المسحراتي .. طقس رمضاني متوارث عبر التاريخ تعود أصوله إلى عام “228 هجري” فماذا تعرف عنه ؟
أوطان بوست – فريق التحرير
المسحراتي هو الشخص الذي يتولى مهمة إيقاظ المسلمين، لتناول وجبة السحور، طيلة أيام شهر رمضان المبارك.
ويعرف في المغرب العربي باسم النقار، والمسحراتي عادة ما يستخدم طبلة صغيرة أو مزماراً، وذلك من أجل إيقاظ المسلمين.
يبدأ عمله قبل أذان الفجر “موعد الإمساك” بنحو ساعتين، حيث يجوب الأزقة والأحياء والشوارع، منادياً بعبارات معينة وحاملاً طبلته الصغيرة.
هذا الطقس كان منتشراً بكثرة في القدم، إلا أن ومع التقدم التكنولوجي، بدأ ينقرض تباعاً، ومع ذلك هناك بلدان لا زالت تحافظ عليه.
لمحة تاريخية
أول من كان يوقظ المسلمين على السحور، هو المؤذن الأول في الإسلام “بلال بن رباح”، إلى جانب ابن أم مكتوم أيضاً.
كان يقوم بن رباح برفع الأذان الأول، حتى يستيقظ المسلمون على سحورهم، بحيث يكون معهم وقتاً كافياً لتناول وجبتهم.
وعندما يحل موعد الإمساك، يقوم ابن أم مكتوم، برفع الأذان الثاني، وهنا يمسك المسلمون عن الطعام والشراب وكل ماهو مفطر.
وأول من ابتكر التسحير، هو عنبسة بن إسحاق، وذلك في عام 228 هجري، حيث كان يبادر لإيقاظ المسلمين، طيلة شهر رمضان.
كان بن إسحاق يجوب الشوارع، انطلاقاً من مدينة العسكر في الفسطاط، وصولاً إلى مسجد عمرو بن العاص، وهو يوقظ المسلمين على سحورهم.
أما طبلة المسحراتي، فإن المصريون هم أول من ابتكروها، بينما كان المسحراتي في بلاد الشام، يستخدم الظنابير ويهلل أناشيداً رمضانية.
بينما كان المسحراتي في بعض الدول العربية كالمغرب واليمن، يلجأ لاستخدام أسلوب القرع على أبواب المنازل بواسطة النبابيت.
وهناك عبارات متعددة يرددها المسحراتي، إلا أنها تختلف ما بين بلد وآخر، ولا تكتمل روحانية هذا الطقس إلا بها.
ومن عبارات المسحراتي في مصر: يا نايم اذكر الله، يا نايم وحد الله، السحور يا عباد الله، اصحى يا نايم وحد الدايم.
يا نايم وحد الدايم، وقول نويت بكرة إن حييت، الشهر صايم والفجر قايم ورمضان كريم.
ومن عبارات المسحراتي في سوريا وفلسطين: قوموا على سحوركم، جاء رمضان يزوركم، قوموا وحدوا الله ياعباد الله، يا نايم وحد الدايم.