أوطان بوست – فريق التحرير
ضجت مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الأيام الماضية بتسريبات حول نيّة دولية لتغيير سياسي كبير في سوريا، وبحسب ما تم تداوله فإن التغيير سيطال “بشار الأسد” رأس النظام في سوريا.
ويأتي هذا التغيير بعد بعد حـ.ـرب وثورة شعبية مستمرة منذ 10 سنوات، قـ.ـتـ.ـل خلالها نحو مليون إنسان وهُـ.ـجر أكثر من 10 ملايين آخرين من أجل بقاء الأسد على سدة الحكم.
وجاءت تلك التسريبات بوقت بدأ فيه العد التنازلي لنهاية حكم “بشار الأسد” والتي استلم الحكم فيها من خلال مسرحية انتخابية قبل 6 أعوام والتي تمتد إلى 7 أعوام وتنتهي صيف عام 2021، بحسب الدستور السوري الحالي.
ويبقى الاسم القادم لقيادة مرحلة ما بعد الأسد، هو الشاغل في مختلف وسائل الإعلام، في حال كان البديل من المعارضة أم من داخل نظام الأسد، أو هو مجلس عسكري، أو مجلس حكم انتقالي وغيرها من الحلول المطروحة.
رحيل الأسد
وفي هذا السياق كشف المعارض السوري “كمال اللبواني” في تصريحات خاصة لوكالة ستيب الإخبارية، رصدها موقع أوطان بوست؛ عن وجود توافق دولي على رحيل الأسد واستلام شخصية جديدة من داخل النظام قريباً.وأضاف اللبواني، أنه لا وجود لتغييرات جذرية، وقد تمّ تداول اسم “علي مملوك”، كشخصية ذات صلات خارجية كبيرة، وفق معلومات عن أنه يعمل على إخراج إيران من سوريا”.
وذكر اللبواني في تصريحاته، بأن هذه المعلومات تم تسريبها من إدارات دولية، وذلك لأن القضية باتت جاهزة، وأصبح تسريب مثل هكذا معلومة للمعارضة لإبقائها بالأجواء الدولية وما يحاك خلف الكواليس بالقضية السورية”.
وأشار اللبواني، أن “علي مملوك” الاسم المطروح لم يكن من قبل بهذا الحل وطرح اسمه لقيادة المرحلة القادمة، إلا أنّ ضغطاً دولياً عليه أجبره على ذلك، حيث تم تهـ.ـديده بمحاكمته وطرح اسمه بالقوائم السوداء الدولية إذا رفض واستلم غيره.
إقرأ أيضاً: محلل تركي: الأيام القادمة حاسـ.ـمة في إدلب .. وحـ.ـرب باردة تجري الآن بين روسيا وتركيا
ونوه اللبواني، إلى أنّ الدول المعنية بالقضية السوريةً تحدثت بوقتٍ سابق صراحةً للمعارضة عن أنها لا تملك مشـ.ـكلة مع “الأسد” إذا بقي بالحكم، بينما مشكـ.ـلتها هي الوجود الإيراني في سوريا فقط، لأنه يعد خطـ.ـراً على إسرائيل.
مفاوضات الرحيل
وبيّن “اللبواني” أنّ المفاوضات الدولية في البداية حول رحيل “الأسد” كانت شائـ.ـكة بسبب رفض روسيا، ليبدأ تشديد العـ.ـقوبات على نظام الأسد وداعـ.ـميه وفق قانون “قيصر” الذي صدر مؤخراً.
وهنا شعر “الروس” أنّ القضـ.ـية جدّية والتغيير قادم، فدخلوا بالمفاوضات على رحيل الأسد، وطرحوا بدايةً استلام ضابطٍ علوي من عائلة “الأسد”، ثم تنازلوا إلى ضابط من “الطائفة العلوية”، ثم توصلوا أخيراً إلى شخصية من داخل النظام، يتم التوافق عليها.
وحسب ما صرح اللبواني في حديثه لوكالة ستيب، أن الأسد حاول تقديم اتفاقية سلام جديدة لإسرائيل في محاولة منه للحفاظ على كرسي الحكم، يتخلى من خلالها نهائياً عن الجولان السوري.
