نهاية العام حسابات المواقع والحقيقة المرة .. د. مأمون سيد عيسى

نهاية العام حسابات المواقع والحقيقة المرة .. د. مأمون سيد عيسى
أوطان بوست – رأي – د. مأمون سيد عيسى
يمضي العام الراحل بطيئا على سكان هذه الكرة المتعبة، في نهايته نفتح دفاترنا لنتساءل عن الحاضر والمستقبل والمواقع في حسابات الربح والخـ.ـسارة.
يخيم ضباب كثيف على المشهد السياسي لسوريا ليبدو المستقبل غامضا بعد سنوات عشر من معركة الحرية والكرامة المفقودة.
ينأى الجميع في تصوراتهم ومشاريعهم عن الحقيقة، يختاروا الرومانسية السياسية حيث تبدو سوريا ارضا موحدة وجيشا واحدا وشعبا له بطاقة شخصية موحدة.

في المحافل والبيانات تطالب المعارضة بتطبيق قرارات الأمم المتحدة بشكل كامل غير مجزأ .متناسين ان القرار الذي ليس له مخالب الفصل السابع لا يؤخذ له حساب.
هي الحقيقة المرة
لم تعد سوريا موجودة ككيان مستقل، تقاسمتها الدول نفوذا واحتـ.ـلالا اما على نحو مباشر او من خلال قوى الامر الواقع، اصبح المستقبل ما تتفق عليه تلك الدول.
تبدو العودة للماضي ضرورة لفهم الحاضر .في العام الثالث للثورة تسيطر المعارضة على سبعون بالمائة من سوريا.
تطوق فصائلها دمشق كالأساورة .يتعاون دعم حلفاء النظام وأخطاء المعارضة وتخاذل العالم على استعادة النظام ما فقده, تتوالى الانكـ.ـسارات العسكرية و الانسحـ.ـابات من الغوطة وحتى معرة النعمان
تسمح اتفاقات خفض التصعيد للأسد وحلفائه بتجزئة جبـ.ـهات المعارضة، وانتـ.ـزاع استسلامها واحدةً بعد الأخرى
يتكرر السيناريو في كل المناطق -محـ.ـاصرة وقصـ.ـف وتشـ.ـريد – و خداع روسي في عمليات مصالحة وتسويات.
تصل جحافل النظام على مشارف ادلب عاصمة الشمال ,يتدخل الحلفاء الاتراك ويحشدوا الجنود والعربات بالآلاف ليس من اجل الحرب بل لأجل وقف الحرب ,يقولوا للنظام كفى.
يردد النظام بعد استرداده المناطق أن الحـ.ـرب انتهت وأنه حسـ.ـم المعركة بعد سنين من الحـ.ـرب لكنه يخدع أوليائه.
لم يستطع ان يحول مكاسب الأرض لمثلها في السياسة ولم يستطيع فرض التسوية التي يريد.
في إزاحة وهم النصر الزائف للنظام تبدوا الحقائق مختلفة، فكل محاولات الروس وحكام قم تثبيت حكم الأسد وصلت لطريق مسدود, يتحول الأسد الى نصب ارجله من قصب يحميه الروس من السقوط.
السيادة الغائب الأكبر
يفقد النظام مقومات دولته وتبدوا السيادة الغائب الأكبر عن تكوين ما بقي منها، خمس جيوش على أراضيه ومئات القواعد العسكرية والميليشـ.ـيات التي لا يسيطر عليها.
أما السماء فهي ملعب طائرات لدول شتى، تدخل الطائرات الإسرائيلية، تقـ.ـصف مواقع النظام وميليشـ.ـيات حلفائه، فيرد على غاراتها بالتنديد بأقسـ.ـى العبارات والتوعد بالرد في الوقت المناسب الذي لن يأتي.
في مقومات السيادة المفقودة هناك الشعب الذي مزقت الحـ.ـرب نسيج مجتمعه ليتشظى موالين ومعارضين ولا مبالين ويتشرد منه ملايين عشر.
