معاتباً العرب .. فراس الخالدي يوضح نقاط ضعف تركيا بالملف السوري ويكشف حقائق هامة حول المجلس العسكري وهذه التفاصيل !
أوطان بوست – فريق التحرير
تحدث عضو اللجنة الدستورية ومنصة القاهرة، المعارض السوري “فراس الخالدي”، عن الدور العربي في القضية السورية، وسر تراجعه أمام بقية الأطراف الإقليمية.
وجاء ذلك في حديثٍ صحفيٍ له، رصده موقع “أوطان بوست”، حول آخر تطورات التحركات الدولية ومساراتها، فيما يتعلق بالملف السوري.
الثورة والدور العربي
وقال الخالدي: إن القضية السورية مختلفة عن بقية القضايا الأخرى، فقد تحولت إلى ساحةٍ للصراع الدولي والإقليمي، الذي من شأنه أن يجعل الدول العربية غير قادرة على التأثير بالملف السوري.
وأضاف المعارض: كل مايحتاجه العرب للتمكن من المشاركة في تحديد مصير القضية السورية أو التأثير فيها، هو الاتفاق فيما بينهم على صيغة من الوحدة والتوافق حولها، وكلما تأخروا في ذلك أصبحت المهمة أصعب.
الدول العربية والأسد
أوضح الخالدي أن الكثير من الدول العربية، عملت على تنمية علاقاتها مع نظام الأسد، سواءً كان ذلك بفتح سفاراتها معه، أو من خلال إيصال مساعدات إنسانية له، وماشابه من ذلك.
وأشار إلى أن العرب وعلى الرغم من حرصهم على إعادة سوريا “كدولة” إلى الجامعة العربية، للحد من التوسع الإيراني والتركي، فقد أكدوا على ضرورة التزام الأسد بتسهيل عملية الانتقال السياسي، وفق القرار 2254.
وبيٌَن أن تغيير الأسد لسلوكه اتجاه الشعب السوري، هو السبيل والطريق الوحيد، للعودة السريعة لحضن الدول العربية، دون أية عوائق.
وبالمقابل ليس باستطاعة تلك الدول كسر العقوبات الدولية، والخروج عن المسار الأوروبي_الأمريكي، في خارطة الحل السياسي في سوريا.
ومن جهةٍ أخرى لايمكن اعتبار انفتاح بعض الدول العربية على النظام، بمثابة فشل للثورة بقدر ماهو قراءة خاصة لواقع المعطيات التي تطرأ على الملف السوري.
ولفت المعارض إلى أن العرب لا زالوا يعتقدون بأن الأسد ورغم استقدامه لعدة قوى وميليشيات، من إيران وروسيا وغيرها، من خلال إصراه على الحل العسكري، بأنه قادر على استبدالها وتعويضها بقوى جديدة.
وبالمقابل ينظرون للمعارضة، على أنها باتت غير قادرة على التأثير أو لعب دورها بالملف السوري، وبالتالي فإن فاقد الشيء لايعطيه، فكيف لمن فقد دوره بتوزيع أدوار الآخرين.
ونوه الخالدي إلى أنه قبل أن نحمٌل (كمعارضة) الدول العربية المسؤولية وتخليها عنا، يجب أن نراجع سياساتتا اتجاه القضية، وأن نرتقي إلى مستوى قدسية الدماء التي سالت في سبيل الثورة.
وتابع: يجب أن نتحمل مسؤوليتنا كمعارضة، نتيجة الفشل السائد، واستدراك مافاتنا بأقصى سرعة، معتبراً أن توحد القوى الثورية هو السبيل الوحيد، لاستقلال القرار ولعب الدور البارز في الملف السوري.
تضارب الدور العربي والتركي
قال الخالدي: إن المعارضة السورية فقدت جميع المناطق التي كانت تسيطر عليها، واقتصر نفوذها على مساحات محدودة تتضمن مناطق شمال شرق وغرب سوريا وبدعم وإشراف تركي.
ونتيجةً لتضارب المصالح العربية والتركية في عددٍ كبير من القضايا، فإن المعارضة تحولت إلى أوراق في هذا الصراع، فالعرب توقعوا من تركيا دوراً إيجابياً تجاه سوريا من خلال التأكيد على عروبتها.
