قصف غزة: نتنياهو ظنَّه حلّاً لأزمته فتحوَّل إلى لعنة تهدد مستقبله السياسي .. وعسكريون إسرائيليون يطالبون بوقف الهجمات

قصف غزة: نتنياهو ظنَّه حلّاً لأزمته فتحوَّل إلى لعنة تهدد مستقبله السياسي .. وعسكريون إسرائيليون يطالبون بوقف الهجمات
أوطان بوست – وكالات
في الوقت الذي حاول فيه نتنياهو استغلال اشتعال الأوضاع في الأراضي الفلسطينية للمداراة على فشله السياسي كانت عدة مفاجآت بانتظاره قلبت المعادلة، ما القصة؟
مع اشتعال الأوضاع في الأراضي الفلسطينية اعتقد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن الفرصة الذهبية حانت لإنقاذ وضعه المتردّي داخل إسرائيل، إلا أن المفاجآت التي كانت بانتظاره حوَّلت تلك الفرصة إلى لعنة تلاحقه.
ففي الآونة الأخيرة تعمَّق فشل نتنياهو السياسي بشكل غير مسبوق واتُّهم في قضايا فساد وسوء إدارة لوباء كورونا وتعرَّض لانتقادات حادة من الإعلام العبري

وصفته بعبارات مثل “لقد أصبح نتنياهو تدريجياً ملتهياً وجباناً وكاذباً ودجالاً وتورط في أكاذيبه ووصل إلى نهاية طريقه السياسي
وأصبح حجر رحى ليس فقط حول عنق إسرائيل بل حول عنق حزب الليكود”، وفق صحيفة “يديعوت أحرونوت”.
وبعد تفجُّر الأوضاع في القدس بداية من انتفاض “حي الشيخ جراح” ثم امتداد المواجهات والاحتجاجات لكل المدن الفلسطينية تصاعدت لهجة نتنياهو
وقرر قصف غزة بضراوة محاولاً الاستعانة بذلك على فشله السياسي، عبر خداع الإسرائيليين بقدرته على حمايتهم.
إلا أن صواريخ المقاومة الفلسطينية وقدرتها العالية على اختراق القبة الحديدية وإمطار تل أبيب بالقذائف شكلّت مفاجأة غير متوقعة قلبت المعادلة
وأثارت المزيد من الحنق على نتنياهو مع اجتياح الرعب وهروب الإسرائيليين إلى الملاجئ وشعورهم بالتهديد داخل بيوتهم.
وقد استخدمت المقاومة في غزة تكتيكات عسكرية ونفسية غير مسبوقة أربكت خطة نتنياهو وتصوُّره، منها قدرة الصواريخ ووصولها إلى قلب تل أبيب لأول مرة ومنها الحرب النفسية
مثل تحذير أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام أمس السبت قائلاً:
“بأمر من هيئة الأركان محمد الضيف يُرفع حظر التجول عن تل أبيب ومحيطها لمدة ساعتين وبعد ذلك يعودون للوقوف على رجلٍ واحدة”.
وهو ما حدث بالفعل بعد قصف تل أبيب وأسدود بنحو 120 صاروخاً بعيدة المدى، لتنطلق صافرات الإنذار طوال الليل في عدد من المدن وسط إسرائيل.
وفي الوقت الذي يحاول فيه نتنياهو التمسُّك بخطاب يوحي بالسيطرة على الداخل الإسرائيلي تكشف تقارير عبرية عن رؤية أخرى لما يحدث في الكواليس.
فقد طالب مسؤولون كبار في الجيش الإسرائيلي بوقف العملية العسكرية ضد قطاع غزة “خوفاً من فقدان شرعية إسرائيل”، حسب موقف “واللا” الإخباري العبري.
ونقل الموقع عن “كبار أعضاء مؤسسة الدفاع والجيش يقولون في محادثات مغلقة إن من الصواب السعي لإنهاء العملية والتوصل إلى وقف إطلاق النار حتى لا تدفع إسرائيل ثمن استمرارها وقتاً أطول”.
وأشار الموقع إلى تخوفات عسكرية من “بروز مفاجأة من (حماس) بطريقة تتطلب رداً بمناورة برية”.
وأثار قصف المدنيين العزّل في غزة وسقوط أكثر من 41 طفلاً قتيلاً من بين 145 قتيلاً على الأقل، بعضهم عائلات بأكملها
بالإضافة إلى استهداف مكاتب صحف ووكالات أنباء عالمية، غضباً واسعاً وتنديداً دولياً بجرائم إسرائيل المتواصلة في الأراضي الفلسطينية.
ولم يقتصر التنديد الدولي على دول ومنظمات وجهات حقوقية بل امتدّ إلى تظاهرات اندلعت بكل الدول العربية والعالمية
وخروج العشرات في احتجاجات على الحدود في الأردن ولبنان مطالبين بفتحها نصرة للفلسطينيين، في مشهد مهيب.
فهل ينقلب السحر على الساحر وتلاحق لعنة غزة نتنياهو حتى تطرده من منصبه؟ هذا ما ستكشفه الأيام القادمة.
مستقبلنا على المحك.. عسكريون إسرائيليون يطالبون بوقف الهجمات ضد غزة
يطالب مسؤولون كبار في الجيش الإسرائيلي بوقف العملية العسكرية ضد قطاع غزة والتوصل إلى وقف لإطلاق النار.
وقال موقع “واللا” الإخباري العبري إنه “بينما يتحد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع بني غانتس، ظاهرياً في عزمهما على مواصلة الحملة في غزة
يقول كبار أعضاء مؤسسة الدفاع والجيش في محادثات مغلقة، إن من الصواب السعي الآن لإنهاء العملية والتوصل إلى وقف لإطلاق النار”.
وأضاف الموقع أنه استناداً إلى قادة عسكريين (لم يسمهم) فإنّ “إسرائيل تدفع ثمن استمرار العملية وقد تخاطر بمناورة برية لا يريد أحد دخولها”.
ولفت إلى وجود خوف في “جهاز الدفاع” من بروز مفاجأة من “حماس” بطريقة تتطلب رداً بمناورة برية.
وقال: “الخوف من فقدان شرعية إسرائيل، لمهاجمتها قطاع غزة، في المستقبل هو أيضاً على المحك”.
كما أشار هؤلاء المسؤولون إلى أن “فاعلية الهجمات الإسرائيلية (في غزة) قد انخفضت”.
واستناداً إلى المصادر ذاتها ذكر الموقع أنّ “قائد الجناح العسكري لحركة حماس محمد الضيف نجح في فرض معادلة جديدة على إسرائيل بعد أن قرر إطلاق صواريخ على كل منطقة يمكن أن تصل إليها في جميع أنحاء البلاد”.
وتكثفت خلال اليومين الماضيين الدعوات الدولية لوقف العملية العسكرية التي بدأت بها إسرائيل.
ومنذ 13 أبريل/نيسان الماضي، تفجرت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية جراء اعتداءات “وحشية” ترتكبها الشرطة الإسرائيلية
ومستوطنون في القدس والمسجد الأقصى ومحيطه وحي الشيخ جراح، إثر مساعٍ إسرائيلية لإخلاء 12 منزلاً من عائلات فلسطينية وتسليمها لمستوطنين.