أفشل انقلاب تركيا الشهير برصاصة واحدة وقتل قائداً انقلابياً حاول السيطرة على قيادة القوات الخاصة .. تعرٌف إلى قصة الجندي الشهيد الذي أنقذ دولة بأكملها !

أفشل انقلاب تركيا الشهير برصاصة واحدة وقتل قائداً انقلابياً حاول السيطرة على قيادة القوات الخاصة .. تعرٌف إلى قصة الجندي الشهيد الذي أنقذ دولة بأكملها !
أوطان بوست – فريق الفيديو
ضحى بنفسه وأقدم على الموت لأجل وطنه، وباتت صوره ترفع في كل مكان، وأصبح اسمه عنواناً للكثير من الخطابات السياسية.
وحملت عدة مدارس إعدادية وثانوية اسمه، إلى جانب جامعة مدينته “نايدة”، فضلاً عن أنه أصبح رمزاً وطنياً للشعب التركي.
عمر خالص دمير .. جندي بقيمة وطن
عمر خالص دمير هو جندي في صفوف القوات الخاصة التركية، وسكرتيراً لقائد تلك القوات، وهو من عائلة سنية مسلمة.
ولد في الرابع من مارس عام 1974, في قرية شكر كويو، التابعة لقرية بر بمحافظة نايدة جنوبي تركيا.
أسس دمير حياته في قريته ومسقط رأسه، ونشأ ودرس فيها، ثم تزوج من قريبته خديجة، وأنجب منها طفلين، وهما دوغان أرطغرل وأليف نور.
التحق كجندياً في صفوف القوات التركية عام 1999, وسجلٌت له خدمةً عسكرية في أفغانستان وشمال العراق، إلى جانب قوات بلاده.
ولعلٌ إخلاصه لوطنه، ونشاطه العسكري في المهمات الموكلة إليه، كانت من أبرز الأسباب، لترقيته إلى رقيب أول في القوات الخاصة.
عمر دمير وإفشاله لانقلاب 2016
في الليلة التي شهدت فيها تركيا المحاولة الانقلابية عام 2016, كان دمير يشغل منصب السكرتير، لقائد القوات الخاصة التركية.
فعندما وصل العميد سميح الترزي، وهو قائد إحدى الوحدات الانقلابية، إلى مقر القوات الخاصة، طلب من دمير تسليمه بالكامل.
إلا أن عمر رفض ذلك الطلب، وقرر ممانعة الترزي ومماطلته، حيث قال له أنه لم تصله أية أوامر بإخلاء المقر.
ليجيبه الانقلابي الترزي، بأن وحدات الجيش الانقلابية، قد سيطرت على كامل تركيا، ولا داعي للممانعة وتسليم قيادة الخاصة فوراً.
على الرغم من ذلك، لم ينصاع دمير لما قاله الترزي، فأخبر قائده هاتفياً، ليعطيه الأخير أوامراً بعدم التسليم، وحماية المقر.
عندها وجه دمير سلاحه نحو العميد سميح، وأطلق الرصاص عليه ليرديه قتيلاً، فردت مرافقته بإطلاق النار عليه، وأسقطته شهيداً مدافعاً وصائناً.
دفاع دمير لعب دوراً هاماً، في إفشال الانقلاب، على الرغم من أنه سقط شهيداً في أولى ساعات المحاولة النقلابية.
لكن مماطلته للترزي، وقيامه بقتل ذاك العميد، وعدم القبول بتسليم مقر قيادة القوات الخاصة، أسهم بإعادة الأمور إلى سيطرة الدولة.
فلو سيطر الانقلابيين، على ذلك المقر، لباتوا أكثر تحكماً بزمام الأمور، ولاسيما عرقلة تحرك القوات الخاصة، التي أسهمت بإفشال الانقلاب.
ولعل المفارقة التي نجدها بالعودة إلى دمير، هي أن العميد الترزي الذي قتله، كان قائداً مباشراً له يوماً في أفغانستان.
لكن في قاموس الشهيد عمر، كان حب الوطن أعلى من قائده، الذي سعى لتخريب وإرهاب البلد، ولم يتردد بقتله إطلاقاً.
على الرغم من العدد الكبير للجنود، الذين كانوا برفقة الترزي حينها، وماكان بالحسبان قد حصل، وقتلوه رمياً يثلاثين رصاصة.
خالص دمير .. شهيد الانقلاب وعريس تركيا
تمكن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، من حشد الشعب التركي إلى الشوارع، بجانب القوات الخاصة، وأفشل الانقلاب في ذات الليلة.
وبعد أن انتهى هذا الكابوس، وعاد الوضع الأمني إلى مساره الطبيعي، اتجهت الأنظار نحو حجر الأساس بإفشال الانقلاب.
وهو عريس تركيا، الرقيب أول الشهيد “عمر خالص دمير”، حيث نقل جثمانه لقريته شكركويو، في السابع عشر من تموز 2016.
فقد تم لف جسده بالعلم التركي، وتشييعه بحضور أكثر من خمسة آلاف سخص، خلال مراسم تشييع عسكرية بامتياز.
وإلى اليوم لازال اسمه يذكر في كثير من الخطب السياسية، إلى جانب صوره، تكريماً لروحه التي ضحى بها لأجل وطنه.