دراسات وتحليلسوريا

مترجمة: مراسلات المخبر “أليكس” التي كشفت مخططات روسيا ونظام الأسد

مترجمة: مراسلات المخبر “أليكس” التي كشفت مخططات روسيا ونظام الأسد

أوطان بوست – وكالات (ترجمة)

في العام الماضي، تعاون مُبلغ عن المخـ.ـالفات يُدعى “أليكس” مع موقع ويكيليكس لفـ.ـضح ما بدا أنه فضيـ.ـحة كبرى لها تداعيات عالمية.

وادعى أنه قد قامت منظمة حظر الأسـ.ـلحة الكيميائية (OPCW) “بالتلاعب” بتقرير من أجل افتعال هجـ.ـمـ.ـات باستخدام الكلور في سوريا، حيث لم يحدث مثل هذا الحدث بالفعل.

تم ذلك، بحسب زعم “أليكس”، من أجل توريط نظام الأسد وتبرير الضـ.ـربات الصـ.ـاروخية التي شـ.ـنتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ضد القوات الموالية لحكومة بشار الأسد في الأيام التي أعقبت الهـ.ـجـ.ـوم على مدينة دوما بريف دمشق في أبريل 2018.

الأمم المتحدة / صورة من إنترنت

وقد أصدرت ويكيليكس حينها أيضاً عدة دفعات من وثائق منظمة حظر الأسـ.ـلحة الكيميائية الداخلية التي تدعم ظاهرياً الادعاءات التي قدمها “أليكس”.

استغلت وسائل الإعلام الحكومية الروسية هذه التسـ.ـريبات التي تم تقديمها في نهاية المطاف من قِبل حلفاء الأسد الروس في الأمم المتحدة في يناير.

 حيث زُعم أن الهـ.ـجـ.ـوم الكيماوي تم تنظيمه، وأن منظمة حظر الأسـ.ـلحة الكيميائية (OPCW) قد اختطـ.ـفتها الدول الغربية ولم تعد مناسبة لغرض حظر الأسـ.ـلحة الكيميائية.

لدى ذلك تم التقاط القصة بشغف من قِبل عدد من الصحافيين البريطانيين والأمريكيين منهم “بيتر هيتشنز”، و”روبرت فيسك” من “الإندبندنت” و”آرون ماتي” في “ذا غراي زوون”.

في حين أن الوثائق المسـ.ـربة كانت أصلية، أظهرت التحقيقات السابقة لشبكة “بيلينغكات” أن المزاعم التي قدمها هؤلاء الصحافيون والتي استشهدوا بها كدليل داعم كانت إما مبالغاً فيها أو مضللة، كما أنهم أغفلوا بعض المعلومات الأساسية.

نسخة مسودة لرسالة اطلعت عليها “بيلينغكات” ولم يتم إصدارها علناً من قِبل “أليكس” أو ويكيليكس أو أي من الصحافيين الذين غطوا ما يسمى بالفضيـ.ـحة.

تثبت وقوع هجوم كيميائي وهي تظهر أن أي فكرة عن التستر في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية خاطئة ويؤكد أن المنظمة تصرفت بالضبط كما تم تفويضها.

علاوة على ذلك، يكشف التقرير أيضاً عن المستوى الدبلوماسي خلف الأبواب المغلقة، اتفقت الحكومتان الروسية والسورية على استنتاجات تقرير منظمة حظر الأسـ.ـلحة الكيميائية.

وأقروا بصوابه لكن في الأماكن العامة -وبمساعدة عدد من الصحافيين والأكاديميين الغربيين- أطلقت روسيا جهوداً واسعة النطاق ومتضافرة لتقويض كل من منظمة حظر الأسـ.ـلحة الكيميائية واستنتاجات تقريرها عن دوما.

مصدر التسريبات هو من المخبر المسمى “أليكس”.

الموظف السابق في منظمة حظر الأسـ.ـلحة الكيميائية، “بريندان ويلان”. كان جزءاً من الفريق الذي حقق في الهـ.ـجـ.ـوم الكيماوي على بلدة دوما السورية في 7 نيسان/ أبريل 2018، والذي قُتـ.ـل فيه 41 مدنياً على الأقل.

كان “ويلان” جزءاً من بعثة تقصي الحقائق (FFM) التي زارت موقع الهـ.ـجـ.ـوم لجمع الأدلة على الأرض، ثم غادر “ويلان” منظمة حظر الأسـ.ـلحة الكيميائية في أغسطس 2018.

بعد وقت قصير من إجراء هذا العمل وقبل إجراء غالبية التحليل (أقل من 5 شهور).

ثم تم تسليم هذه الأدلة إلى أقسام أخرى في منظمة حظر الأسـ.ـلحة الكيميائية لتحليلها علمياً وفنياً، ووفقاً لقواعد تفويضها في الأهلية السورية.

حددت منظمة حظر الأسـ.ـلحة الكيميائية ما إذا كانت الأسـ.ـلحة الكيميائية قد استخدمت في انتـ.ـهاك للقانون الدولي.

