شبيح فوق العادة؛ ربيـ.ـب “أسماء الأخرس” .. الاقتصادي الصاعد “أبو علي خضر” الذي أجبـ.ـر وزير داخلية النظام على التـراجع

شبيح فوق العادة؛ ربيـ.ـب “أسماء الأخرس” .. الاقتصادي الصاعد “أبو علي خضر” الذي أجبـ.ـر وزير داخلية النظام على التراجع
أوطان بوست – وكالات
برز اسم “خضر طاهر” المعروف بـ “أبو علي خضر” خلال الأشهر الأخيرة، كواحد من أثرياء الحـ.ـرب الجدد في سوريا
والذي يمتلك نفوذاً كبيراً وسطوة أمنية نظراً لارتباط اسمه بأسماء الأسد زوجة رأس النظام السوري “بشار الأسد”.
وتردد اسم “أبو علي خضر” أو ذراع أسماء الأسد كما بات يعرف قبل أكثر من شهرين على ألسنة تجار دمشق (تجّار أجهزة الهواتف الذكية)
عندما وصلتهم تهـ.ـديـ.ـدات بعدم شراء أي هاتف محمول؛ إلا عن طريق شركة “إيماتيل” مع تهـ.ـديـ.ـدات بمصادرة الأجهزة التي تُشترى من غير الشركة
ثم ما لبث أن أدرج “أبو علي خضر” على قائمة العـ.ـقوبات التي فـ.ـرضتها واشنطن على أزلام النظام بموجب قانون قيصر، باعتباره واحداً من الذين يساعدون الأسد في قمـ.ـع الشعب.
من هو أبو علي خضر؟
اسمه خضر طاهر ابن علي والدته بديعة وردي، ولد عام 1976 في صافيتا بمحافظة طرطوس الساحلية، أحد رجالات اللواء غسان بلال مدير مكتب ماهر الأسد شقيق بشار وقائد ميليشـ.ـيا الفرقة الرابعة.
وهو شخصية تتمتع بسـ.ـطوة كبيرة في سوريا، مستمدّة قوتها من أسماء الأسد مباشرة.
ويمتلك “أبو علي” قصراً فخماً في محافظة طرطوس، كلّف مليارات الليرات السورية، ولم يكن قبل 5 سنوات من أولئك الأشخاص الذين يمتلكون اسماً على قائمة الأثرياء السوريين الموالين للنظام
لكنّه لمع فجأة، وسط أنباء عن عمله في تجارة المـ.ـخـ.ـدّرات عبر لبنان، حيث تعتبر الحدود السورية اللبنانية ملعباً له، حيث يمتلك قوة أمنية وحواجز تفتيش على الحدود السورية – اللبنانية، لمصـ.ـادرة أجهزة الخلوي
ومعدّات أخرى، بحجج عديدة، أهمها عدم وجود تصريح باستيرادها، لكنّ المعضلة تكمن في أنّ الأجهزة نفسها والمعدات تُباع في الأيام التالية في الأسواق السورية عن طريق شركة “إيماتيل” بالتعاون مع “خضر”
وقد شهدت الآونة الأخيرة مدى التضيـ.ـيق على بائعي الهواتف في العاصمة السورية دمشق لإجبـ.ـار التجار على الشراء عن طريق شركة (إيماتيل)، فضلاً عن مصادرة مئات أجهزة الخلوي لعدم التعامل مع الشركة.
“أبو علي خضر” الذي يمتلك شركة “إيلا” للسياحة، ويعتبر شريكاً في تأسيس شركة “الياسمين للمقاولات” بنسبة 90% من الشركة بقيمة 22 مليوناً و500 ألف ليرة سورية
ويرأس مجلس إدارة “الشركة السورية للإدارة الفندقية” وهو شريك مؤسس فيها بنسبة 66.66% من حصتها، بقيمة ثلاثة ملايين و333 ألف ليرة سورية.
والأهم من كلّ ذلك، أطـ.ـلق مطلع العام 2019 شركة “إيماتيل” للاتصالات، وافتتح أول صالة للشركة في أوتوستراد المزة بدمشق
حيث ظهر كواجهة اقتصادية لأسماء الأسد، لا سيما أن الشركة تعود رسمياً لأسماء الأسد.
ولا يخفـ.ـى أن لمعان اسم “خضر” جاء بالتزامن مع اشتداد الخـ.ـناق على “رامي مخلوف” ابن خال بشار الأسد، واتهـ.ـام رامي بطريقة غير مباشرة لجماعة “خضر” بالسـ.ـطو على ممتلكاته
وسـ.ـرقة أموال ووثائق مهمة في منطقة يعفور بريف دمشق، فضلاً عن مداهمة شركة راماك، التي صادرها الأسد من مخلوف.
