تميز بحكمته ورساخة إيمانه .. تعرٌف إلى “ذو القرنين” وسبب تسميته بهذا الإسم وقصة حكمه على الأرض من مغربها إلى مشرقها

تميز بحكمته ورساخة إيمانه .. تعرٌف إلى “ذو القرنين” وسبب تسميته بهذا الإسم وقصة حكمه على الأرض من مغربها إلى مشرقها
أوطان بوست – فريق التحرير
حكم الأرض ومن عليها وبمن فيها، على الرغم من نشأته المنبثقة من قاع الاستبداد والضعف، الذي كان يحل بأمته.
اجتمعت فيه الصفات الحميدة بأكملها، فقد تميز برساخة إيمانه، وإخلاصه في عقيدته الإسلامية، إلى جانب حكمته وصدقه، وقوته البدنية المثالية.
فمن هو ؟، وكيف استطاع أن يحكم الأرض، بما فيها من بشر وحجر ؟، ومن أين انطلق بمشروع الحكم ؟.
عندما رأى ذو القرنين، ماأصاب أمته من الوهن والضعف، وعيشهم تحت حكم ملك ظالم، قرر أن يخرجهم من هذا المستنقع.
فقد كانت أمته، تعيش تحت كنف ملك مستبد يحكم دولة مجاورة، ويفرض عليهم الجزية، ويملي عليهم ما يريده بالقوة والترهيب.
وبدأ ذو القرنين يدعو قومه إلى الانتفاضة ضد الملك، وعدم تقديم الطاعة له، والخروج من كنفه إلى كنف عبادة الله.
إلا أنهم رفضوا ذلك، خوفاً من جبروت الملك، ما دفع ذو القرنين للتوجه نحو فئة الشباب، الذين استجابوا وآمنوا بدعوته.
ومع مرور الزمن، تزايدت أعداد الذين آمنوا بدعوة ذو القرنين، حتى باتوا يشغلوا حيزاً أكبر من الفئة الكافرة والرافضة للدعوة.
ذو القرنين ومشوار الحكم
رأى ذو القرنين في منامه، أنه يصعد نحو السماء، إلى أن لامس الشمس، التي كانت تقترب منه، وأمسك قرنيها بيده.
وعندما قص تلك الرؤية على قومه وأصحابه، فسرها البعض على أنها توحي بحكم ذو القرنين في الأرض، وأنه سيصبح ملكاً.
بينما سخر البعض منه، واعتبروا أن تفسير تلك الرؤية، يكمن بأن الملك سوف يقتل ذو القرنين، ويعلقه من قرنتي شعره.
وبعد أن تمكن ذو القرنين من إقناع أعداد كبيرة بدعوته، أصبح لديه قوة لا يستهان بها، ليصبح ملكاً على قومه.
وعندما أراد الملك الظالم في الدولة المجاورة، أن يأخذ الجزية من قوم ذو القرنين، فوجئ بالرفض وعدم الدفع.
والجزية هي عبارة عن بيضات من الذهب، إلا أن ذو القرنين أرسل رسالة للملك الظالم، يخبره فيها بأنه لن يدفع.
وجاء في الرسالة: “لقد قمت بذبح الدجاجة، التي تبيض الذهب، فضلاً عن أني أكلت لحمها، وليس لك عندي أي حق”.
وتبع ذلك رسائل عدة، تحمل في طياتها التهديد والوعيد بين ذو القرنين والملك الظالم، الذي بدأ بالتجييش وإعلان الحرب.
وبعد مرور فترة من الزمن، لم يعدل الملك الظالم عن تطلعاته، فذهب ذو القرنين إلى عقر داره، بغية القضاء عليه.
إلا أن الملك قرر المواجهة، والتي انتهت بمقتله، وانتصار ذو القرنين، والقضاء على جيشه، والسيطرة على الدولة التي يحكمها.
ومن ثم بدأ ذو القرنين بالتمدد والتوسع في الأرض، ونشر العدل والأمان والاستقرار في كل مكان، وصولاً إلى سهول الصين.
وأخذ يسير في جبالها وسهولها، حتى التقى بأمة صالحة وراء الجبلين، إلا أنهم منعزلون عن البشر، ولا يعرفون أية لغة.
فأخبروه أن ما بين الجبلين فتحة عريضة، تأتي منها قبيلتان عدوانيتان، اسمهما يأجوج ومأجوج، يأكلون ويقتلون كل شيىء أمامهم.
وتكمن غايتهم بالفساد في المعمورة، وعلى إثر ذلك قرر ذو القرنين بناء سد صلب ومتين، لمنعهم من التمدد والتوسع أكثر.
فقام بحفر أساس عميق بين الجبلين، ووضع فيها الحديد على شكل طبقتين وبارتفاع عالٍ للغاية، ومن ثم وضع فحماً بينهما.
ورفع ذو القرنين الحديد، حتى وصل إلى أعلى الفتحة بين الجبلين، ومن ثم أشعل الفحم، وتحول الحديد إلى نار سائلة.
ومن هنا أطلق عليه السد العظيم، والذي يمنع دخول يأجوج ومأجوج، وتمددهما في الأرض ونشر الفساد فيها.