Site icon أوطان بوست

” كارثة ” تنتظر اليمن حال وصول كورونا .. محمد المياس

محمد المياس (صحفي يمني)

أوطان بوست – رأي – محمد المياس

يشعر اليمنيون جيدا بهول الكارثة التي ستلحق بهم في حال وصول وباء “كورونا” إلى بلدهم؛ كونه جاء في وقت أصبح فيه النظام الصحي باليمن على وشك الانهيار.

حيث أن نصف المنشآت الصحية قد تضررت إما جزئيا أو دمرت كليًا بسبب الحرب، لكنهم سرعان مايتجاهلون هذا الشعور مبررين ذلك بما يعيشوه من وضع مأساوي طوال السنوات الخمس الماضية من حرب وقصف ونزوح وأوبئة.

ومع ذلك التساهل والتجاهل الذي نعيشه كـ يمنيين نجد غياب الدور المسؤل من قبل الحكومات اليمنية سواء حكومة صنعاء الإنقلابية المدعومة من إيران أو حكومة عدن التي باتت رهينة للتحالف السعودي الإماراتي في فنادق الرياض واللتين اكتفتا باصدار قرارات إيقاف العملية التعليمية ومنع صلاة الجماعة في المساجد للوقاية من وباء ” كورونا “!

إلا أن هذه القرارات لا تشكل أي وقاية لشعب يعيش نصف حياته في الأسواق ويقضي أغلب أوقاته مجتمعا في مجالس القات.

اقرأ أيضاً: مجاهد ديرانية يكتب .. سؤال الثورة الأكبر في عيدها التاسع

على اليمنيين أن يسألوا أنفسهم مالذي قدمته الحكومتان الشرعية والغير شرعية فعليا لحمايتهم من فيروس ” كورونا ” القاتل في الوقت الذي يعيش فيه العالم حالة من الطوارئ لمجابهة الفيروس باعتباره قاتل يهدد البشرية !!؟ في الحقيقة.

حكومة عدن الشرعية لاتزال تنتظر ما ستنفقه علينا الإمارات، والسعودية من كمامات وأدوات طبية للوقاية من الفيروس وقد تكون هذه المرة مقابل إحدى جزر البحر الأحمر !

أما جماعة الحوثي الإنقلابية فقد جعلت من الوباء أداة قمعية جديدة تستخدمها ضد اليمنيين مستخدمة نقاط التفتيش التي أقامتها بين المحافظات اليمنية الواقعة تحت سيطرتها في قطع الطرقات، واستغلال آلاف المسافرين واحتجازهم تحت مظلة الحجر الصحي ‏في أماكن مختلطة بدون كمامات أو قفازات أو معقمات، وتخلو هذه الأماكن من أبسط الأدوات الصحية، والخدمات الطبية ومن يدفع 200 ريال سعودي، يمنح شهادة سلامة ” قرآنية ” من “كورونا” وتصريح عبور.

نحن شعب يبحث عن قوت يومه وينتظر الموت

تزداد المناشدات ودعوات البقاء في المنزل عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الإجتماعي من قبل دكاترة وأطباء، وناشطين يمنيين في الداخل الخارج إلى شعب أغلبيته يعتمد في قوته وقوت أسرته على دخله اليومي ما جعل هذه المناشدات رغم تصويرها لحجم الكارثة والخطورة التي تتربص بنا إلا أن أغلبية الشعب لم يعيرها أي اهتمام ويستمر في الخروج والتجمع والعمل بحثا عن القوت.

إنه لمن المؤسف جدًا أن نجد العالم بأكمله مسخرا جهوده لمكافة الوباء ونحن ننتظر الموت خارج دائرة الأمل.

ومن المؤسف أيضا أن نشاهد أضعاف عدد المصابين بفيروس “كورونا” في الدول العربية يتزاحمون في أسواق القات من سوق “حرض” في الحد الشمالي لليمن إلى سوق ” القبه” بـ مدينة تعز جنوبي اليمن.

خاص أوطان بوست
بقلم: محمد المياس (صحفي يمني).

Exit mobile version