في شباط عام 2019 أصدر وزير الداخلية في حكومة أسد قراراً، طلب فيه منع التعامل مع “أبو علي خضر” أو الاتصال به بأي شكل كان
أو دخوله للوحدات الشرطية أو استقباله لأمور شخصية في الوحدات الشرطية كافة، دون قدرته على إصدار أمر باعتـ.ـقاله
لكن لم تمضِ أسابيع حتى تراجع الوزير محمد خالد رحمون آنذاك، عن قراره بمـ.ـنع التعامل مع خضر، وأصدر قراراً في 10 آذار من العام ذاته، ألغـ.ـى فيه مضمون القرار السابق وطلب إتـ.ـلافه بعلم قادة الوحدات.
كل ذلك بات يشكل مؤشرات أخرى إلى ما تسير عليه الأمور في سوريا لا سيما الاقتصادية منها، والتي إذا ما استمرت لن ترحم حينها البشر ولا الحجر.
“كسـ.ـر عـ.ـظم” مع وزير الداخلية
بالرغم من عشرات التقارير الإعلامية التي تناولت أبو علي خضر، بأنه لا يزال هناك غموض حول داعـ.ـمه وأعماله
واقتصرت المعلومات الشخصية بحسب ما ورد في مذكرة وزير الداخلية بأن اسمه الكامل خضر طاهر بن علي والدته بديعة وردي، تولد 1976، وينحدر من منطقة صافيتا الشرقية في محافظة طرطوس.
معـ.ـركتان خاضهما رجل الأعمال، خلال الأسبوعين الماضيين، الأولى كانت مع وزير الداخلية الذي أصدر قرارًا، في 21 من شباط الماضي، طلب فيه منـ.ـع التعامل مع “أبو علي خضر” أو الاتصال به بأي شكل كان
أو دخوله للوحدات الشرطية أو استقباله لأمور شخصية في الوحدات الشرطية كافة، الأمر الذي أثار سخـ.ـرية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ طالب مواطنون بأنه إذا كان الشخص مدانًا فيجب القـ.ـبض عليه لا أن يمـ.ـنع التعامل معه.
لكن بعد أسبوعين تراجع محمد خالد رحمون عن قراره بشأن منـ.ـع التعامل مع خضر، وأصدر قرارًا في 10 من آذار الحالي، ألغى فيه مضمون القرار السابق وطلب إتلافه بعلم قادة الوحدات.
“أبو علي” تمكن من كسب المعـ.ـركة الأولى على حساب أبرز المنتمين للحلقة الأمنية الضيقة للنظام السوري
فالوزير كان يترأس فرع المخابرات الجوية في المنطقة الجنوبية، والكائن في مدينة حرستا، وهو فرع مسؤول عن محافظات المنطقة الجنوبية (دمشق وريفها ودرعا والقنيطرة، والسويداء)
وأطلـ.ـقت عليه عدة ألقاب منها “جـ.ـلاد الغوطة” (نسبة إلى الانتهـ.ـاكات المنسوبة له في الغوطة الشرقية)، “مسؤول الكيماوي”، “رئيس فرع المـ.ـوت”، بحسب موقع “مع العدالة” المتخصص بفضح مجـ.ـرمي الحـ.ـرب في سوريا.
اتهـ.ـامه بـ”الإجـ.ـرام” يثير غـ.ـضبه
المعـ.ـركة الثانية التي خاضها “أبو علي” كانت مع قناة “الإخبارية السورية”، عندما تمكن من حذف حلقة من حلقات برنامج “فن الممكن”، الذي تقدمه الإعلامية ربى الحجلي، من قناة “يوتيوب” الخاصة بالتلفزيون
إذ كانت الحلقة تتضمن لقاءً مع رئيس اتحاد غرف الصناعة السورية، فارس الشهابي، والذي وجه اتهـ.ـامـ.ـات متعددة لـ “أبو علي”.
اللقاء التلفزيوني كان، في 24 من شباط الماضي، ودار حول مكـ.ـافحة التهـ.ـريب داخل مناطق سيطرة النظام
وقال شهابي إن المواد المهربة تدخل من تركيا عبر معابر غير منضبطة يديرها لصوص ورؤوس كبيرة معروفة للدولة السورية.
وأشار الشهابي إلى أن من هؤلاء الأسماء “أبو علي خضر”، واتهـ.ـمه بأنه يفـ.ـرض أتاوات على المصانع و”خرب بيت” أصحاب معامل البلاستيك في حلب
ووصفه بأنه “لص ومهـ.ـرب ومجـ.ـرم سابق”، معتبرًا أن “مثل هؤلاء أصبحت لديهم ميليشـ.ـيات ولا تقوى الضابطة الجمركية على مواجـ.ـهتهم”.
