مأمون سيد عيسى يكتب لـ “أوطان بوست” سوريا القادمة – خطوط الدم

مأمون سيد عيسى يكتب لـ “أوطان بوست” سوريا القادمة – خطوط الدم
أوطان بوست – رأي – مأمون سيد عيسى
تتوالى فصول التراجيديا السورية تخط الحدود وترسم المناطق بحبر، لكن من دم. أما الأمكنة فهي فراغ يملئ بكتل من بشر ينزحون، انها الخرائط المرسومة في الكتب الصفراء.
درعا وجنوب الام فور، تطفوا على السطح بوادر تهجير جديد. طال قبله معظم المناطق، انها الديمغرافيا السوداء.
دمرت حواضر السنة، الموصل فالرقة وبعدها الدير وحلب ومعرة النعمان فهل دور دمشق الفيحاء قريب.

رويدا تتبلور سوريا القادمة والمقاطعات الخمس. مقاطعة الشمال وما امكن من حدود و روج اروفا الكرد و في الساحل واحدة
وأخرى في جبل العرب مع الجنوب و مقاطعة دمشق, سنوات من تجاذب وحروب حتى تتبين خطوط الحدود
فما يرسم خلف الأبواب ينضج على نار في هدوء ويأتي السؤال اهو الانهيار القادم للنظام الإقليمي في الهلال الخصيب وهل سيجرف معه ماخط في سايكس بيكو.
يشتد الضغط على حلب ودمشق وحماة. يقترب الناس من حافة الجوع ,تقنن الكهرباء والمياه والوقود ان تذمروا فهم الندابون وحفنة من عملاء
تقول المستشارة الرئاسية ذلك, تتابع لونا الشبل من لا تعجبه البلد فليعجل بالرحيل، لا تخفي ان نظامها ينفذ مخطط التهجير المرسوم.
تسيطر الميليشيات الانفصالية على مناطق الخير والثروات. انها روج اروفا القادمة ينتظر الإسرائيليون قدومها ليبنوا الشراكات
فلهم التخطيط و القيادة ولغيرهم العمل والسخرة، انها نبؤه التوراة في الوصول الى ضفة الفرات.
في الجنوب ينذر محاصرو درعا البلد ومخيم فلسطين المجاور. أن سلموا اسلحتكم المتبقية او يهدم الجامع العمري فوق رؤوسكم.
سيكون مكانه حسينية كبيرة يرتاح اليها المجوس القادمون من الشرق بعد تعب في حراسة الحدود و تعب في الهيمنة على دمشق، ذاك نصيبهم من القسمة.
ليست الخيارات ضيقة امام السوريين فلهم خيارات الرحيل الى الأمكنة بين القطبين، انها الأرض الجديدة فلتمحى الذكريات والتاريخ والبشر كرمى لمشروع الشرق الأوسط الجديد.
صباح العيد، الجامع الاموي غاب توفيق المؤذن ومنشدوه, تتجول في الردهات العمائم السود تضرب الصدور بقوة تفجر الأحقاد السود، يا لثارات الحسين.
وقفة العيد. جبل الزاوية ومدينة الباب. لازال عويل نساء والأطفال جاثم في الأذنين. تغيرت حلوى العيد هناك. صارت بلون و طعم الدم.
اتابع نشرات الأخبار، اذهب للنوم، أحلق في فضاءات الحلم.