أوطان بوست – فريق التحرير
أتيحت للقوات الأمريكية فرصة لقـ.ـتل “قاسم سليماني” في عام 2007 عندما رصدته طائرة بدون طيار مسـ.ـلحة بالصـ.ـواريخ أثناء قيامه باستقبال عدداً من قادة الميلشيات وسط حشود من الناس، بحسب صحيفة ديلي ميل الأمريكية.
حيث كان الجنود الأمريكيون يستخدمون طائرات بدون طيار مسـ.ـلحة بالصـ.ـواريخ لمراقبة شوارع مدينة الصدر في بغداد في أواخر عام 2007، عندما لاحظوا حشودًا كبيرة تنزل إلى الشوارع لاستقبال شخصيات مهمة.
استغرق الأمر بعض الوقت من قبل القوات الأمريكية لتحديد هوية قائد فيلق القدس قاسم سليماني بشكل صحيح.
وبعد تأكد القوات الأمريكية من هويته قال الضابط المسؤول: إنَّه جرت مناقشات فيما بينهم حول ما إذا كان ينبغي عليهم القيام بشئ ما، ولكنهم كانوا يعرفون في النهاية أنَّ سليماني “لا يمكن المساس به”، وبعد أن شعر سليماني بأنه مراقب ابتعد على الفور من مكان احتشاد الناس واختـ.ـفى داخل مبنى، بحسب الديلي ميل.
وقال الضابط : إنَّ إدارة الرئيس جورج بوش قالت بأنَّ تصـ.ـعيد الحـ.ـرب مع إيران لا يستحق كل هذا العـ.ـناء.
وقال “جون ماجواير” المسؤول السابق بوكالة المخابرات المركزية الامريكية (سي.اي.ايه) إنَّ جهاز المخابرات العراقي أراد قـ.ـتل سليماني في ذلك الوقت ولم يفهم سبب عـ.ـدم استهدافه من قبل الأمريكيين.
وقال مسؤول آخر حينها : “لا أحد يريد قـ.ـتل الإيرانيين في العراق، لأن هذا سيضعنا في حـ.ـرب، ولدينا ما يكفي مع العراق وأفغانستان”.
وقال مسؤولون أمريكيون إنَّ : سليماني ومساعدوه عرفوا تدريجياً أنهم في أمان في العراق من أي هجـ.ـمات أمريكية وأنهم سيتنقلون بحرية تامة، بما في ذلك النزول إلى الشوارع مثلما فعل عندما تم رصده من قبل الطائرة بدون طيار والتقاطه الصور مع رجال الميـ.ـليشيات.
وأضافت الصحيفة الأمريكية :”امتد توجيه الولايات المتحدة بعدم لمس سليماني في محاولة لتجـ.ـنب الصـ.ـراع مع إيران على مدى العقد المقبل وأيَّد هذا الأمر كل من جورج بوش وخلفَهُ باراك أوباما.
قائد قـ.ـوة القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني، في الثمانينات من القرن الماضي أثناء الحـ.ـرب العراقية الإيرانية.
و قـ.ـتل قاسم سليماني في غـ.ـارة جوية نفذتها طائرة بدون طيار وجَّهها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في وقت سابق من هذا الشهر بالقرب من مطار بغداد الدولي، و ظهر بعد اغتـ.ـياله أنَّ البنتاغون منذ 18 شهراً كان يناقش اغتيال سليماني.
و بعد أشهر من تعقبه، تم اتخاذ قرار استهدافه، وهي خطوة دفعت الولايات المتحدة إلى شـ.ـفا الحرب، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز على أساس مقابلات مع عشرات المسؤولين العسـ.ـكريين وفي إدارة الرئيس ترامب.
ونفذت الولايات المتحدة عمـ.ـلية الإغتيال بعدما تعرضت سفارتها في بغداد لهـ.ـجوم من جانب متظاهرين مؤيدين لإيران في 31 ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي، وكان خيار الرد من قبل الولايات المتحدة هو استـ.ـهداف مسؤوليين إيرانيين محددين بضـ.ـربة عسـ.ـكرية.
