تزوج من بشرى الأسد بعد أن كان مرافقاً لها وخطط لقمع الثورة السورية قبل أن يتم اغتياله .. آصف شوكت من عاشقٍ إلى مجرمٍ ثم مقبورٍ لعنه التاريخ
أوطان بوست – فريق التحرير
تقلد أدواراً رفيعة في نظام الحكم الأسديٌ، ويعتبر شخصية أمنية قوية، من بين الشخصيات التي تتحكم بمفاصل الدولة السورية.
حتى أن حافظ الأسد اعتمد عليه بشكل كبير، وأوكل إليه مهمات فريدة، ولعلٌَ أبرزها مرافقة ابنته بشرى، وتأمين حمايتها الكاملة.
آصف شوكت .. من مرافق إلى عاشق ثم زوجاً لبشرى الأسد
قابل شوكت ابنة حافظ الأسد الوحيدة “بشرى” في عام 1980, بعد أن تم تعيينه مرافقاً أمنياً لها، من قبل الأسد الأب.
حيث كانت بشرى تدرس حينها، في فرع الصيدلة بجامعة دمشق، لتبدأ بعد ذلك قصة العشق، والتي يلعب شوكت فيها دور البطولة.
لم يكن طريقه سهلاً في تلك الأثناء، حيث كانت تعترضه عدة عوائق، أبرزها علاقته السيئة بشقيق بشرى “باسل الأسد”.
حيث أنه كان يعارض فكرة زواج آصف من شقيقته، وذلك لأنه يكبرها بعشرة أعوام، إضافةً إلى أنه رجل مطلٌق.
ولكونه بعيداً عن عائلة الأسد اجتماعياً، فقد رأى باسل حينها أن صهر العائلة، يجب أن يكون قريباً من مقامها.
وعلى إثر ذلك، أقدم على اعتقال شوكت، وزجه في السجن لمدة قصيرة في عام 1993, دون الإفصاح عن الأسباب.
وفي عام 1994, توفي باسل الأسد في حادث سير، لتصبح الفرصة متاحة أمام بشرى، للزواج من أصف، دون أية عوائق.
فبعد مرور عام على وفاة أخيها، هربت معه وأعلنا زواجهما، الأمر الذي لم يرق للأب حافظ، ولم يلقَ مباركةً منه.
إلا أنه ومع مرور الزمن، تقبل هذا الزواج، ورحب بشوكت كصهراً للعائلة، ما ساعده على الدخول في عالم المناصب الرفيعة.
آصف شوكت ومسيرته السياسية بعد المصاهرة
بات شوكت من الشخصيات الرفيعة في سوريا، ولاسيما بعد وفاة حافظ الأسد، واحتلال بشار لرئاسة الحكم، في يونيو عام 2000.
حيث تم تعيينه في عام 2001, نائباً لمدير الاستخبارات العسكرية، وهو ما يعتبر منصباً رفيعاً، في أجهزة المخابرات.
حيث استغل هذا المنصب، بربط الاتصال بأجهزة الاستخبارات الدولية، كالولايات المتحدة وأوروبا وغيرها، للهيمنة على الأحداث الدولية.
فضلاً عن خوضه أدواراً بارزة، في الوصاية على لبنان، ولا سيما بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001.
وفي مطلع فبراير 2005, عين شوكت مديراً لشعبة الاستخبارات العسكرية، وذلك بعد اعتيال رفيق الحري بفترةٍ قصيرة.
إلا أن المفاجأة هنا، هي التحقيقات الأممية بمقتل الحريري، فقد أثبتت تورط آصف شوكت بعملية الاغتيال.
وفي عام 2009, تمت إقالته من منصبه، وذلك بعد أن أصبح محط أنظار واشنطن، نتيجة تورطه بنشاطات إرهابية خارجية.
إضافةً لضلوعه في عملية اغتيال عماد مغنية في دمشق، الأمر الذي أدى لإقالته، لإبعاده عن الواجهة، كونه المشتبه الأول.
ليعود بعد عامين إلى عالم المناصب الرفيعة، حيث تم تعيينه نائباً لوزير الدفاع عام 2011, وأصبح شخصية مهمة في الوزارة.
اغتيال شوكت بعد قمعه للثورة السورية
وقف شوكت إلى جانب بشار الأسد، ضد الانتفاضة الشعبية في سوريا، والتي اندلعت في مارس 2011, ضد نظام الحكم.
حيث شكل لجنةٍ لقمع الثورة، بمشاركة شخصيات بارزة، كعلي مملوك وهشام اختيار وداوود راجحة، إضافةً لعبدالفتاح قدسية.
وفي الثامن عشر من يوليو 2012, انتهت مسيرة شوكت الإجرامية، وذلك بعد اغتياله في الروصة، بالقرب من العاصمة دمشق.
حيث تم اغتياله إلى جانب شخصيات رفيعة عدة، إثر تفجير مكان اجتماعهم، بوحدة الأزمة العسكرية، لمجلس الأمن القومي.
وقتل معه حينها، وزير الدفاع داوود راجحة، ووزير الدفاع الأسبق حسن توركماني، فضلاً عن نجاة نائب بشار الأسد، فاروق الشرع.