فلم يبق نجم في الكون ليس تحته سوري، أما حاضنة النظام فقد امعن في شبابها التقتيل, سميت طرطوس الأرملة السوداء.
في الاقتصاد يبدو النظام في طريقه نحو الكارثة اصبح النفظ والغاز والقمح ومياه الفرات خارج سيطرته, تتجه مناطقه نحو المجاعة الشاملة وينخر الفسـ.ـاد والأزمـ.ـات جسمه ليبدو رغيف الخبز ومازوت المدفأة وجرة الغاز حلما للمواطن.
في السياسة يعين الروس مندوبا ساميا لسوريا يذكرك هذا بأيام فرنسا .يتنازل النظام لتتشكل لجنة كتابة الدستور ليس من أعضاء مجلس المصفقين بل له الثلث في تلك اللجنة.
يرضى أن لا يذيل الأسد الدستور بتوقيعه عند الصدور والا يحدد وقت الاستفتاء, أما جلوسه مع المعارضة لكتابة الدستور فهو اعتراف صريحاً بها و إنهاء احتكاره الشرعية التي يدعي.
في حصـ.ـار الأسد يطل قانون قيصر ليخنق النظام ويحـ.ـاصر مجـ.ـرميه، يباشرُ أعضاءٌ من مجلسِ النواب الأميركي التجهيز لصفعةٍ أقوى بقانون عنوانه “أوقفوا القـ.ـتلَ في سوريا.
يحظر القانون على إدارة بايدن الاعتراف بنظام الأسد كحكومة شرعية ويحـ.ـظر الاعتراف بحق الأسد بالترشح الى انتخابات مستقبلية.
تتوالى الأخبار لتتـ.ـهم منظمة حـ.ـظر الأسـ.ـلحة الكيميائية النظام بشكل صريح باستخدام الكيماوي في اللطامنة وتفتح المحاكم الاوربية أبوابها لمحاكمة عناصر الأسد اذا تم القبـ.ـض عليهم
يمـ.ـنع هذا أحدا مجرد التفكير بالتطبيع مع نظام مسؤوليه مجـ.ـرمين دوليين و يأتي تقرير لجنة التحقيق الدولية المستقلة مؤكدا بأن نظام الأسد يواصل ارتكـ.ـاب جـ.ـرائم ضد الإنسانية
وأن أعماله قد ترقى إلى جـ.ـرائم حـ.ـرب في سوريا و تحسـ.ـم جامعة الدول العربية قرارها لا عودة للأسد إليها أما في اليوم الأول للعام الجديد فتصل الاخبار من بريطانيا عن النسخة البريطانية من قانون قيصر.
تبدو إعادة الاعمار الخـ.ـسارة الكبرى، كانت حلما للنظام والروس، الغرب قال لن تبنى طوبة في سوريا قبل الحل السياسي.
لم يستطع النظام في المناطق التي احتلها ان يعبد شارعا او يقيم جسرا او يضع على مفرق شارع شارة مرور.
في ملف اللاجئين يعقد الروس المؤتمرات، قالوا؛ إن الأزمـ.ـة انتهت فليرجع اللاجئين ولتتدفق العملة الصعبة والاستثمارت والمساعدات.
لكن العالم لم يصدق المجـ.ـرم وحلفاءه، فضل السوريون النـ.ـازحون خيمة ممزقة بين الأشجار على العودة الى أحضان ذاك النظام.
في النهاية
يبدو جليا الفشـ.ـل الأكبر للنظام في إطفاء جذوة الحرية لدى السوريين ويبدوا الموقف الشعبي حول ما طرح من مفوضية الانتخابات والعدالة التعويضية أكبر دليل على انهم لن يتنازلوا عن الحقوق بعد كل مامضى.
يأتي السؤال هل السوريون في الطريق الى الحلم المنشود؟ ام ان ما ذكرناه ذر رماد في العيون.
هل سيعاد إنتاج النظام برأسه أو بدون، أم الفوضى الخلاقة هي المصير ؟
خاص أوطان بوست د. مأمون سيد عيسى – كاتب سياسي 3-1-2021
