Site icon أوطان بوست

إدلب تعود للأضواء مجدداً فما علاقة معارك البادية السورية .. وضابط منشق يكشف عن أهداف العملية الروسية !

إدلب تعود للأضواء مجدداً فما علاقة معارك البادية السورية .. وضابط منشق يكشف عن أهداف العملية الروسية !

أوطان بوست –  فريق التحرير

يبدو أنه لا يمكن الفصل بين إعلان روسيا عن عمليتها العسكرية في البادية السورية، والهدوء النسبي الذي يخيٌم على جبهات إدلب شمالي غربي سوريا.

وبالمقابل لا يمكن أيضاً حصر الأهداف الروسية من العملية ضمن مجموعة أهداف واضحة، ولا سيما أنها تسابق الزمن لفرض السيطرة، لتخوفها من تحركاتٍ أمريكية محتملة.

وفي هذا الصدد، نشر مركز جسور للدراسات تقريراً رصده موقع “أوطان بوست”، تحدث من خلاله عن دوافع ومؤشرات العملية العسكرية الروسية في البادية.

صورة للبادية السورية

دوافع العملية العسكرية

وجاء في التقرير: في الثالث والعشرين من أبريل الحالي، دفعت روسيا باللواء الثامن الذي يقوده أحمد العودة، والمنضوي ضمن الفيلق الخامس، للتوجه إلى جبهات البادية السورية، للمشاركة في الحملة ضد تنظيم داعش.

وأضاف المركز في تقريره، أن اللواء أرسل 300 مقاتلاً، وهذه المرة الأولى التي يزج فيها بهذا العدد، ولم يسبق له المشاركة بهكذا عدد، سواءً كان في معارك السويداء ضد داعش، أو معارك ريف اللاذقية ضد فصائل المعارضة.

ويمكن تفسير الاستعانة الروسية بهذا اللواء في حملتها ضد داعش في البادية، من خلال زوايا عدة أبرزها ضعف العنصر البشري لدى نظام الأسد، وعدم توفر الخبرة في ميليشياته.

فضلاً عن ضعف مشاركة الميليشيات التابعة لإيران، على اعتبار أنها مشغولة في تأمين خطوط الإمداد والمعابر والمنشآت النفطية.

مؤشرات العملية العسكرية

واستبعد التقرير أن يكمن هدف روسيا بإشراك اللواء الثامن في حملتها، في إطار تفريغ درعا من الفصائل والعناصر، التي تسبب إعاقة كبيرة لنظام الأسد في محاولاته المتكررة لاختراق المنطقة.

ويتضح ذلك من خلال عدة دلائل، فلو أرادت موسكو تفريغ درعا من مقاتلي المعارصة سابقاً كما يدور في الأروقة، لرفعت حمايتها عنهم كما فعلت بمقاتلي الفيلق الخامس بريف درعا الغربي عام 2019.

وذكر التقرير أن إيران تستغل توجه ثلث اللواء الثامن إلى البادية،حيث أرسلت مجموعات كبيرة من ميليشيا الرضوان التابعة لحزب الله إلى درعا، وتمركزوا بالقرب من منطقتي الكرك وصيدا بريف درعا.

وأوضح مركز جسور أن روسيا قد تلجأ لإشراك مقاتلي ريفي حمص الشمالي ودمشق في معركة البادية،لإنهاء تواجد داعش الذي يشكل خطراً على منشآتها الاقتصادية والعسكرية في دير الزور والرقة وحمص.

واختتم المركز تقريره بالتنويه على أنه ليس بالضرورة أن يكون هناك إمكانية للحسم الروسي في البادية، على الرغم من كل تعزيزاتها، إلا أنها مؤشراً صريحاً على استمرار تجميد المعارك في إدلب شمالي غربي سوريا.

إدلب وقوداً للبادية

كشفت مصادر مطلعة أن نظام الأسد وبالتنسيق مع روسيا،

سحب أعداداً كبيرة من ميليشياته المنتشرة على خطوط التماس في إدلب، وزج بهم إلى منطقة البادية السورية.

وأضافت أن النظام أقدم على سحب عدداً من الآليات العسكرية المتواجدة في مناطق إدلب،

وإرسالها للمشاركة في الحملة الروسية المرتقبة ضد داعش في البادية السورية.

وأشارت المصادر إلى أنه من المتوقع أن تبدأ روسيا عمليتها خلال الأسبوعين المقبلين،

بمشاركة مقاتلين سابقين في المعارضة السورية، أبرزهم اللواء الثامن بقيادة “أحمد العودة”.

أهداف العملية العسكرية

قال العميد المنشق عن نظام الأسد “محمد زوكاري”، في تصريحات له لموقع “أوطان بوست”: إن منطقة البادية غنية بالنفط والغاز، وهذا ما يمكن اعتباره كأحد محطات الأطماع الروسية.

وأضاف زوكاري: إن خسارة داعش لمعقله الأكبر في الباغوز لصالح قسد عام 2019, دفعه للانتشار في البادية، التي تتمتع بمساحات مترامية الأطراف، وهذا ما منحه القدرة على إعادة ترتيب صفوفه والمناورة أكثر.

وأشار العميد إلى أن المنطقة تحولت لقاعدة ينطلق منها التنظيم، لتنفيذ هجماته ضد النظام وروسيا، وآخر عملياته أسفرت عن مقتل 12 جندياً روسياً وجنرالاً رفيعاً.

ولفت زوكاري إلى أن موسكو تسابق الزمن لإطلاق العملية، لتخوفها من دعم واشنطن لقسد بإطلاق عملية مماثلة والسيطرة على ثروات المنطقة.

وفي ذات السياق يرى الخبير العسكري العقيد المنشق “أحمد حمادة”، أن روسيا تسعى من خلال عملية البادية، للسيطرة على المنطقة، وكسر تمدد تنظيم داعش في البادية، لأنه بات يشكل خطراً كبيراً عليها.

وأضاف حمادة: الأهداف الروسية لا تكمن بكسر شوكة داعش وإنهاء تمدده وتغلغله في مفاصل البادية وحسب، بل لإبعاد إيران عنها وعن عموم المنطقة الشرقية.

وأشار الخبير العسكري إلى أن موسكو تسعى لتحجيم التمدد والنفوذ الإيراني، أو فرض التوازن معها، وذلك من بوابة البادية السورية.

ونوه حمادة إلى أن تنظيم داعش بات الخطر الأكبر الذي يهدد المصالح الروسية، في مثلث بادية الرقة وحماه ودير الزور، فلذلك سنشهد في الأيام المقبلة تصعيداً روسياً غير مسبوقاً في المنطقة.

تُجدر الإشارة إلى روسيا تحضر لشن عملية عسكرية في البادية السورية، للقضاء على نفوذ تنظيم داعش وإنهاء تمدده في المنطقة.

Exit mobile version