بعد فوز الأسد بانتخاباته .. إليكم السيناريو الميداني المتوقع لمحافظة إدلب شمال غرب سوريا
أوطان بوست – فريق التحرير
تباينت التكهنات حول السيناريو المتوقع لمنطقة خفض التصعيد في محافظة إدلب شمال غرب سوريا، ولا سيما بعد فوز بشار الأسد بالانتخابات الرئاسية المزعومة.
وتتمحور التساؤلات والتوقعات، حول مدى إمكانية ربط الأسد لانتصاره السياسي وتجسيده بانتصار أو مكسب عسكري، يظهر من خلاله قوته المستمدة من حليفته روسيا.
عودة التوتر العسكري
وفي هذا الصدد، نشرت صحيفة “القدس العربي” اللندية، مقالاً رصده موقع “أوطان بوست”، تحدثت من خلاله عن احتمالات أوجه المرحلة القادمة والمتوقعة في إدلب.
وقالت الصحيفة: إن محاور وخطوط التماس بين المعارضة والنظام في إدلب، قد تشهد متغيراتٍ جديدة، متمثلة بتصعيدٍ عسكريٍ، ولا سيما بعد فوز الأسد بانتخاباته الرئاسية.
وأضافت أن الدلائل والمؤشرات على عودة التوتر مجدداً، بدأت تظهر مؤخراً، وذلك من خلال التصعيد والقصف المدفعي الذي ينفذه نظام الأسد مؤخراً، على المناطق الجنوبية للمحافظة.
وأشارت الصحيفة، نقلاً عن مصادر عسكرية على حد قولها، أن روسيا كثفت في الآونة الأخيرة، من طلعات طائرات الاستطلاع والمسح، في أجواء ريف إدلب الجنوبي ومناطق جبل الزاوية.
وكانت مصادر عسكرية تابعة لفصائل الثورة في إدلب، فضلت عدم الكشف عن إسمها، قد أكدت أن النظام وروسيا يتحركان بشكل جدي، للتصعيد في المنطقة، وإعادة التوتر إليها مجدداً.
مفتي الأسد يتحدث عن نوايا للتصعيد
ألمح مفتي نظام الأسد “أحمد بدر الدين حسون”، في مقابلة له مع قناة “الميادين” الموالية، إلى توجه نظامه نحو عملية عسكرية في محافظة إدلب شمال غرب سوريا.
وقال حسون: ستروننا في إدلب قريباً وعاجلاً غير آجلاً، والمقاومة الشعبية قادمة لا محال، وسيكون لها صولة وجولة على حد قوله.
وأضاف أن تلك المقاومة لن تبقٍ أمريكياً واحداً أو ذنباً واحداً له، سواءً في مناطق شرق سوريا، أو محافظة إدلب شمال غرب سوريا على حد زعمه.
تصعيد جوي كوسيلة ضغط
وردٌَ القيادي في المعارضة، العقيد “مصطفى بكور”، على تصريحات حسون، في حديث له للقدس العربي، معتبراً أن كلامه يصب في سياق الحرب النفسية لا أكثر.
وقال بكور: إن العملية العسكرية مستبعدة، خلال الأشهر المقبلة، وذلك لعدة عوائق أبرزها، وجود تفاهمات دولية تسيطر على سير الأوضاع في المنطقة.
إضافة للدور الأمريكي الفاعل، ودعم الولايات المتحدة الأمريكية للاستقرار والهدوء في المحافظة، وعدم دعمها لأية توتر أو صدامات جديدة.
وعلى الرغم من استبعاده حدوث عمليات عسكرية، رجح القيادي أن تشهد المنطقة تصعيداً جوياً ومدفعياً، وذلك كوسيلة ضغط قبل انطلاق القمة الروسية_الأمريكية، منتصف شهر حزيران.
وستسعى موسكو من خلال تصعيدها الجوي المحتمل، تحصيل مكاسب وتنازلات من قبل واشنطن، في سوريا، أو في مناطق صراع أخرى في العالم.
تجدر الإشارة إلى أن محافظة إدلب تخضع لاتفاق تهدئة، تم إبرامه بين الجانبين الروسي والتركي، في مدينة سوتشي الروسية، مطلع شهر مارس عام 2020.
رسائل روسية لواشنطن والغرب
قال الخبير العسكري العميد “فاتح حسون”: إن روسيا كانت تخطط لاستقدام عدد من الطائرات الاستراتيجية إلى سوريا منذ فترة طويلة، إلا أن مطار حميميم غير مؤهل لهبوط هذا النوع من الطائرات فيه.
وأضاف حسون أن مهبط المطار، كان كان يتطلب أن يكون أكثر طولاً ومجهزاً بشكل كامل، ولا سيما بالطبقة الخارجية والأضواء والمحطات الإلكترونية اللازمة لذلك.
وأشار الخبير إلى أن روسيا عملت منذ فترة على تجهيز مهبط مطار حميميم، استكمالاً لمشروع كان يقوم به النظام قبل اندلاع الثورة السورية، وانتهت منه مؤخراً.
وبناءً على ذلك، فقد تمكنت ثلاث طائرات استراتيجية قاذفة من طراز “تو 22 إم 3″، من الهبوط والتموضع في القاعدة مؤخراً، بحسب ما نقل موقع “وكالة زيتون”.
وأوضح حسون أن ذريعة روسيا باستقدام الطائرات القاذفة الاستراتيجية،المتمثلة برغبتها لتدريب طواقم هذه الطائرات على العمل في الظروف الجوية والتضاريس التي تتمتع بها المنطقة، غير مقنعة.
إنما تريد إيصال رسالة للاتحاد الأوروبي وأمريكا مفادها، بأن سلاحها “الجو فضائي” يستطيع أن يشكل قلقاً للمجالات الجوية لدول الاتحاد الأوروبي، ولـ “حاملات الطائرات” الأمريكية في المنطقة.
وان لا داعي لكل الضغوط التي تشكلها واشنطن وأوروبا على روسيا بعقوبات متتالية، وبدلاً من ذلك، فمن الأفضل إيجاد سبل للتفاهم والحوار.