أوطان بوست – فريق التحرير
بالتزامن مع انسـ.ـحاب عدة فصـ.ـائل ثـ.ـورية من الشمال السوري، واستـ.ـيلاء النظام على عدة بلدات ومدن في محافظة “إدلب” أعلن القيـ.ـادي سابقاً في تنـ.ـظيم “جبـ.ـهة النـ.ـصرة” أو كما يعرف اليوم بـ”هيئة تحـ.ـرير الشام”، “أبو العبد أشـ.ـداء” عن تشكيل فصـ.ـيل جديد للتـ.ـصدي لهـ.ـجوم مليـ.ـشيات النظام على جبهات الشمال السوري.
وأعلن “أبو العبد أشداء” الأحد 9/فبراير الجاري، عن تشكيله فصـ.ـيل جديد تحت اسم “تنسيقية الجـ.ـهاد” وهدفه مواجـ.ـهة ميليـ.ـشيات الأسد، التي تتقدم في ريفي حلب وإدلب، ونشر أشداء تسجيل مصور نشرته معرفات ثـ.ـورية، على مواقع التواصل الاجتماعية، يدعي فيه جميع أبناء الشمال السوري، من مثقفين وضباط وعسـ.ـاكر منشـ.ـقين إلى “انتـ.ـفاضة جديدة” في كل القرى والبلدات، للتصـ.ـدي لمليـ.ـشيات النظام.
من هو أبو العبد أشداء؟
أبو العبد أشداء واسمه “عبد المعين كحال” وهو الشقيق الأصغر لـ (أبو أحمد الحلبي) قائـ.ـد كتـ.ـيبة “مجـ.ـاهدو أشداء” في حركة “أحـ.ـرار الشام”، والذي انتشر اسمها في بداية عام 2014، عندما نشرت الكتـ.ـيبة تسجيل مصور يظهر فيه الحلبي مع بعض عنـ.ـاصره، وهم يجـ.ـلدون أصحاب محلات في “حي السكري”- الذي تأسست فيه الكتـ.ـيبة على يد الحلبي- بمدينة حلب، لعدم إغـ.ـلاقهم المحلات في وقت صلاة الجمعة.
قصة أشـ.ـداء مع حركة أحرار الشام
و بعد انتشار التسجيل تبـ.ـرأت حركة أحـ.ـرار الشام الإسلامية من الحـ.ـادثة، ما جعل الكتـ.ـيبة تغادر الحركة بصمت، لتنضم إلى حركة “الفجر الإسلامية”، ولم ينقـ.ـضي سوى عدة أشهر، حتى عادت الكتيبة إلى أحـ.ـرار الشام، إلا أنها عادت كلواء كبير ومستقل، واستلم أبو العبد قيادته بعد إصـ.ـابة الحلبي وعدم قدرته على قيادة الجانب العسـ.ـكري.
واستطاع أبو العبد أن يضع اسم “مجاهـ.ـدو أشداء” على خريطة الفصـ.ـائل العسـ.ـكرية المعروفة في حلب، حتى بعد عودة الحلبي إلى الساحة، بفضل شبكة العلاقات التي أنشأها مع مختلف القـ.ـوى، والتي مكّـ.ـنته باستمرار من لعب دور الوسيط في كثير من المرات التي نشـ.ـبت فيها خـ.ـلافات بين الفصـ.ـائل الأخرى.
اقرأ أيضاً : انهـ.ـيار للمعـ.ـارضة في إدلب وصمود في حلب.. وخبير عسـ.ـكري روسي يكشف الهدف من الحملة
وتحول اللواء بعد فترة إلى ما يشبه القـ.ـوة الأمنية لحركة للحركة في حلب، فأصبح مسؤولاً عن سـ.ـجن الحركة في المدينة، كما كان “أشداء” جزءاً أساسياً من الجهاز الاستخباراتي لحركة أحـ.ـرار الشام، وأحد المؤسسين لما عرف وقتها (بشعبة المعلومات).
وبعد استلام أبو العبد رسمياً لواء أشداء إثر إصـ.ـابة أخاه، بدأت تظهر بشكل أوضح اللغة الدينية المتشـ.ـددة في إطلالاته الإعلامية، كما أنه لم ينفك عن انتـ.ـقاد قيادة أحـ.ـرار الشام في العديد من المرات، وفي أواخرعام 2016 أعلن اللواء الانفـ.ـصال النهائي عن الحركة، وذلك بسبب تبني أحـ.ـرار الشام علم الثـ.ـورة واعتمادها القانون العربي الموحد في محاكـ.ـمها.
فـ.ـراق أبو العبد “هيئة تحـ.ـرير الشام”
ومع الإعلان عن تشكيل “جبـ.ـهة النـ.ـصرة” أو كما يعرف اليوم بـ”هيئة تحـ.ـرير الشام”، في بداية عام ٢٠١٧، كان لواء أشداء جزءاً من هذا التشكيل، كما انضم إلى الهيئة المصريون الثلاثة الأشهر في سوريا، “أبو الفتح الفرغلي”، بالإضافة إلى رفيقي أبو العبد المقرّبين، “أبو اليقظان وأبو شعيب المصري”.
واستمر لواء أشداء في تحالـ.ـفه الذي بدا وثيقاً جداً، بالرغم من انفـ.ـصال غالبية التشكيلات التي أسست الهيئة، وخاصة أن أبو العبد كان مع رفيقيه المصريين، من أشـ.ـد المدافـ.ـعين عن الهيئة طيلة الأعوام الثلاثة الماضية.
وبعد قرار الهيئة بطـ.ـرد المصري (أبو اليقظان) من صفوفها، بعد سلسلة تصريحات صنفت على أنها مخـ.ـالفة لسياسات الهيئة، أعلن (أبو شعيب المصري) انشـ.ـقاقه عن الهيئة، ليبدأ بتوجيه انتـ.ـقادات لسياساتها، والتي وصفت على أنها “طعـ.ـنة بالظهر”.
ولم يكن بعدها من أبو العبد إلا أن نشر تسجيل مصور في شهر أيلول الماضي بعنوان “كي لا تغـ.ـرق السفينة”، تحدث فيه عن خفايا الاتفاقات السرية والعلنية والسـ.ـرقات الاقتصادية والإدارة الفاشـ.ـلة للمنطقة، منتـ.ـقداً سياسة الهيئة في عدة مجالات ومنها سـ.ـوء الحالة الاقتصادية للمقـ.ـاتلين والمدنيين على حد سواء، من خلال أساليبها في سحب المقدّرات التي تدر دخلاً على المناطق الخـ.ـاضعة لسيـ.ـطرة تحـ.ـرير الشام في الشمال السوري.
وبعد انتشار التسجيل بشكل كبير، قامت القـ.ـوة الأمنية التـ.ـابعة لـ “هيئة تحـ.ـرير الشام” باعتـ.ـقال “أبو العبد أشداء” من مقره في ريف المهندسين غرب حلب.
وبعد خروج أبو العبد من السجن عـ.ـزلته الهيئة من كافة مناصبه القيادية، ولم يعلن الإنفـ.ـصال عنها إلا اليوم في تسجيله المصور الذي يعلن فيه عن تشكيل فصـ.ـيله الجديد “تنسيقية الجهاد” ويدعو شباب الشمال بالالتـ.ـحاق به.