وعقب صدور قرار وزير الداخلية قال الشهابي عبر حسابه في “فيس بوك” إنه “لكل من اعتقد أن زعران المعابر فوق القانون أو أن جهودنا لن تثمر في مكافحة التـ.ـهريب، هذا اللص المـ.ـهرب (أبو علي) هو كبيرهم”.
لكن الشهابي حذف المنشور بعد دقائق وكتب ردًا على ذلك،” لسنا مع الإسـ.ـاءة بحق أحد، وليس هدفنا ضبط المهـ.ـربات عند صغار الكسبة
بل يهمنا القضـ.ـاء على كبار لصوص مافـ.ـيا التهـ.ـريب وتحطـ.ـيم هذه المنظومة بكل حلقاتها”، ليتجاهل عقب ذلك التساؤلات عن شخصية “أبو علي” التي وجهها له المتابعون عبر حسابه في “فيس بوك.
شركات يديرها وأخرى شارك بتأسيسها
أبو علي خضر يملك عددًا من الشركات ويشارك في تأسيس أخرى، إضافة إلى رعايته لبرنامج “سوا ورح نبقى سوا”، بدلًا من رجل الأعمال السوري، أحمد ربيع عفر، الداعم السابق للبرنامج
والذي يقدم على القناة السورية، وتقوم فكرته على دعـ.ـم جـ.ـرحى الجيش وعائلات القـ.ـتلى، عبر تقديم معـ.ـونات لهم، وكان آخرها تقديم “بقرتين”، في حلقة 11 من كانون الثاني الماضي.
وبحسب موقع “الاقتصادي” المحلي، فإن “أبو علي خضر” يملك شركة “إيلا” للسياحة، إضافة إلى مشاركته في تأسيس شركة “الياسمين للمقاولات”
ويمتلك 90% من نسبة الشركة بقيمة 22 مليونًا و500 ألف ليرة سورية، كما يرأس مجلس إدارة “الشركة السورية للإدارة الفندقية”
وهو شريك مؤسس فيها بنسبة 66.66% من حصتها، بقيمة ثلاثة ملايين و333 ألف ليرة سورية.
كما أطلـ.ـق مطلع العام الحالي شركة “إيما تيل” للاتصالات، وافتتح أول صالة للشركة في أوتوستراد المزة بدمشق، في 23 من شباط الماضي
وسط مخططات لافتتاح عدة أفرع في دمشق (في جرمانا وأبو رمانة والشعلان) وبقية المحافظات وخاصة في حمص وطرطوس واللاذقية وحلب، بحسب ما قال عضو مجلس إدارة الشركة، محمد ديركي.
شركة للحماية الأمنية
ومن أهم الشركات التي يديرها “أبو علي خضر” شركة “القلعة للحماية والحراسة والخدمات الأمنية” التي تأسست في 2017 كشركة محدودة مسؤولية، بناء على المرسوم التشريعي رقم 55 الصادر عام 2013
والخاص بمنح التراخيص لشركات خدمات الحماية والحراسة الخاصة، وتتبع هذه الشركات بموجب المرسوم لوزارة الداخلية، وتكون الجهة المعنية بها مكتب “الأمن الوطني”.
وتختص في حماية وتأمين المنشآت وتشمل قطاع المنشآت الحيوية (محطات الكهرباء ومحطات الطاقة الحرارية) وقطاع النفط والغاز وقطاع التجمعات الصناعية والمؤسسات المالية والمصرفية
وحماية القوافل والبضائع التجارية على الطرق الدولية، بحسب ما قال مدير عام الشركة، محمد ديركي، خلال مقابلة مع قناة “سما” الفضائية في 15 من أيلول 2018.
كما توفر الشركة حماية وفود السياحة الدينية، وخاصة الزوار الإيرانيين الذين يزورون دمشق لدواع دينية، إلى جانب حماية الوفود الأجنبية المختلفة من رجال أعمال وخبراء ومستشارين ومجموعات سياحية.
كما تضم الشركة وحدة “k9” وهي كلاب الشرطة المدربة على البحث والتفتيش الميداني الكامل فيما يتعلق بالمتـ.ـفجـ.ـرات، بالإضافة إلى أن هذه الوحدة لديها كلاب شرطة مدربة على توفير الحماية للأشخاص.
معـ.ـركتا “كسـ.ـر العظم” اللتان تمكن “أبو علي” من كسبهما، قد تعطيان انطباعًا حول من وراءه وأنه يتلقى دعـ.ـمًا أكبر من سلطة وزير الداخلية، وقد يكون واجهة تعمل نيابة عن دائرة القرار الأولى في سوريا.