
أوطان بوست – فريق التحرير
لم ينتظر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الوصول لبلاده للرد على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بخصوص “صفقة القرن”، بل عقّب الأول على إعلان ترامب من طائرته الرئاسية أثناء عودته من جولته الإفريقية التي اختتمها في السنغال.
وقال أردوغان لعدد من الصحفيين الذين تواجدوا على الطائرة: إن القدس من مقدسات المسلمين ومن غير الممكن القبول بصفقة القرن المزعومة التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
كما اعتبر الرئيس التركي صفقة القرن المزعومة هي في الأساس “خطة لتجاهل حقوق الفلسطينيين وإضفاء شرعية على الاحتلال الإسرائيلي” وأردف قائلاً ” أن خطة السلام المزعومة التي أعلن عنها ترامب، “لن تخدم السلام ولن تجلب الحل”.
وأوضح أردوغان تفاصيل مكالمته الهاتفية مع ترامب قبل يومين، وأنه طلب من الأخير إطلاعه على مضمون “الصفقة المزعومة” لتتخذ تركيا موقفها تجاهها وأنه تباحث مع الرئيس الأمريكي بخصوص القضايا الاقليمية ذات الاهتمام المشترك، منها سوريا وليبيا وشرق المتوسط.
كما بيّن أردوغان أنه سيعقد اجتماع وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في مدينة جِدّة السعودية في الأسبوع القادم، وسيشارك فيه وزير خارجية تركيا، وأن موقف تركيا واضح بخصوص القضية الفلسطينية، كما نشرت وكالة الأناضول.
ووصف أردوغان صفقة القرن المزعومة بأنها محاولة لفرض أمر واقع جديد على القدس وفلسطين، وقال أردوغان متمسكاً بموقفه تجاه القضية الفلسطينية: ” على الرغم من معارضة بعض الدول العربية لكافة المبادرات، إلّا أن تركيا ستواصل الدفاع عن القدس وفلسطين في كافة المحافل الدولية”، ويذكر أنه تتم مه.اجمة قرارات الحكومة التركية بشكل كبير مؤخراً من حكومات دول عربية كالسعودية ومصر.
وقال أردوغان عندما سأله أحد الصحفيين المتواجدين معه بخصوص مقالة في صحيفة إسرائيلية استهد.فت رئيس المخابرات التركية :” إن كنا سنتحرّك بحسب ما يُكتب في الإعلام الاسرائيلي، فالويل لنا”، وأردف قائلاً :” إن كان الإعلام الاسرائيلي يهاجم رئيس الاستخبارات التركية، فإن هذا يعني أننا في الطريق الصحيح”وفقاً لما نشرته وكالة الأناضول.
وكان ترامب قد أعلن مساء الثلاثاء 28 يناير الجاري خلال مؤتمر صحفي بواشنطن عن “صفقة القرن” المزعومة، بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وفحوى الصفقة إقامة دولة فلسطينية “متصلة” في صورة أرخبيل تربطه جسور وأنفاق، وجعل مدينة القدس عاصمة غير مقسمة لإسرائيل، ورفضتها السلطات الفلسطينية وكافة فصائل المقاومة الفلسطينية، كما خرجت مظاهرات كبيرة في قطاع غزة ومدن الضفة الغربية المحتلة رفضاً للخطة الأمريكية.
ويذكر أن السلطات الفلسطينية قد رفضت قبل أشهر أي وساطة من الجانب الأمريكي بشأن مفاوضات السلام المتكررة، واعتبرت أي قرار مثل هذه الصفقة المزعومة أمور تق.تل عملية السلام في المنطقة، وبالتأكيد هي انحياز للمطالبات الإسرائيلية، وهي قرارات بعكس القرارات الدولية المتعلقة بقضية الفلسطينية.
ودعماً للقضية الفلسطينية ورفضاً لقرارات الرئاسة الأمريكية خرجت أيضاً مظاهرات كبيرة من أنقرة وإسطنبول أمام السفارة الأمريكية تناشد المجتمع الدولي بالوقوف مع الفلسطينيين وقضيتهم التي تعتبر قضية المسلمين في العالم.