إضافةً إلى أنهم توقعوا من أنقرة موقفاً واضحاً من إيران، بدلاً من التماهي معها في عدة وقائع أبرزها سوتشي وأستانة، والتي أدت لفقدان المعارضة لنسبة كبيرة من النفوذ على حد قوله.
وأشار إلى أن تركيا عمدت إلى محاكاة التجربة الإيرانية، من خلال التدخل عسكرياً، والتعامل مع إرهابيين شوهوا الثورة على حد تعبيره، في إشارةٍ منه لهيئة تحرير الشام.
واعتبر المعارض أن تلك الوقائع والمعطيات، دفعت العديد من الدول العربية للتعبير عن استيائها من الدور التركي، واعتباره مشابهاً أو متقارباً مع الدور الإيراني.
وأوضح أن المعارضة السورية لم تستطع تقديم ملاحظات لتركيا عن موقفها، أو محاولة تعديل سياستها انجاه القضية السورية، لأنها في مأزق وليس لها من حليف داعم لها سوى تركيا.
وأردف الخالدي: بما أننا في مرحلة تبدو وكأنها مرحلة تسوية بين تركيا وبعض الدول العربية المؤثرة، نأمل أن يكون بينهما مفاوضات تنعكس إيجابياً على صورة الأحداث في سوريا.
ولا يمكن إنكار أن الجفاف العربي التركي هو من دفع أنقرة للعب على أوتار المحور الإيراني، وبالتالي فإن تطبيع العلاقات العربية التركية سيساهم بشكل كبير بإخراجها من ذلك المحور.
المجلس العسكري
قال الخالدي: إن فكرة تشكيل المجلس العسكري في سوريا، طُرِحَت قبل أشهر خلال زيارة أعضاء منصتي القاهرة وموسكو إلى روسيا، إلا أن الشخصيات التي قامت بالزيارة عادت وتنصلت معتبرةً أنها كانت مبادرة شخصية.
وأضاف المعارض: لم تحدث أية مشاورات رسمية بين منصتي موسكو والقاهرة، وكل من حضر تلك الاجتماعات من أعضاء الأخيرة، حضرها بصفة شخصية، دون أي تمثيل رسمي للمنصة.
وبالمقابل إن القائمين على تشكيل المجلس العسكري، قاموا باجتهادات شخصية ولم يحصلوا على الموافقة حولها من كلا المنصتين، إلا أنهم بذلوا جهوداً لتجسيد الفكرة على أرض الواقع ولم ينجحوا حتى الآن.
مسرحية الانتخابات الرئاسية
اعتبر الخالدي أن مسرحية الانتخابات المقررة في مايو المقبل، هي خرقاً واضحاً للقرارات الدولية ولمسار اللجنة الدستورية، وتدمير لكل الجهود السياسية المبذولة منذ اندلاع الثورة السورية.
وأضاف المعارض: إن مخالفة معايير القرار الأممي 2254, يجسد نهج النظام وسياسته المتمثلة بضرب الجهود الدولية والمساعي السياسية عرض الحائط.
وأشار إلى أن تلك الانتخابات يجب أن تتم بعد تشكيل هيئة الحكم الانتقالي، وصياغة دستور جديد يقبل به الشعب السوري بجميع أطيافه.
إضافةً إلى وجود هيئة انتخابات حقيقية، مما يساعد على نزاهتها، وتبييض السجون وإطلاق سراح المعتقلين، فضلاً عن عودة المهجرين واللاجئين إلى مدنهم وقراهم.
واختتم الخالدي حديثه منوهاً إلى أن كل ماسبق لم يتم تطبيقه إطلاقاً، وبالتالي سوريا مقبلة على تصعيد حقيقي سواءً كان ذلك على المستوى الشعبي أو على مستوى الصراع الدولي والإقليمي.
تُجدر الإشارة إلى أن فراس الخالدي، هو معارض سوري، وله مقعداً بارزاً في تشكيلات المعارضة، حيث أنه عضواً في اللجنة الدستورية في جنيف، فضلاً عن أنه عضواً في منصة القاهرة المعارضة.