أوطان بوست – فريق التحرير
وجّه الدكتور “عبدالكريم بكار” المفكر الإسلامي السوري” نداءً إلى “الجيش الوطني” العامل في عملية نبع السلام، والتي يقودها الجيش التركي في شمال شرق سوريا، بهدف طرد قوات سوريا الديمقراطية (ميليشيات قسد) من شرق الفرات وإنشاء منطقة آمنة.
وقال الدكتور بكار؛ في رسالة صوتية نشرها على حسابه الرسمي في موقع تيلجرام؛ وحصل موقع أوطان بوست على نسخة منها “إخواني الكرام قادةً وضباطاً وجنوداً، في جيشنا الوطني الباسل؛ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته”
أبارك لكم هذا النصر المؤزر والسريع والعظيم، على تلك العصابات التي تستمد قوتها من الأجنبي، والتي أهلكت الحرث والنسل، وأشعت في الأرض الفساد، وتريد تقسيم سوريا العزيزة إلى دويلات.
وقال الدكتور بكار في رسالته؛ “إن الثورة تستمد مشروعيتها من أخلاقيتها”، والفارق بيننا وبين النظام، أننا رحماء بالناس، وأننا أصحاب رسالة، وأننا عادلون، وأننا مشفقون على أهلنا وعلى بلادنا، هذه هي مشروعية الثورة، وبالتالي فإن الذين يؤذون غيرهم، وإن الذين يغلون ويسرقون والذين ينهبون، والذين يخربون الأماكن العامرة هؤلاء هم أعدى أعداء الثورة، وهم السوس الذي ينخر في داخلها وعلينا جميعاً أن نحمي الثورة منهم.
وأكمل الدكتور “بكار” حديثه مستشهداً بمعاملة نبينا محمد صلى الله عليم وسلم، وصحابته في معاملة “الأسير” حيث كان صلى الله عليه وسلم إذا أتي إليه أسيٌر، كان يدفعه إلى بعض المسلمين ويقول له؛ “أحسن إليه أحسن إليه”.
وقال لنا قدوة في أبو بكر – رضي الله عنه الخليفة الأول حين قال ليزيد بن أبي سفيان لما بعثه إلى الشام، كان في جملة ما قاله؛ “وإنكم ستجدون أقواما قد حبسوا أنفسهم في هذه الصوامع؛ فاتركوهم وما حبسوا له أنفسهم، ولا تقتلوا كبيرا هرما، ولا امرأة، ولا وليدا، ولا تخربوا عمرانا، ولا تقطعوا شجرة إلا لنفع، ولا تعقرن بهيمة إلا لنفع، ولا تحرقن نحلا ولا تغرقنه، ولا تغدر، ولا تمثل، ولا تجبن، ولا تغلل “كما ورد في سنن البيهقي”.
واستحضر الدكتور بكار في نداءه القائد المسلم الكردي “صلاح الدين الأيوبي” الذي حرر القدس عام (1137م) فأمر بتوزيع الصدقات على الفقراء والمرضى والأرامل ، واليتامى من الصليبيين ، وزودهم بالدواب، وأمر برد الأسرى إلى أقاربهم وعفى عنهم بخصوص الفدية، وأكد على أن هذه هي أخلاق المسلمين.
وتوجه الدكتور بكار في رسالته إلى المقاتلين في الجيش الوطني السوري ليذكرهم، أن من يقاتلونهم هم من السوريين لكنهم أفسدوا في الأرض، وهؤلاء السوريون المفسدون لهم أهل وزوجات بريئات، وأبناء أبرياء وعشيرة، فعاملوهم بأخلاق الإسلام وبالحقوق والآداب التي أقرها العالم خلال الحروب.
وقال “إن بعض من تقاتلون ألجأتهم الحاجة ليكونوا مع قسد وغيرها، وبعضهم ألجأهم داعش حين أخرجهم من مناطقهم ليكونوا مع قسد وغيرها”.
ونحن مهمتنا أن نحافظ على سورية حرةَ أبية، ولن تكون سورية حرة، إلا إذا كان كل أبنائها أحراراً، وهذا القتال الذي يحدث بينكم وبين تلك الميليشيات التي يتبرأ منها الأكراد، قبل أن نتبرأ نحن منها.
لأن إخوانكم الأكراد وطنيون ومتحضرون ومسالمون لكنهم ابتلوا بهم، كما ابتلينا نحن بداعش، وبالتالي أحسنوا إليهم واتركوا الصورة الحسنة والانطباع الحسن
وختم الدكتور “بكار” رسالته بالتأكيد على قيادة الأركان والشرطة العسكرية في الجيش الوطني السوري، أن لا تسمح بشيء من النهب ولا بشيء من الاهانة، للمواطنيين فهم منا ونحن منهم، ولا فرق بيننا وبينهم لكن ظروف القتال والثورة وإجرام نظام الأسد ألجأنا إلى كل هذا.