكو.
فالاستراتيجية الأمريكية قائمة على التعامل مع الملف السوري اليوم كما كانت تتعامل مع عراق صدام حسين بعد غزو الكويت
وهذا يعني أن حلف روسيا – إيران في سوريا ليس في ذهن واشنطن لعقد اتفاق على الحدود مع مجيء بايدن.
ويتماهى الضابط العراقي السابق والمحلل العسكري، اللواء الدكتور صبحي ناظم توفيق في رأيه مع الدكتور عبد الستار بالتأكيد على أن هذا التحرك “نوعي” حتى وإن كان “متأخرا”
ذلك أن المنطقة الحدودية كانت في حالة فوضـ.ـى على مدار العقد الماضي (2011 – 2020).
إلا أن توفيق يتعارض مع الباحث عبد الستار في نقطة “هامة” وهي أن هذا التحرك قائم على اتفاق أمريكي – روسي غير معلن لقطع أو التحكم بالطريق “الاستراتيجية” الذي تستميت إيران للسيطرة عليه (طهران بغداد – الأنبار – البوكمال – حمص – دمشق وبيروت)، وما يمثله من نقاط قوة للمتحكم به.
خطة أمريكية!
وفي معرض حديثه كشف الدكتور عبد الستار “بناء على معلومات لا استنتاجات” على حد قوله، أن المناطق السورية والعراقية على جانبي الحدود بانتظار خطة يعدها الكونغرس الأمريكي لإعادة التطبيع بعيداً عن حكومتي الأسد وبغداد.
وحول الشكل الذي ستكون عليه المنطقة والآلية التي سيتم بها تطبيق هذه “الخطة”، أوضح عبد الستار أن المناطق السنية سالفة الذكر والمحررة من داعش في العراق وسوريا سيعاد ترتيبها بما يشابه نموذج إقليم كردستان
حتى وإن تطلب التطبيق إقامة حظـ.ـر جوي في سمائها، وهذا سنشهده في العقد الثالث من الألفية الجديدة (2020 – 2030).