سياحة و سفر

بُنيَت على مراحل وتصارعت عليها كبرى القوى .. ماذا تعرف عن قلعة الحصن في سوريا ؟

بُنيَت على مراحل وتصارعت عليها كبرى القوى .. ماذا تعرف عن قلعة الحصن في سوريا ؟

أوطان بوست – فريق التحرير

تعد من بين أشهر وأعظم القلاع في العالم، وإن لم تكن هي الأوسع من حيث المساحة، فهي الأضخم على مستوى بنيانها.

لم يكن بناؤها بالأمر السهل، حيث تناوبت عليها العديد من القوى عبر التاريخ، ومرت بمراحل عديدة، تنوعت فيها هوية المسيطر عليها.

قلعة الحصن

تقع قلعة الحصن في سوريا، وتحديداً في القسم الجنوبي من الجبال الساحلية، وتبعد نحو 40كم غرباً، عن مدينة حمص.

ترتفع القلعة 750 متراً عن سطح البحر، ولعل ما يميزها هو موقعها الجغرافي، حيث تقع في منطقة جبلية تتمتع بوعورتها.

تعددت مراحل بناء وتحصين وترميم قلعة الحصن، وتعرضت لعمليات توسيع المساحة في أكثر من مناسبة.

لم يكن اسم “الحصن” الاسم الأول الذي يطلق عليها، فقد سبقه مسميات عدة، وهي: حصن الفرسان، حصن الأكراد، حصن السفح.

تقدر مساحة القلعة بثلاثة هكتارات، وتمتد بالتوازي مع خندقها، على مسافة 170 متراً من الشرق إلى الغرب، و 240 متراً من الشمال إلى الجنوب.

أما على الصعيد المعماري، فتتكون من حصنين رئيسيين، وهما: الحصن الخارجي والحصن الداخلي.

الحصن الخارجي عبارة عن سور خارجي ضخم يحيط بالقلعة، يتألف من عدة طبقات، وهي: غرف حرس، إصطبلات، قاعات، مستودعات.

فضلاً عن ذلك، فإن هذا السور محاط بخندق، فيه أبواب متعددة، منها ما هو متصلاً بسراديب تؤدي للداخل، ومنها ماهو مغلق.

أما الحصن الداخلي، فهو ما وصفه مؤرخون بالقلعة المبنية على قاعدة صخرية، يلفها خندقاً يفصلها عن السور الخارجي.

ويتصل هذا الخندق مع السور الخارجي، بواسطة دهليز يؤدي إلى الباب الرئيسي، ويتمتع الحصن بطوابق وأبراج عالية وعظيمة.

صراع القوى على القلعة

يقول مؤرخون: إن الحصن تعود بداياته إلى العهد اليوناني، عندما بنى اليونانيون معقلاً عسكرياً بين مدينتي حمص وطرابلس.

بينما تعود بدايات القلعة الحالية، إلى عصر ما تسمى بالدولة المرداسية، وتحديداً إلى عام 1031 للميلاد، 426 للهجرة.

حيث أقدم أمير حمص في ذلك الوقت، على استقطاب أكراد الموصل إلى القلعة ليقيموا فيها، ليطلق عليها حينها اسم حصن الأكراد.

في عام 1101م، تعرض الحصن لهجوم من قبل حاكم سواحل عكار الصليبي “ريمون”، إلا أنه فشل في اختراقه بسبب حصانته.

ومن بعد ذلك، بدأت القوى تتصارع على القلعة، التي شهدت تغيرات عديدة على مستوى هوية المسيطر.

ومنها: سيطرة أمير أنطاكيا “تنركيد” على القلعة عام 1110 م، ثم حصارها عام 1115م من قبل سلطان حلب السلجوقي “ألب أرسلان”.

وفي عام 1142, استولى عليها أخوية فرسان القديس يوحنا، أو ما كانت تعرف باسم “الاسبتارية”، باتفاقية مع الصليبيين. وذلك بحسب مؤرخين.

حرر السلطان نورالدين الزنكي القلعة في مناسبتين، أما الأولى فكانت في عام 1163م، بينما الثانية عام 1167م.

وفي عام 1188م، حاصرها السلطان صلاح الدين الأيوبي، لمدة بلغت نحو 30 يوماً، وفقاً لما ذكره مؤرخون.

تعرضت القلعة لمحاولات عدة من قبل بعض الملوك الأيوبيين بهدف تحريرها، وذلك في أعوام 1207م، 1218م، 1229م، 1152م.

في عام 1267م، حرر الظاهر بيبرس الأبراج والحصون القريبة من القلعة، قبل أن يشن هجوماً ثانياً عام 1269م.

وفي عام 1271, بدأ الظاهر بيبرس مرحلته الأخيرة لتحرير القلعة وهي الحصار، الذي استغرق شهراً واحداً، ليتمكن بعد ذلك من تحريرها.

بقيت قلعة الحصن قيد الاستخدام حتى عام 1934م، حيث حُظر حينها استخدامها وأُخليت بالكامل، لتصبح موقعاً تاريخياً وأثرياً.

مقالات ذات صلة