تحركات عسكرية تركية لافتة في إدلب سبقها تصعيد روسي .. خبير استراتيجي يكشف الدلالات والأبعاد !

تحركات عسكرية تركية لافتة في إدلب سبقها تصعيد روسي .. خبير استراتيجي يكشف الدلالات والأبعاد !
أوطان بوست – فريق التحرير
تصعيد جوي روسي قبل أيام، وقصف مدفعي من قبل نظام الأسد، في الآونة الأخيرة، أعقبه تحركات عسكرية تركية لافتة مؤخراً.
بتلك المعطيات عاد ملف إدلب السورية إلى الواجهة مجدداً، ليتصدر المشهد بعد أن أخذ الملف الأوكراني المساحة الأكبر منه.
وفي هذا الصدد، أكدت مصادر عسكرية معارضة، أن القوات التركية أجرت تعديلات لافتة، على صعيد انتشار قواعدها في شمال غرب سوريا.
حيث أقدمت القوات التركية، على نقل قواعدها الفرعية في عمق جبل الزاوية، إلى القواعد العسكرية الكبيرة، المنتشرة على طول خطوط التماس مع نظام الأسد.
ما دلالات تلك التحركات التركية ؟
يرى الخبير العسكري والاستراتيجي، العقيد “أحمد حمادة”، أن تلك التعديلات لا توحي بانسحاب تركي، في إطار اتفاق مع روسيا كما يشاع.
وقال حمادة في حديث له، لموقع “أوطان بوست”: إن الجيش التركي لن ينسحب من جنوب إدلب، فهي مؤمنة باتفاقية وقف إطلاق النار، التي تسودها بعض الخروقات.
وأضاف العقيد أن تركيا تريد أن تقوي من خطوط دفاعها، لذا عمدت إلى نقل نقاطها الصغيرة إلى قواعد ومعسكرات أكبر.
وأشار حمادة إلى أن القوات التركية نقلت بعض نقاطها، ودمجتها ضمن قواعد أكبر، بهدف حوكمة التموضع العسكري، بريف إدلب الجنوبي.
وأوضح العقيد أن تجميع القوات ومناطق الانتشار، يتيح للقيادة العسكرية التركية، سهولة تحرك القوى وإعطاء الأوامر لها، عند الحاجة لذلك.
ولفت حمادة إلى أن تلك التعديلات، تعزز من إمكانية صد أي هجوم على جبل الزاوية، الذي يحظى بأهمية استراتيجية بالغة.
وحول شائعات انسحاب القوات التركية، المتمركزة في إدلب، إلى الحدود السورية العراقية، نوه حمادة إلى أن ذلك مجرد آلية عسكرية تقتضي بتبديل القوات والألوية وأماكن عملها.
تنظيم التواجد العسكري التركي
استبعد حمادة أن تكون تلك التعديلات، تهدف إلى تعيين قائد واحد للقوات التركية في جنوب إدلب، منوهاً إلى أن هناك تراتبية عسكرية ضمن الجيش.
وأكد العقيد أن القوات التركية، تعمل على إعادة انتشارها، وتجميع قواها في المنطقة، وفقاً للاستراتيجية التي تعتمدها.
وشدد حمادة على أن الجيش التركي، إلى جانب فصائل المعارضة، شكلا قوساً دفاعياً عن المنطقة، بحكم انتشارهما الموسع على طول خط التماس.
وفي سياق متصل، قال حمادة: إنه لا توجد أية مؤشرات لشن نظام الأسد عملية عسكرية في إدلب، رغم أنه يتحدث في هذا الإطار، مابين الحين والآخر.
وأضاف العقيد أن التصعيد الأخير، هدفه توجيه رسالة إلى المجتمع الدولي، مفادها بأن القوات الروسية حاضرة، ولم تقلص تواجدها في سوريا.
لا سيما أن تقارير استخباراتية وصحفية، تحدثت مؤخراً عن سحب روسيا جزءاً من قواتها، لإشراكهم في القتال بأوكرانيا.
وكانت تركيا قد أجرت تعديلات على بعض قواعدها في جنوب إدلب، سبق ذلك تصعيد مدفعي وجوي في المنطقة.