بعد إعلان بيدرسون الولاء للجنة الدستورية كيف سيكون مصير انتخابات الأسد .. إليك التفاصيل !
أوطان بوست – فريق التحرير
قال المبعوث الأممي إلى سوريا “غير بيدرسون”: إن الأمم المتحدة غير منخرطة في الانتخابات الرئاسية التي يعتزم الأسد إجراؤها في شهر مايو المقبل.
وأضاف المبعوث: بدلاً من يعلن الأسد عن انتخابات رئاسية، عليه تبييض سجونه، وإطلاق سراح المعتقلين، وإنهاء ملفهم إضافةً للمساهمة الفعالة في تأمين عودة اللاجئين.
وأشار بيدرسون إلى أن العمل مستمر في سبيل التوصل لإصلاح دستوري ومن ثم انتخابات حرة، موضحاً أن الطريق الدستوري هو الحل، وهذا ما يتطلب مرونة جميع الأطراف.
ولفت المبعوث إلى أن الجولة السادسة من اجتماعات اللجنة الدستورية في جنيف، يجب أن تكون واضحة وذات أهداف محددة، من شأنها التوصل إلى حلول.
الالتفاف على اللجنة الدستورية
وفي هذا الصدد، هاجم الباحث في الاقتصاد السياسي والعلاقات الدولية “منذر ماخوس”، الانتخابات الرئاسية التي يعتزم الأسد إجراؤها في شهر مايو المقبل.
ووصف ماخوس خلال حديث تلفزيونيٍ له، رصده موقع “أوطان بوست”. الانتخابات بأنها عملية التفاف على مساعي اللجنة الدستورية في جنيف.
وقال الباحث: إن المبعوث الأممي غير بيدرسون حاول مراراً وتكراراً إحداث اختراق، من شأنه تجسيد مساعي اللجنه الدستورية، إلا أن تلك الجهود تم اختزالها بشكل كامل.
وأضاف ماخوس: إن نظام الأسد ومنذ انطلاق أعمال لجنة الدستور في جنيف، كان يحاول تعطيل كل الجهود المبذولة، فهو ليس من مصلحته إحراز أي تقدم في هذا الصدد.
وأوضح الباحث أنه هناك لغطاً كبيراً حول مشروعية الانتخابات، حيث أنها جاءت على أبواب بحث القضية الدستورية، ومن جهته فإن الأسد لم يلتفت للضغوط الدولية، ولا أدري إن كان هناك ضغوطات بالفعل.
وبغض النظر عما إذا كانت هناك ضغوطات أو لا، فالانتخابات كانت سائرة في طريقها، وسواءً أتت بالأسد ذاته(وهذا ما سيحدث) أو بغيره، فهذا لن يغير شيئاً على الأرض.
الإرادة الدولية
ولفت ماخوس إلى أن الأمم المتحدة ليس لها شأن بالانتخابات وهذا طبيعي، ولكن يجب توفر الإرادة الكافية والتصميم من قبل المجتمع الدولي على عملية تفاوضية تنتج حلاً ما تتمثل بمسودة دستور.
إلا أن كل ذلك لايستطيع أحد التحكم فيه، والنظام هو الذي يقرر، ولكن في المحصلة لن يتغير شيئاً في الواقع، وإن حدث هذا الاتفاق وهذا مستحيلاً، تصبح الانتخابات لا قيمة لها، وكأنها شيئاً لم يكن.
ونوه الباحث إلى أنه لم تكن هناك إرادة دولية، وعلى وجه الخصوص روسية_أمريكية، فستبقى المعطيات على ما هي عليه، وما دون ذلك هو إهدار للوقت لا أكثر.
انتخابات الأسد
وفي ذات السياق، قال عضو اللجنة الدستورية المعارض “هشام مروة”: إن رسالة بيدرسون واضحة، ومفادها أن الانتخابات ليست جزءاً من العملية السياسية، والأمم المتحدة غير منخرطة فيها، وبالتالي هي مخالفة للمعايير الدولية.
وأضاف مروة: إن اللجنة الدستورية تعمل على فرض دستور جديد في الوقت الذي يجري فيه الأسد انتخاباتٍ بناءً على دستور 2012, والذي يتضمن الكثير من المخالفات.
وأشار المعارض إلى أن بيدرسون أوصل رسالته للأسد بأن ما يفعله مناقضاً للحل السياسي الذي يُعتَبَر بوابة للإصلاح الاقتصادي وإعادة الإعمار، وعودة الحياة للمواطن السوري.
وأوضح مروة أن انتخابات الأسد لاتتطابق مع القرار الدولي 2254, الذي ينص على إطلاق سراح المعتقلين، وتعديل قانون الانتخابات وصياغة دستور جديد للبلاد.
ولفت مروة إلى أن الأسد يعمل على إفشال اللجنة الدستورية منذ انطلاقها، فلذلك هي لم تحرز أي تقدم حتى الآن، وإذا ماتدخل الروس وضغطوا عليه، فلن يتغير شيئاً على الإطلاق.
التسوية السياسية
بيٌَن مروة أن الحديث عن تسوية سياسية ليس أكثر من استهلاك، فروسيا مصرة على إعادة إنتاج الأسد بشكلٍ أو بآخر، وتريد أن تكون سوريا ورقة في مفاوضاتها الاستراتيجية العالقة في المنطقة.
وتابع المعارض قائلاً: روسيا غير جادة في مسألة التسوية، ولو كانت رغبتها مختلفة عن ذلك، لدفعت الأسد نحو هذا القبيل، إلا أنها لا تبدي أية نوايا في ذلك.
وأضاف مروة: وما يعقد ذلك أكثر هي إيران أيضاً، فهي مصرة على التواجد في سوريا، وتصر على تكريس مشروعها الطائفي الممتد من طهران حتى دمشق.
تُجدر الإشارة إلى أن انتخابات الأسد المقررة في مايو المقبل، تأتي في وقتٍ تسعى فيه اللجنة الدستورية لإنجاز حلولٍ من شأنها التوصل لعملية سياسية وصياغة دستور جديد لسوريا.