إقرأ أيضاً: دول جديدة تدرج “حزب الله” على قوائم الإرهـ.ـاب .. والأمم المتحدة ترحب بالحكومة اللبنانية الجديدة
وكان من بين الخيارات المطروحة للرد على إيران هي استـ.ـهداف منشأة طاقة إيرانية وسفينة تحكم تابعة للحرث الثوري الإيراني وتستخدم لتوجيه قوارب صغيرة تضـ.ـايق ناقلات النفط في الخليج، حسب ما أوردت الصحيفة.
و في ذلك الوقت، كانت التـ.ـوترات مع إيران قد تصاعدت في أعقاب الهجـ.ـمات على أربع ناقلات نفط في الخليج، ممَّا دفع مستشار الأمن القومي آنذاك جون بولتون إلى مطالبة الوكالات العسكرية والاستخبارية بإعداد خيارات جديدة لوقـ.ـف العـ.ـدوان الإيراني.
تابوت الجنرال قاسم سليماني يحمل على شاحنة محاطة بمشيعين في إيران بعد أن قُـ.ـتل في غـ.ـارة جوية أمريكية
و في سبتمبر / أيلول من العام المنصرم، تمَّ جلب القيادة المركزية الأمريكية وقيادة العمليات الخاصة المشتركة للتخطيط لعملية محتملة ضـ.ـدَّ إيران، حيث ناقشوا استـ.ـهداف سليماني في سوريا أو العراق.
و أفاد أحد المسؤولين أنَّ “الوكلاء الذين تم تجنـ.ـيدهم في سوريا والعراق تحدثوا عن تحركات سليماني”، وأجرى المسؤولون مناقشات لمدة شهور حول استـ.ـهداف سليماني.
وقالوا إنَّه سيكون من الصـ.ـعب للغاية ضـ.ـربه في إيران وناقشوا استـ.ـهدافه في سوريا أو العراق.
و عملت الولايات المتحدة على تطوير عمـ.ـلاء في سبعة كيانات مختلفة منها: (الجيش السوري، وقوة القدس في دمشق، وحزب الله في دمشق، ومطارات دمشق وبغداد، وكتائب حزب الله وقوات التعبئة الشعبية في العراق) للإبلاغ عن تحركاته.
و أبلغ مسؤولون أمريكيون أن هناك بعض من المعلومات التي تشير إلى أنَّ سليماني كان يحشد وينظم قوات بالوكالة في لبنان واليمن والعراق من أجل مهـ.ـاجمة السفارات والقواعد الأمريكية،و على الرغم من عـ.ـدم وجود دليل ملموس أو تهـ.ـديد وشـ.ـيك، إلا أنَّه كان هناك نمط مقـ.ـلق في تحركات سليماني.
وتوصل مسؤولون في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية إلى أنَّ عواقـ.ـب عـ.ـدم قـ.ـتل سليماني سوف تكون أكبر كارثـ.ـية من عـ.ـواقب قتـ.ـله.
و وافق ترامب على خيار قـ.ـتل سليماني وكان هناك اتفاق شامل بين كبار مستشاريه، ومع ذلك فقد صُـ.ـدم بعض المسؤولين في البنتاغون من أنَّ الرئيس اختار الخيار الأكثر تطـ.ـرفا.
و في النهاية قاموا بضـ.ـربه في 3 يناير/كانون الثاني الجاري بعد أن نزل من رحلة الخطوط الجوية “أجنحة الشام” التي أقلعت من مطار دمشق وهبطت في مطار بغداد.
هبطت الطائرة في تمام الساعة 12.36 صباحًا، ونزل سليماني مع الوفد المرافق له أولاً.
وانضم إليه أبو مهدي المهندس، نائب رئيس الحشد الشعبي المرتبط بإيران، واستقلوا سيارتين و سافروا بعيداً عن المطار، بينما تبعتهم طائرات أمريكية من طراز M Q-9 Reaper،التي بدورها أطلقت عدة صـ.ـواريخ على المركبات التي كانوا يستقلّونها، مما أدى إلى اشتـ.ـعال النـ.ـيران فيها وترك 10 جثـ.ـث محـ.ـترقة، من بينهم قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس.