منها التكريزة والسكبة والمسحراتي .. أشهر الطقوس الرمضانية السورية

منها التكريزة والسكبة والمسحراتي .. أشهر الطقوس الرمضانية السورية
أوطان بوست – فريق التحرير
قد يختلف رمضان بعد الثورة السورية عن رمضان ما قبل الثورة, وخاصة بعد تهجير الآلاف خارج البلاد وكثرة همـ.ـوم السوريين وانتشار الفقر بشكل كبير.
إلا أن بعض العادات والتقاليد لم تختـ.ـلف أو تمحى بين السوريين, سواءً من بقي داخلها, أو حتى من رحل لأقصى بقاع الأرض.
وبات شهر رمضان المبارك فرصة لتلاقي العوائل السورية, وفرصة لتبادل “السكبة” بين الجيران, وزيارة الأقارب وتبادل العزائم.

وإليكم أبرز العادات والتقاليد والطقوس التي تتميز بها سوريا عما سواها من البلاد خلال الشهر الكريم.
اجتماع العائلة:
يعد شهر رمضان في سوريا فرصة كبيرة لاجتماع العائلة وتبادل الزيارات بين الأقارب.
ولليوم الأول من الشهر الكريم ميزة خاصة, كونه يجمع الإخوة والأخوات المتزوجات عند كبير العائلة على مائدة الإفطار.
ومن المتعارف عليه اجتماع العائلات في اليوم الأول عند منزل الجد, في عادة ظلت ثابتة عند غالبية السوريين.
وفي الاجتماع تتعاون الإناث على تحضير مختلف أصناف الطعام والشراب الخاص بشهر رمضان.
بينما يجتمع الذكور على العبادة وقراءة القرآن وخاصة قبيل أذان المغرب بقليل, في استحضار لأجواء الشهر الخاصة.
ورغم غربة الآلاف من السوريين, لم تتغير تلك العادات عند معظمهم كنوع من استحضار أجواء الحنين إلى سوريا.
سكبة الطعام للجيران:
تعمد أغلب العائلات السورية خلال شهر رمضان للإكثار من الطعام ولو كان عدد أفراد الأسرة قليلاً.
وتهدف العائلة من ذلك لإعطاء الجيران “سكبة” من الطعام إلى الجيران قبل موعد الإفطار.
وتتألف السكبة غالب الأحيان من الطبق أو الطبقين الرئيسيين للإفطار, منها المحاشي والكبة وغيرها.
وتفيد تلك العادة الرمضانية الأصيلة بإغناء مائدة الإفطار من جهة, وزرع الألفة والمحبة بين الجيران من جهة أخرى.
مسحر رمضان:
لا يذكر السوريون عاماً يمر عليهم في شهر رمضان دون سماع صوت المسحر وهو يجول لإيقاظ الناس على فترة السحور.
ورغم التطور الكبير واعتماد الغالبية الساحقة على المنبهات وغيرها للاستيقاظ وقت السحور.
إلا أن المسحراتي يبقى من طقوس رمضان الخاصة والمميزة في سوريا, بعباراته الشهيرة والجميلة.
ولكل حي في سوريا عامة وفي دمشق خاصة مسحر خاص بهم, وهو في غالب الأحيان من أهالي الحي ذاته.
ومن أبرز عبارات المسحر “يا نايم وحد الدايم, يا نايم وحد الله”, قوموا على سحوركم, إجا رمضان يزوركم”.
ومن المتعارف عليه بين السوريين, أن يخصص أهالي كل حي مبلغاً معيناً للمسحراتي لإعطائه إياه قبيل عيد الفطر.
مشروبات وأطعمة خاصة برمضان:
في كل بلد مسلم أطعمة وأشربة خاصة قد لا نراها طوال العام سوى في شهر رمضان المبارك.
وتمتاز سوريا بأطعمتها وأشربتها الخاصة بالشهر الكريم, ففي مجال المشروبات يبرز العرقسوس والتمر هندي بشكل رئيسي.
وانتشر خلال السنوات الأخيرة كذلك شراب الجلاب, كما ينتشر القمر الدين وهو يصلح للأكل والشرب.
ومن أطعمة رمضان المميزة في سوريا تبرز بعض الحلويات, ومنها “المعروك” على اختلاف أنواعه.
وفي دمشق العاصمة يبرز الناعم وهو عبارة عن خبز مقلى ومضاف إليه دبس التمر, وسكر ناعم.
وبالتأكيد وكحال أغلب البلاد يكثر بيع التمر لما له من فوائد وأحاديث تحض على أكله لما يمد به الصائم من طاقة خلال النهار.
وعلى مائدة السوريين, يبدأ غالبهم بعد الإفطار على الماء والتمر بتناول القليل من الفتوش والسلطة وشوربة العدس.
ومن أطعمة الإفطار اليومية في سوريا تبرز الفتة “التسقية” كصحن رئيسي على وجبة الإفطار.
بينما تتميز وجبة السحور بطعام خفيف غالبه من اللبن والجبن, بالإضافة للمعروك والتمر, وبعض أنواع الفواكه.
تكريزة رمضان:
هي من العادات التي يتميز بها أهل دمشق عن غيرهم من المحافظات السورية, وهي تسبق الشهر الكريم بأيام قليلة.
والتكريزة عبارة عن اجتماع العائلة والتوجه نحو المنتزهات والبساتين بمناطق ريف دمشق وتحضير وجبات كبيرة من الطعام.
والتكريزة فرصة للقاء العائلة الكبيرة مع بعضها البعض قبل بدأ الشهر الكريم, فهي عبارة عن نزهة تجمع العائلة ببعضها البعض.
ولكن قد اختـ.ـفت هذه العادة أو قلت بنسبة كبيرة في سوريا بعد اندلاع الحرب من جهة وانشغال السوريين بهـ.ـمـ.ـومهم وأشغالهم من جهة أخرى.