لكن القراءة الإسرائيلية كانت مختلفة، واعتبرت إسرائيل أنّ “الأسد” لم يعد يجدي ولن يضيف شيء، ليـ.ـحرق بذلك “الأسد” آخر أوراقه في المفاوضات.
البديل وشكل الحكم
وأكد اللبواني، أنّه تم إعلام المعارضة بالتوافق على بديل للأسد، دون تأكيدات نهائية للاسم والشخصية، وقد تداولت بعض الأسماء مثل “علي مملوك ومحمد ديب زيتون”، وهي شخصيات عليها توافق دولي بسبب علاقاتها.
وبيّن أنّ المعارضة تحدثت عن أنّ الأساس في التغيير هو رحيل “بشار” والنظام الطائفي وعودة الشعب السوري وطرد إيران، وهذا أساس التغيير والحل.
وأوضح بالوقت ذاته، أنه لن يتم إجراء انتخابات وترشيح خلال التغيير الجديد المتوقع، حيث سيقتصر التغيير على تنازل من السلطة نفسها، كأن يسلم “الأسد” نائبه ويرحل إلى “بلا روسيا” حسب التوقعات بدون أي فوضى.
اللبواني يعلق على تغريدة إيدي كوهين
وأكمل اللبواني، تصريحاته، عمّا تداولته وسائل الإعلام التي تناقلت تغريدة الإعلامي الإسرائيلي “إيدي كوهين”، التي أشار فيها إلى المعارض السوري فهد المصري.
وقال اللبواني؛ “يبدو أنّ كوهين قد سمع بالخبر من مصادره، على الرغم من أنه ليس شخصية مسؤولة في إسرائيل فهو يميل إلى الاعلام، وإشارته لصديقه فهد المصري قد تكون من باب الدعابة وجس نبض الشارع لا أكثر، وليست تأكيد على اسم فهد المصري”.
إعلان نهاية الأسد
وعم إعلان نهاية حكم بشار الأسد اعتقد اللبواني، أنّ الوقت أقرب بكثير للتغيير من نهاية العام الجاري، وستتضح الأمور أكثر خلال صيف هذا العام، على الرغم من وضع خيار الفـ.ـشل أو تغيير السياسات بأي لحظة يبقى قائم، إلا أنّ الشيء المقروء حالياً والمتوافق عليه هو رحيل “الأسد” وإيجاد شخصية من داخل النظام تقبل بحل سياسي وإخراج إيران”.
وأضاف، أن “هذا التوافق جاء بمقابل بعض التنازلات لروسيا في الملف الأوكراني، وتثبيت العقود التجارية التي أُبرمت مع حكومة “الأسد”، وإشراكها بإعادة الإعمار في سوريا والتي هي بالأساس مظلة لتقاسم الثروات السورية بحجة إعادة الإعمار”.
إقرأ أيضاً: إعلامي إسرائيلي: بشار الأسد سيخرج من الحكم إلى الأبد والإعلامي فيصل القاسم يعلق
وفي ختام الحديث، قال المحلل والمعارض السوري،: “اعتقد أنّ الأمر كلّه يبقى ضمن التجهيز وقابل للتغير بأي لحظة، إلا أنّ المؤكد أنّ هناك توافق دولي سياسي قد حصل وغالب الأمر أن يبدأ برحيل “الأسد” وتسليم السلطة لأحد من نظامه”.
وتبقى كلّ تلك المعلومات والتحليلات قابلة للتغير والتعديل وفق سياسيات الدول المتغيرة، وبحسب “اللبواني” يجيب أن ترصد في هذه المرحلة التحركات الدولية الجديدة في سوريا، سواءً عسكرية أو سياسية، لتأكيد الأمر، فالشعب السوري اعتاد على تغيير المواقف باللحظات الأخيرة، خصوصاً أنّ حلفاء النظام السوري وداعميه يتبعون سياسات خبيثة قابلة للتغير والتبديل والتنازل بأي وقت.