في ذكرى رحيله الثالثة .. إليكم قصة حياة الرئيس المصري السابق محمد مرسي الذي ناصر الثورة السورية وتوفيَ خلف القضبان بصمت

في ذكرى رحيله الثالثة .. إليكم قصة حياة الرئيس المصري السابق محمد مرسي الذي ناصر الثورة السورية وتوفيَ خلف القضبان بصمت
أوطان بوست – فريق التحرير
محمد مرسي “محمد محمد مرسي عيسى العياط”، أول رئيس مصري منتخب ديمقراطياً، بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير عام 2011.
لقبه السوريون بنصير الثورة، وسجل مواقفاً خالدة وعظيمة، منذ اليوم الأول لاستلامه الحكم في مصر.
نشأة محمد مرسي وتعليمه وأسرته
ولد الرئيس المصري السابق محمد مرسي، في الثامن من شهر أغسطس عام 1951, بقرية العدوة في محافظة الشرقية.
درس مراحل تعليمه الأساسية في الشرقية، بينما أتم دراسته الجامعية في القاهرة، قبل أن يخدم في الجيش المصري 1975 – 1976.
حاز على ماجستير في الهندسة عام 1975, وماجستير في هندسة الفلزات عام 1978, ودكتوراه في الهندسة عام 1982.
تزوج الراحل من السيدة “نجلاء محمود”، في الثلاثين من نوفمبر عام 1978, ورزق منها بخمسة أبناء، وهم: عبدالله، عمر، أسامة، شيماء، أحمد”.
عين أستاذاً مساعداً في جامعة كاليفورنيا، وجامعة جنوب كاليفورنيا، إضافة إلى كلية الهندسة في جامعة القاهرة.
كما وعين رئيساً لقسم هندسة المواد في كلية الهندسة بجامعة الزقازيق، ودرٌس في الجامعات الآنف ذكرها وغيرها.
المشوار السياسي
انتمى مرسي لحركة الإخوان المسلمين فكراً عام 1977, قبل أن ينتمِ إليها تنظيمياً عقب عامين، أي عام 1979.
عين رئيساً للقسم السياسي في الحركة عام 1992, وترشح عنها لانتخابات مجلس الشعب المصري عام 1995, إضافة إلى انتخابات 2000.
شغل منصب المتحدث باسم الكتلة البرلمانية للإخوان، في مجلس الشعب، ووُصِفَ بالعضو النشيط في المجلس.
خاض العديد من التجارب السياسية، أبرزها: عضو لجنة مقاومة الصهيونية في محافظة الشرقية، عضو المؤتمر الدولي للأحزاب السياسية والنقابات المهنية.
ساهم في تأسيس اللجنة المصرية لمواجهة المشروع الإسرائيلي، والجبهة الوطنية للتغيير، والتحالف الديمقراطي من أجل مصر.
وفي الثلاثين من أبريل 2011, انتخب مجلس شورى حركة الإخوان، الدكتور محمد مرسي، رئيساً لحزب الحرية والعدالة.
اعتقل مرسي في أكثر من مناسبة، بسبب مواقفه المناهضة للفساد، فاعتقل أول مرة في الثامن عشر من مايو عام 2006.
واعتقل أيضاً في الثامن والعشرين من يناير عام 2011, إبان الثورة المصرية، على خلفية مشاركته في الانتفاضة ضد نظام مبارك.
مرسي رئيساً لجمهورية مصر
ترشح الدكتور محمد مرسي، لانتخابات الرئاسة في مصر، في السابع من أبريل عام 2012, عن حزب الحرية والعدالة.
وفي الرابع والعشرين من يونيو عام 2012, أعلنت لجنة الانتخابات فوز مرسي بمنصب الرئاسة، بنسبة أصوات 51.7 بالمائة.
وتسلم منصبه رسمياً في الثلاثين من يونيو، حيث أدى اليمين الدستوري أمام المحكمة الدستورية العليا، في العاصمة المصرية القاهرة.
دعمه للثورة السورية
أعلن مرسي عقب تسلمه للرئاسة، دعمه الكامل للثورة السورية، وقطعه للعلاقات مع نظام الأسد، بسبب استخدامه العنف ضد شعبه.
ودعا الراحل إلى عقد قمة طارئة، ضمن إطار مؤتمر عربي إسلامي، لتقديم الدعم للشعب السوري، ونصرته لمواجهة نظام الأسد.
وخاطب السوريين في كلمة له، بمجلس جامعة الدول العربية، قائلاً: ها هو الميدان، افعلوا ما شئتم ونحن معكم.
ودعا ميليشيا حزب الله اللبناني، في أحد خطاباته، إلى مغادرة الأراضي السورية، والتخلي عن دعم الأسد وقتل السوريين.
الانقلاب والاعتقال
ظهرت حركة أطلقت على نفسها اسم “تمرد”، في أبريل 2013, وقالت إنها جمعت توقيعات 22 مليون مواطن، لسحب الثقة من مرسي.
ودعت إلى مظاهرات شعبية، والتي اندلعت يوم 30 يونيو بالفعل، قبل أن تصدر القوات المسلحة مهلة 48 ساعة لتنفيذ مطالب الشعب.
عزلت القوات المسلحة محمد مرسي، في الثالث من شهر يوليو عام 2013, واتخذت إجراءات عدة، ضمن ما أسمتها بخارطة الطريق.
احتشد الآلاف من المصريين، في الثامن والعشرين من يونيو 2013, بميدان رابعة العدوية، احتجاجاً على انقلاب الجيش، ومطالبين بعودة مرسي رئيساً.
إلا أن هذا الاعتصام الذي استمر 48 يوماً، أنهته السلطات المصرية بالقوة، مخلفة أكثر من 1000 شهيد، حسب مصادر محلية.
معتقلاً ثم شهيداً
بعد إحالته لمحكمة الجنايات في سبتمبر 2013, اتهمت المحكمة مرسي بالتحريض على أعمال عنف وقتل.
في مظاهرات قصر الاتحادية الرئاسي أواخر 2012, والتي قتل وجرح فيها العديد من مناصري ومعارضي مرسي.
وعلى الرغم من مطالبة مرسي بمحاكمته وفقاً للأحكام الدستورية، واصل القضاء المصري المحاكمة تزامناً مع اعتقاله.
أحالته النيابة إلى محكمة عسكرية، في السابع عشر من فبراير 2015, لكن سرعان ما تم استبعاده عن القضاء العسكري.
حكمت المحكمة بسجن مرسي 20 عاماً، في الواحد والعشرين من أبريل عام 2015.
ثم حكماً بالسجن لمدة 15 عاماً والمؤبد في الثامن عشر من يونيو 2016, حيث اتهمه القضاء حينها بالتخابر مع قطر.
توفي الدكتور محمد مرسي، في السابع عشر من يونيو 2019, إثر إصابته بنوبة قلبية، أثناء مثوله أمام المحكمة.
واتهمت أسرة مرسي السلطات بإهمال حالة مرسي الصحية، وتركه طريحاً على الأرض لأكثر من 20 دقيقة قبيل وفاته.