وفي مارس من العام الماضي، أصدرت منظمة حظر الأسـ.ـلحة الكيميائية تقريراً خلص إلى أن الكلور قد استخدم بالفعل كسـ.ـلاح في الهـ.ـجـ.ـوم.

رغم عدم تحديد المسؤولية، إلا أن استنتاجات التقرير أن الكلور جاء من أسطوانتين تم إسـ.ـقاطهما من الجو؛ ما ينسب المسؤولية ضمنياً إلى حكومة الأسد لأنها الطرف الوحيد في الصـ.ـراع الذي لديه سـ.ـلاح جوي.

وفي الحقيقة لم يكن مثل هذا الاستنتاج مفاجئاً في أعقاب الصـ.ـراع المستمر منذ ما يقرب من عقد من الزمان، حيث تتمتع حكومة بشار الأسد بتاريخ موثق جيداً في استخدام الأسـ.ـلحة الكيميائية ضد المدنيين.

في أعقاب الهـ.ـجـ.ـوم مباشرة، سعت روسيا، التي تدخلت في سوريا عام 2015 لدعم الرئيس بشار الأسد في عملية سحقه العنـ.ـيف لثورة شعبية، إلى إبعاد اللوم عن حليفها.

وقد حشد كل من المسؤولين الحكوميين الروس ووسائل الإعلام الحكومية الروسية لبث الشكوك حول ما حدث بالفعل، وحـ.ـاربوا العديد من النظريات لإثبات أنه “لم يحدث هـ.ـجوم على الإطـ.ـلاق” وروجوا لنظرية “الجواسيس البريطانيين هم من فعلوا ذلك” و”الخوذ البيضاء هم من فعلوا ذلك”.

تلقت حملة التضليل الروسية ما بدا أنه دفعة كبيرة بتسريب وثائق من منظمة حظر الأسـ.ـلحة الكيميائية العام الماضي.

حيث توضح التسريبات أن “ويلان” وعضواً آخر في منظمة حظر الأسـ.ـلحة الكيميائية التي حققت في هـ.ـجـ.ـوم دوما، “إيان هندرسون”، خلصا إلى أن غاز الكلور لم يستخدم كسـ.ـلاح، وأن الهـ.ـجـ.ـوم قد تم افتعاله.

كما ذكرنا أعلاه، استولى عدد من الصحافيين على الوثائق التي نشرها “أليكس” كدليل على أن منظمة حظر الأسـ.ـلحة الكيميائية زورت تقريرها عن دوما من أجل إدانة حكومة الأسد للهـ.ـجـ.ـوم وتبرير الضـ.ـربات الصـ.ـاروخية التي شـ.ـنتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا ضد حكومة بشار الأسد.

كتب كل من بيتر هيتشنز في “Mail on Sunday”، وآرون ماتي في “The Grayzone”، على نطاق واسع حول هذه المسألة، معتمدين بشدة على الوثائق الصادرة عن ويكيليكس للوصول إلى استنتاجاتهم.

ومن غير المعروف ما إذا كان “ويكيليكس” أو “هيتشنز” أو “ماتي” على علم أو شاهدوا الوثيقة التي اطلعت عليها شبكة “بيلينغكات”، وهو الأمر الذي يتعارض مع عملهم ويضع مصداقيتهم في خطر.

قبل نشر هذه المقالة، كان الإقرار العلني الوحيد بوجود الرسالة من أرياس إلى “أليكس” في مقالة كتبها هيتشنز يذكرها “أليكس” بنفسه، وعندما أتيحت الفرصة للتعليق على هذا المقال، فشل كل من موقع ويكيليكس وهيتشنز في الرد.

غير أن “ماتي” قال في رسالة بريد إلكتروني: “كقاعدة عامة، لا أعلق على المعلومات التي ربما تلقيتها أو لم أتلقها.

لكنني لم أكتب عنها مطلقاً، لم أكتب مطلقاً عن المستند الذي أشرت إليه”، وهو يعني الرسالة التي تفضح التزوير.

بالإضافة إلى المقالات المكتوبة حول فضيحة منظمة حظر الأسـ.ـلحة الكيميائية المفترضة، ذهب ماتي خطوة إلى الأمام وأدلى بشهادته الشهر الماضي في الأمم المتحدة بدعوة من الحكومة الروسية، حيث اتهـ.ـم منظمة حظـ.ـر الأسـ.ـلحة الكيميائية بتزوير تقريرها عن دوما.

ولم يشر إلى الأدلة الموضحة في الرسالة الموجـ.ـهة من أرياس إلى “أليكس”.

هناك مقطع آخر في الرسالة يلقي مزيداً من الضوء على حدث الأمم المتحدة الذي تحدث فيه ماتي على أنه تمثيلية للعلاقات العامة صممها الروس كممارسة تضليل.

كتب آرياس: “أود كذلك أن أشير إلى أن نتيجة تقرير دوما النهائي ليست محل شك، لم تشكك أي دولة طرف في الاستنتاج القائل بوجود اعتبارات حقيقية تؤكد باستخدام مادة كيميائية سامة كسـ.ـلاح في دوما”.

المصدر: شبكة الاستقصاء البريطانية “بيلينغكات” .. ترجمة: نداء سوريا 

مقالات ذات صلة