“مفارقة عجيبة” .. البضائع المحلية أغلى ثمناً من المستوردة في سوريا ومواطن يعلق “نحنا غير عن كل أمة محمد” !
أوطان بوست – فريق التحرير
عادة ما تكون السلع المستوردة، أغلى ثمناً من السلع المحلية، وذلك لأنها تحتاج لتكاليف التصدير والنقل والضرائب وغير ذلك.
إلا في سوريا، فقد حطمت السلع المحلية أرقاماً قياسية في أسعارها، متجاوزة أسعار السلع المستوردة، التي يتم تصديرها من الخارج.
مفارقة عجيبة
إذا ما فكرت أن تتجول في أسواق دمشق أو حلب وغيرها من المدن، فلربما تخرج منها فاقداً لعقلك، بسبب المعادلات الغير منطقية.
فإن أقدمت على شراء قطعة من الألبسة المحلية، لعلها تكون أرخص ثمناً من المستوردة، فستصدم بأنها أغلى منها، وبفارق ليس بقليل.
وهذا ما يشكل دهشة، لأنه كما هو معروف، فإن أية سلعة مستوردة، تكون قيمتها المادية مرتفعة، وذلك لعوامل وأسباب عدة.
وعلى رأسها أجور النقل سواء كان جواً أو بحراً أو براً، إلى جانب الضرائب أو ما تعرف بالرسوم الجمركية على البضائع.
وبالمقابل فإن البضائع المحلية، يفرض أن تكون أقل ثمناً من المستوردة، لأنها غير مرتبطة بأجور نقل خارجية أو ضرائب.
نحنا غير عن البشر
المواطن أحمد داوود، المقيم في حي الميدان بالعاصمة دمشق، تحدث لموقع “أوطان بوست”، عن الأسعار المرتفعة، على صعيد البضائع.
يقول داوود: إنه إذا ما فكر بأن يشتري قطعة من الألبسة لولده، سيضطر لدفع معظم راتبه الذي يستلمه من الدولة”.
ويضيف الموظف في إحدى الدوائر الحكومية: “أنا راتبي 60 ألف سوري، هاي أكل وشرب ما بتكفيني أسبوع، كيف إذا اشتريت لباس”.
وأردف: “جاكيت شتوي حقه شي 75 ألف، يعني لسه أكتر من راتبي، وإذا فكرت أشتريه، لازم انكسر على 15 للشهر الجاي”.
وتابع داوود: “نحنا غير عن أمة محمد كلها، بكل الدول البضاعة المحلية أرخص من المستوردة، إلا في عنا بالعكس”.
وتعود تلك المفارقة العجيبة، للتكلفة العالية في إنتاج السلع سواء كانت ألبسة أو غيرها، مما يؤدي لارتفاع الأسعار.
وتتجسد تلك التكلفة، من خلال غلاء أسعار المحروقات اللازمة لتشغيل أي مصنع، إلى جانب رسوم الكهرباء وضرائب حكومة النظام وغيرها.