كاتب فرنسي: توتـ.ـرات غير المسبوقة بين الأسد ومخلوف وتصـ.ـفية حسابات داخل عائلة الأسد

أوطان بوست – فريق التحرير

نشر الكاتب والمؤرخ الفرنسي “جان بيار فوليو” مقالاً على صحيفة “لوموند” الفرنسية، تحدث فيه عن الخـ.ـلافات القائمة بين أفراد عائلة الأسد، والتي تفاقمت في الأونة الأخيرة.

وقال فوليو في مقاله؛ إنه خلال السنة العاشرة من الحـ.ـرب، يواجه السوريون موضوعا آخر مثيرا للجدل بعيدا عن النـ.ـزاع المستمر في إدلب، وحظـ.ـر عودة ملايين اللاجئين إلى منازلهم، أو خطـ.ـر انتشار فيروس كورونا في البلاد.

وأشار الكاتب الفرنسي، إلى البيان الذي نشرته إحدى الصحف الروسية، وتـ.ـزعم فيه أن الأسد أهدى زوجته أسماء لوحة “ذي سبلاش” للفنان البريطاني ديفيد هوكني، التي تزيد قيمتها عن 27 مليون يورو.

ويرى الكاتب أن هذا البيانـ قد تسبب بالفعل في ذهول الشعب السوري، الذي يعتقد أنه رأى ما يكفي من فسـ.ـاد قادته.

لكن حقيقة اقتنائه لهذه اللوحة تعد الآن أقل أهمية من خبر تسوية الحسابات بين بشار الأسد وابن خاله رامي مخلوف، أغنى رجل في سوريا، الذي كان في السابق إحدى ركائز النظام، لكنه بات اليوم هـ.ـدفا لحملات “مكافـ.ـحة الفسـ.ـاد.

وأضاف “فوليو”  أن ابن خال رأس النظام “رامي مخلوف” كان المستفيد الرئيسي من “الليبرالية” الاقتصادية بقيادة بشار الأسد، بعد أن خلف والده حافظ الأسد في سنة 2000، بعد حكم سوريا لثلاثة عقود.

ويرى الكاتب الفرنسي، أن “مخلوف” بنى إمبراطيوية حقيقية، وكان يسعى إلى تحقيق مصلحته الخاصة من خلال احتـ.ـكار “خصخصة” المؤسسات العامة.

بالإضافة إلى الاستثمار في البنوك “الخاصة” الجديدة، كما يتمتع مخلوف بمكانة مهيمنة في شركة سيريتل الخاصة للاتصالات، مع ثروة تقدر بمليارات الدولارات.

وبهذا أصبح مخلوف الممول الرئيسي للمليشـ.ـيات الموالية للأسد، التي كان لها دور حاسم في قمع الانتفـ.ـاضة الشعبية لسنة 2011.

إقرأ أيضاً: الدكتاتور بشار الأسد يثبت أنه عديم النفع وفلاديمير بوتين يحفر له تحته وحوله

وقام مخلوف بتقديم الدعـ.ـم، بسخاء الأنشطة الخيرية الخاصة بأسماء الأسد، زوجة رأس النظام السوري “بشار الأسد”، خاصة من خلال جمعيته البستان.

ولفت الكاتب الفرنسي، إلى أن صعود المستفيدين الجدد من الحـ.ـرب في الحاشية الرئاسية أدى منذ سنة 2018 إلى ظهور توتـ.ـرات ملموسة بشكل متزايد بين بشار الأسد وابن خاله.

وتفاقمت هذه التـ.ـوتـ.ـرات مع عودة أسماء الأسد إلى الساحة في شهر آب/ أغسطس 2019، بعد أن شفيت بالكامل من مرض سرطان الثدي، بعد صراع دام لمدة سنة.

وقال الكاتب في مقاله، إن جزءا من الأصول التي يملكها مخلوف وُضعت تحت الحراسة القضـ.ـائية، وفي الآونة الأخيرة، وقع ضبط أربعة أطنان من الحشيش في مصر في شحنة حليب تابعة لشركة مخلوف.

