صحيفة بريطانية: انتفاضة علوية ضد “بشار الأسد” على الأبواب

صحيفة بريطانية: انتفاضة علوية ضد “بشار الأسد” على الأبواب
أوطان بوست – فريق التحرير
كشفت صحيفة “فايننشال تايمز” في تقريرٍ لها، عن تدهور العلاقات بين رأس النظام السوري “بشار الأسد” وأبناء الطائفة العلوية، التي تعتبر بالنسبة للأسد حاضنته الأبرز.
وجاء في التقرير، بحسب مارصد موقع “أوطان بوست”، أن المدن الساحلية التي كانت تشهد ازدهاراً اقتصادياً، بدأت تزداد معـ.ـاناتها مؤخراً، بسبب العقـ.ـوبات الأمريكية على النظام، وانتشار جائحة كورونا.
احتقان الطائفة العلوية
وأوضحت التايمز أن في مناطق الطائفة العلوية، المعقل الأكبر للأسد، لن تجد فيها سوى النُصب التذكارية لمئات الجنود من أبناء الطائفة الذين ضحى بهم الأسد، للحفاظ على مكانته في السلطة.

وأوضح التقرير أن المناطق التي يسيطر عليها بشار أصبحت مستنقعاً للأزمـ.ـات الاقتصادية والمعيشية، بمن فيها مناطق الطائفة العلوية، التي أصبح معظم أبنائها تحت خط الفقر.
وأشارت الصحيفة إلى أن العلويون غرقوا في ذلك المستنقع، فهم يعـ.ـانون من الفقر والبطالة وانهـ.ـيار العملة وانقطاع التيار الكهربائي، فضلاً عن شح احتياجات الحياة الأساسية.
وذكرت التايمز أن الأزمة الاقتصادية السورية، والعـ.ـقوبات الأمريكية، وانتشار كورونا، وكل تلك الوقائع أصـ.ـابت لبنان، التي يعتمد عليها الأسد بشكل كبير، وتعتبر شرياناً مصرفياً له.
ولفتت الصحيفة إلى أنها تمكنت من التواصل مع طالبة من مدينة اللاذقية، وهي من الطائفة العلوية، فقد قالت: لا أعرف كيف أصف الوضع الذي نعيشه .. وضع رهيب.
وأضافت الطالبة أن دخلها الشهري لا يتجاوز الأربعون دولاراً، من عملها بإعطاء دروس تقوية لبعض التلاميذ الصغار، وتحوبلات مالية ضئيلة من شقيقها في ألمانيا.
وتابعت الطالبة: “الناس عنا ماعندها مال ولا عندها فرص عمل، والوضع مأساوي”.
التهميش الأسدي للعلويين
ويرى معهد “نيولاين”، أن بشار الأسد وبعد استلامه للحكم الذي ورثه عن والده حافظ، شهدت سوريا انفتاحاً اقتصادياً، ولا سيما مناطق الطائفة العلوية.
فلذلك عندما اندلـ.ـعت الثورة السورية عام 2011, لم نشهد مشاركة العلويين “طرطوس واللاذقية والقرداحة”، وجنبوا أنفسهم من بطش الأسد الذي أصاب بقية المناطق.
ويضيف المعهد أن العلويون اعتقدوا أن ماكان متوفراً لديهم في البدايات، سيبقى كما هو، ولم يتوقعوا أن نـ.ـار الأسد ستحـ.ـرقهم ذات يوم.
وتقول الكاتبة في معهد نيولاين “إيلزابيث تيرسكوف”: لقد فقدت رواتب الموظفين قيمتها الشرائية في مناطق الأسد، في ظل انهيار الليرة، التي أصبحت تساوي 3500 مقابل الدولار الأمريكي الواحد.
وتضيف تيرسكوف: حياة السكان في تلك المناطق أصبحت إهـ,ـانة، كما كانت في عهد حافظ الأسد، حيث لا تتوفر أدنى مقومات الحياة، فضلاً عن الخوف والرعب الذي يعيشونه، بفعل حكم العصابات السائد “حكم الأقوى”.
ويقول أحد الناشطين في المبادرات الثقافية في مدينة اللاذقية: لقد أصبح مبلغ هم الدولة جمع الضـ.ـرائب من الأهالي، لأنها في وضع لا تُحسد عليه، وهي في حالة إفلاس.
ويضيف: نسبة كبيرة منا لايدعم النظام قناعةً، بل ربما خـ.ـوفاً من بطشه، ومن جهةٍ أخرى فإن الوضع الاقتصادي أضعف ثقتنا به.
وأشارت إلى أن العلويون وصلوا إلى مرحلة عدم الجرأة على انتـ.ـقاد الأسد، وباتوا يشعرون بتخليه عنهم.
العلويون ضحية الأسد
ويقول كاتباً علوياً في إحدى مقالاته: نحن دعمنا الأسد ووقفنا إلى جانبه، لدوافع سياسية وليست طائفية كما يدعي البعض.
وأضاف الكاتب: إن النظام هو المسؤول الوحيد عن الاقتصاد وعن كل مايجري، وهو اليوم عاجز عن تأمين التبار الكهربائي، والذي لايصل إلينا سوى ساعات ضئيلة.
وتابع قائلاً: نحن من دعمه، واليوم نحن من يعـ.ـاني من نقص كافة الخدمات والاحتياجات الأساسية، فضلاً عن أزمـ.ـة المحـ.ـروقات التي أرهقتنا.
وأردف بأن جثث أبنائنا تصلنا مابين الحين والآخر من المعـ.ـتقلات، وذنبهم الوحيد ربما لأنهم فكروا بانتـ.ـقاد النظام.
وبهدف الأسد من خلال تلك الأفعال، إلى بث الرعب والخـ.ـوف بين أبناء الطائفة، حتى لانفكر بالانتفاضة، فهو بذلك يُصوٌر لنا العواقب المترتبة.
وتشكل الطائفة العلوية نسبة قليلة مقارنة ببقية الطوائف، وهي لا تتجاوز 15 بالمئة من طوائف سوريا، والتي تعتبر فيها الطائفة السنية كأكثرية.
وعلى الرغم من أقلية العلويون، إلا أنهم كانوا يمثلون غالبية المناصب في نظام الأسد، سواء كان في عهد حافظ أو بشار.
أما اليوم فقد غرقوا في مستنقع الأسد، وغرقوا في المقـ.ـتلة، وباتوا الضحية التي رمى بها الأسد إلى الهاوية، دفاعاً عن سلطته.