قرية إيطالية ذات أطوارٍ غريبة .. لا تتحدث الإيطالية وتعداد سكانها 30 نسمة !
أوطان بوست – فريق التحرير
قد يبدو الأمر غريباً، عندما تقرأ أو تسمع عن قرية لا تتحدث بلغة بلادها الرسمية، وإنما تعتمد لغة أخرى.
الأمر غريب لكنه واقع، والمقصود هنا قرية إيطالية، تقع على الحدود، بين إقليم بيمونتي الإيطالي وفرنسا، وتعيش في حالة أشبه بالعزلة.
تعالوا معنا لنتعرف على هذه القرية الغريبة والمنعزلة، ونتعرف على لغتها لطالما أنها لا تتحدث الإيطالية.
قرية كومبوسكورو
هذه القرية التي إذا أردت الذهاب إليها، فإنك ستضطر للسفر إلى مدينة تورينو الإيطالية، ومن ثم تستقل قطاراً قبل الحافلة.
هذا ما تحتاجه إن أردت السفر إليها من البوابة الإيطالية، أما إذا كنت ستقصدها من فرنسا، فعليك أن تقود جنوباً من مدينة بروفنس.
على الرغم من موقعها على الحدود الفرنسية الإيطالية، إلا أنها لا تتحدث لغة كلا البلدين، بل تعتمد اللغة البروفنسالية.
وهي لغة تنتمي إلى اللهجة اللاتينية القديمة، التي تتضمنها اللغة الأكستانية، حيث تعود نشأتها إلى القرون الوسطى.
يعيش في قرية كومبوسكورو، نحو 30 شخصاً، وبالطبع تعداد سكانها أكثر من ذلك، إلا أن بعضهم يرحلون بحثاً عن حياة أفضل.
ويعتمد السكان في عيشهم على الرعي، وحياتهم أشبه بالحياة البدائية، حيث خدمة الإنترنت محدودة فيها، والكهرباء تصبح حلماً في الشتاء.
ولعل أبرز ما تتميز به، طبيعتها الخلابة وحقول اللافندر الأرغواني، ما جعلها مقصداً للزوار، حيث الأجواء الهادئة والمريحة للأعصاب.
اللغة البروفنسالية
اللغة البروفنسالية هي خليط من اللغتين الفرنسية والإيطالية، حيث يعتقد سكان القرية أنهم ينتمون لمجتمع ثقافي مضت عليه قرون طويلة.
وتنقلت قرية كومبوسكورو لأكثر من مرة، بين الحكم الفرنسي والإيطالي، لذا هم يعتقدون أنهم ليسوا محسوبون على أياً من البلدين.
لكن ببساطة سكان تلك القرية أوجدوا لأنفسهم منفذاً، وعادوا إلى نشأتهم التاريخية كما يعتقدون، وهي البروفنسال.
وقبل نحو 23 عاماً، وتحديداً في عام 1999, اعترفت الحكومة الإيطالية رسمياً بأقليات الأكستان، والتي تنتمي إليها قرية كومبوسكورو.
وبهكذا أصبحت اللغة البروفنسالية محمية بموجب القانون الإيطالي، إلا أنها مهددة بالاندثار تباعاً، وفقاً لتقرير اليونسكو الصادر عام 2010.
