يعود بناؤها إلى الألف الثاني قبل الميلاد وحكمتها كبرى القوى بدءاً من الهيلينستيين وصولاً إلى العثمانيين .. ماذا تعرف عن تاريخ قلعة حلب ؟

يعود بناؤها إلى الألف الثاني قبل الميلاد وحكمتها كبرى القوى بدءاً من الهيلينستيين وصولاً إلى العثمانيين .. ماذا تعرف عن تاريخ قلعة حلب ؟
أوطان بوست – فريق التحرير
تعتبر قلعة حلب من بين أبرز شواهد سوريا الأثرية، ومن أهم القلاع التاريخية على مستوى العالم، كونها تحظى بتاريخ طويل وعريق.
تقع القلعة في مدينة حلب شمال سوريا، ولعل ما يميزها هو موقعها المرتفع عن المدينة، ما منحها أهمية استراتيجية فائقة.
تاريخ قلعة حلب
عُثِرَ على أدلة أثرية في قلعة حلب، تبين من خلالها أن تاريخها يعود إلى العصر الحثيٌ، وذلك في الألف الثاني قبل الميلاد.
فقد تم العثور على معابد قديمة، داخل قلعة حلب، تؤكد تاريخها الطويل، وتثبت مدى أهميتها على صعيد الأدلة والشواهد الأثرية.
ومن بين المعابد: معبد الإله تيشوب، معبد الإله حدد الأرامي، وغيرها العديد من المعابد والأدلة الأثرية، التي تعود إلى مئات الأعوام.
استغل الرومانيون والهيلينستيون موقع القلعة الاستراتيجي المرتفع، في استخدامها كحصن منيع لهم، لصد الهجمات التي كانت تستهدفهم.
وبعد أن استولى البيزنطيون عليها، استخدموا معابدها القديمة، كحصن لهم من الهجمات، وبقيت القلعة بحوزتهم، حتى سيطر المسلمون عليها.
عمل الحمدانيون خلال فترة حكمهم للقلعة، على ترميم مبانيها، قبل أن يحكمها المرداسيون، ثم آل سقر، وتلاهم الملك رضوان بن تتش.
ثم حكمها الأيوبيون، وأبدى الظاهر غازي بن صلاح الدين الأيوبي، اهتماماً كبيراً بالقلعة، حيث حفر خندقاً حولها، وبنى فيها قصوراً ومسجداً وسوراً.
تاريخ قلعة حلب منذ نهاية القرن الثالث عشر
غزا الحاكم المغولي “هولاكو” قلعة حلب عام 1260, وألحق بها أضراراً جسيمة، شملت العديد من المباني والأجزاء الخاصة بالقلعة.
وبقيت قلعة حلب في قبضة المغول، حتى تمكن المسلمون بقيادة السلطان المملوكي سيف الدين قطز، من الانتصار عليهم في عين جالوت.
فبعد أن حرر فلسطين، أرسل قطز الظاهر بيبرس إلى بلاد الشام، فقد تمكن الأخير من تحرير دمشق وحمص وحلب، بما في ذلك القلعة.
فقد أعاد الحكام العرب النور إلى القلعة، حيث عملوا على ترميم ما دمره هولاكو، وإصلاح أجزاء القلعة التي تأثرت بالحروب.
وفي عام 1400 هاجم تيمورلنك مدينة حلب، ودمر المدينة وقلعتها عن بكرة أبيها، قبل أن يحررها المماليك، حيث أعادوا إصلاحها.
ثم جاء بعد ذلك الحكم العثماني، فقد بقي العثمانيون فيها، منذ عام 1516 حتى عام 1840 للميلاد.