عُرِفَ بلقب بلبل الشام وارتبط اسمه بطقس رمضاني أُغرِمَت به قلوب السوريين .. قصة المنشد الدمشقي الراحل “توفيق المنجد” !

عُرِفَ بلقب بلبل الشام وارتبط اسمه بطقس رمضاني أُغرِمَت به قلوب السوريين .. قصة المنشد الدمشقي الراحل “توفيق المنجد” !
أوطان بوست – فريق التحرير
ارتبط اسمه بطقوس المسجد الأموي، خلال شهر رمضان المبارك، لا سيما أنه المؤذن الذي عرفته مآذن المسجد، والمنشد الذي شغف السوريون بصوته.
هو ذاك المنشد الذي تفرٌد بطقس خاص ومميز في رمضان، ومنحه ميزة مختلفة استشعر بها كل سوري.
المنشد الراحل توفيق المنجد
ولد المنجد عام 1910, في حي القيمرية بدمشق، وهو ابن أحمد الكرتوني، إلا أن لقب “المنجد” نسب إليه، تيمناً بمهنة والده “التنجيد”.
درس المرحلة الابتدائية في مدرسة الإسعاف الخيرية الخاصة، وكان يرافق فرق الإنشاد الديني منذ صغره، وذلك لتولعه وشغفه بهذا المجال.
ونتيجةً لمرافقته الفرق الإنشادية، وحضوره لمعظم المناسبات، تمكن المنجد من خوض تجربته الأولى، مع بعض الفرق الشعبية، في ذلك الوقت.
فقد انضم حينها إلى مجموعة من المنشدين الهواة، وعقب سنوات قليلة، التحق بفرقة إنشاد صوفية، وأصبح منشداً أساسياً فيها.
اكتسب المنجد في ذلك الوقت شهرة واسعة، وبات اسمه يتردد في الأوساط، ليتحول بذلك إلى منشد مرموق يعرفه الجميع.
الأمر الذي دفع وزارة الأوقاف في دمشق حينها، إلى تعيينه مؤذناً للمسجد الأموي، ومنشداً فيه لإحياء مناسيات دينية، من بينها ليالي رمضان.
واشتهر بالعديد من الأناشيد التي كانت تذاع عبر الأثير، خلال السحر والإفطار، منها: “فالقلب لا يخفى عليك، رمضان تجلى وابتسم”.
شهرته ووفاته
حصد المنجد شهرة واسعة، وبات اسمه معروفاً بين السوريين، الذين أطلقوا عليه لقب “بلبل الشام”، وذلك تيمناً بصوته العذب.
التحق المنشد الراحل بالمعهد الموسيقي الشرقي، قبل أن تطلبه شركة كولميا اللبنانية، ليسجل لها عشرة إسطوانات تضمنت بعض الأناشيد الدينية.
لم يكن المنجد بحاجة للاعتماد على الإنشاد كمصدر لرزقه، فهو من الطبقة الغنية، حيث كان تاجر أقمشة له اسمه، في سوق الحرير بدمشق.
واختير الراحل ليشغل منصب رئيس رابطة المنشدين في بلده الأم سوريا، وبقي فيه حتى يوم وفاته.
وللمنجد الكثير من القصائد والنظم الدينية، التي مدح فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، منها:
إلا أن أزورك ياحبيب، نار قلبي لن تنطفئ، بلغوا سلامي للحبيب، يا راحلين يم المصطفى، وغيرها.
توفي المنشد توفيق المنجد عام 1998, بعد 70 عاماً أمضاها بين مآذن المسجد الأموي، وإحياء لياليه التي تميزت في شهر رمضان غيرها.