قصيدة كتبت لقصة حب لم تكتمل وغنتها أم كلثوم بعد وفاة كاتبها بثلاثة عشرَ سنة .. إليك قصة أغنية “الأطلال”!
أوطان بوست ـ فريق التحرير
هي فاطمة البلتاجي عرفت باسم أم كلثوم ولقبت ب”كوكب الشرق” و” سيدة الغناء العربي”، عملت كممثلة ومغنية، وتعد من أبرز الفنانين.
بدأت قصة أغنية الأطلال بقصيدة كتبها بطل قصة حب لم تكتمل، كتبها الشاعر المصري إبراهيم ناجي وروى فيها قصة حبيبته التي أحبها في صباه.
حيث أحب ناجي جارته وتركها ليسافر ويدرس الطب، لكنه عندما عاد وجدها قد تزوجت فلم يستطع أن ينساها وحدث حادثة جعلته يكتب القصيدة بها.
وفي ليلة ما دق رجل الباب يطلب من ناجي مساعدته فزوجته في حالة ولادة فندما ذهب وجد أنه حبيبته فقام بعملية الولادة وهو يبكي.
من قصيدة إلى أغنية
بعد أن نجح ناجي في عملية الولادة عاد إلى بيته يبكي بحرقة فكتب قصيدة الأطلال، لم يكتفي بكتابته بل طلب من أم كلثوم أن تغنيها.
لكن أم كلثوم لم تستطع غنائها بسبب ثورة يوليو التي أوقفت العمل، وبعد ثلاثة عشرَ سنةً من وفاة ناجي قامت الفنانة بغنائها.
أما تلحين الأغنية فكان من نصيب الملحن رياض السنباطي الذي اختلف مع أم كلثوم على لحن القفلة فدام خلافهما أربع سنوات.
وبعد أن تم الصلح بين السنباطي وأم كلثوم قامت أم كلثوم بغنائها وحاوت على إعجاب الجمهور، فبكت الفنانة لأنها أوقفت تحفة لأربع سنوات.
كلمات أغنية الأطلال
يا فؤادي لا تسل أين الهوى .. كان صرحاً من خيالٍ فهوى
اسقني وأشرب على أطلاله .. وأروِ عني طالما الدمع روى
كيف ذاك الحب أمسى خبراً .. وحديثاً من أحاديث الجوى
لست أنساك وقد أغريتني .. بفمٍ عذب المناداة رقيقْ
ويدٍ تمتد نحوي كيدٍ .. من خلال الموج مدت لغريق ْ
وبريقاً يظمأ الساري له .. أين في عينيك ذياك البريق ْ
يا حبيباً زرت يوماً أيكه .. طائر الشوق أغني ألمي
لك إبطاء المدل المنعم .. وتجني القادر المحتكمٍ
وحنيني لك يكوي أضلعي .. والثواني جمرات في دمي
اعطني حريتي أطلق يديَّ .. إنني أعطيت ما استبقيت شيَّ
آه من قيدك أدمى معصمي .. لم أبقيه وما أبقى عليَّ
ما احتفاظي بعهودٍ لم تصنها .. وإلام الأسر والدنيا لديَّ
أين من عيني حبيبُ ساحرٌ .. في نبل وجلال وحياء
واثق الخطوة يمشي ملكاً .. ظالم الحسن شهي الكبرياء
عبق السحر كأنفاس الربى .. ساهم الطرف كأحلام المساء
أين مني مجلس أنت به .. فتنةٌ تمت سناء وسنى
وأنا حبٌ وقلبٌ هائمُ .. وخيالٌ حائرٌ منك دنا
ومن الشوق رسولٌ بيننا .. ونديمُ قدم الكأس لنا
هل رأى الحب سكارى مثلنا .. كم بنينا من خيالٍ حولنا
ومشينا في طريق مقمرٍ .. تثب الفرحة فيه قبلنا
وضحكنا ضحك طفلين معاً .. وعدوّنا فسبقنا ظلنا
وانتبهنا بعد ما زال الرحيق .. وأفقنا ليت أنّا لا نفيق
يقظة طاحت بأحلام الكرى .. وتولى الليل والليل صديق
وإذا النور نذيرٌ طالعٌ .. وإذا الفجر مطلٌ كالحـ.ـريق
وإذا الدنيا كما نعرفها .. وإذا الأحباب كلٌّ في طريق
أيها الساهر تغفو .. تذكر العهد وتصحو
وإذا ما التأم جرح .. جدّ بالتذكار جرحُ
فتعلّم كيف تنسى .. وتعلّم كيف تمحو
يا حبيبي كل شيء بقضاء .. ما بأيدينا خلقنا تعساء
ربما تجمعنا أقدارنا .. ذات يوم بعد ما عز اللقاء
فإذا أنكر خل خله .. وتلاقينا لقاء الغرباء
ومضى كل إلى غايته .. لا تقل شئنا فإن الحظَّ شاء