كما أنه تم الاستيلاء على أصول شركة “آبار بتروليوم”، التي استهـ.ـدفتها بالفعل العقـ.ـوبات الأمريكية في سنة 2018، لكن هذه المرة من قبل نظام الأسد.

وأشار الكاتب، إلى أن هذه التوترات الغير مسبوقة بين بشار الأسد ورامي مخلوف، تفاقـمـ.ـت بفترة نشر “الأخبار” المحرجة للغاية للديكتاتور السوري في وسائل الإعلام القريبة من الكرملين.

وكانت في مقدمتها “اللوحة” التي أهداها الأسد لزوجته، ومن هنا نستطيع أن نؤكد أن هذه الأخبار تأتي في إطار انتقـ.ـام مخلوف للحمـ.ـلة التي تشـ.ـن ضـ.ـده.

إقرأ أيضاً: ظهور جديد لـ “رامي مخلوف” يحذر فيه من مشكلة كبيرة ويلمح للتمرد على الأسد

والجدير بالذكر، أن محمد وحافظ مخلوف، والد رامي وأخيه، استقرا في العاصمة الروسية موسكو، مع العلم بأن حافظ مخلوف كان حتى سنة 2014 أحد زعماء الأجهزة الأمنية السورية.

وهذه الخـ.ـلافات في صلب عائلة الأسد،  لا تشـ.ـكك في قدرة الأسد على إعادة بناء سوريا فقط، وإنما حتى في إدارتها بطريقة “طبيعية”.

ونشر نائب رئيس المجلس الروسي للشؤون الدولية ” ألكسندر أكسينوك” حول هذا الموضوع، تحليلاً قاسـ.ـياً على نظام الأسد، في موقع المجلس الروسي للشؤون الداخلية.

وأكد “أكسينوك” في تحليله، أنه “من الواضح بشكل متزايد أن النظام متـ.ـردد أو غير قادر على تطوير نمط حكم من شأنه أن يحد من الفسـ.ـاد والجـ.ـريمة ويسمح بالانتقال من الاقتصاد العسكري إلى العلاقات التجارية والاقتصادية العادية”.

وأضاف “أكسينوك” أن وكالة “ريا فان” الروسية قامت بنشر “استطلاع رأي” أجري في أبريل 2020، شمل ألف سوري، أظهر أن حوالي 71.3 بالمئة ممن شملهم الاستطلاع يعتبرون أن الفسـ.ـاد هو المشكلة الرئيسية في البلاد.

وأن 53.1 بالمئة سيصوتون ضـ.ـد بشار الأسد في الانتخابات الرئاسية لسنة 2021، وأن حوالي 70.2 بالمئة يرغبون في “ظهور سياسيين جدد”.

إقرأ أيضاً: الإعلام الإسرائيلي يكشف عن سبب هجـ.ـوم الإعلام الروسي على نظام الأسد .. ما علاقة إيران ؟

ومن الطبيعي أن هذه الأرقام ليس لها قيمة في هذا السياق، وهي بمثابة اختبار لسياسة روسية محبطة بشكل متزايد في مواجـ.ـهة عدم قدرة الأسد على الخروج من منطق الحـ.ـرب الأهلية.

وأشار الكاتب في الختام، إلى أن المواجـ.ـهة بين بشار الأسد ورامي مخلوف، لاتكتسي البعد العسكري ذاته، الذي اتسمت به المواجـ.ـهة بين بشار الأسد وشقيقه.

لكن هذه المواجهة، تكشف من أخرى التناقـ.ـضات التأسيسية لهذه “الدولة البربرية” التي يسيرها نظام الأسد.

وإن الحـ.ـرب التي شـ.ـنها حافظ الأسد، ثم ابنه بشار الأسد ضـ.ـد  الشعب السوري، هي في الواقع في صميم ديناميكيات سلطـ.ـتهم، مهما كانت الخـ.ـلافات التي تحرض الآن على العشـ.ـيرة الحاكمة.

“المجلس الروسي للشؤون الدولية”: موسكو مستعدة اﻵن لتغيير اﻷسد