20 رمضان .. يوم فتح رسول اللهﷺ مكة فماذا تعرف عن أحداث هذا الفتح المبين ؟
أوطان بوست – فريق التحرير
يرتبط شهر رمضان المبارك، بالعديد من الإنجازات الإسلامية، لا سيما أنه شاهداً على انتصارات فارقة حققها رسول الله وأصحابه والمسلمين.
ولعل من أبرز الانتصارات الإسلامية التي شهدها الشهر الكريم، فتح مكة على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك في العشرين من رمضان، سنة ثمانٍ للهجرة.
سبب الفتح
إن السبب المباشر لإقدام رسول الله على فتح مكة، هو نقض كفار قريش لبنود صلح الحديبية، الذي أبرم مع الرسول سنة 6 هجرية.
ومن بنوده أن من أراد الدخول في حلف مشركي قريش فليدخل، ومن أراد الدخول في حلف الرسول فليدخل.
واستناداً إلى هذا البند، دخلت قبيلة “بني بكر” في حلف قريش، بينما دخلت قبيلة “خزاعة” في حلف الرسول الأميٌ الكريم.
وبالطبع إن بين هاتين القبيلتين خصومات قديمة، الأمر الذي دفع بني بكر لمباغتة خزاعة، فهاجموهم وقتلوا وسلبوا منهم.
وعمدت قريش إلى إمداد قبيلة بني بكر بالسلاح والرجال خفيةً، إلا أن الأمر سرعان ما اتضحت معالمه.
أرسلت قبيلة خزاعة إلى الرسول، وأبلغته أن قبيلة بني بكر هاجمتها، بينما قدمت قريش المساعدة لها، ونقضت بذلك بنود الحديبية.
وبعد ذلك أعطى الرسول أوامره للمسلمين للتحرك نحو مكة، نصرة لقبيلة خزاعة، فخرج معه جيش قوامه عشرة آلاف مقاتل.
استشعرت قريش بخطورة ذلك، فأوفدت زعيمها أبوسفيان بن حرب إلى المدينة، لتجديد صلح الحديبية، إلا أن الأوان قد فات حينها.
أحداث فتح مكة
في العام الثامن للهجرة، وتحديداً في اليوم العاشر من رمضان، خرج الرسول على رأس جيشه من المدينة نحو مكة.
وطلب الرسول من القبائل المسلمة حول المدينة، الخروج معه لفتح مكة، فانضم إليه ألفي مقاتل، ليصبح قوام الجيش 12 ألف.
ومن بين تلك القبائل التي طلب منها الرسول الخروج معه، قبائل: “سليم، غفار، جهينة، مزينة، أسلم”.
وفي طريقه إلى مكة، وتحديداً في منطقة تسمى “الجحفة”، التقى الرسول بعمه العباس بن عبدالمطلب رضي الله عنه.
حيث كان العباس مهاجراً برفقة عائلته إلى المدينة المنورة، إلا أن الرسول اصطحبه معه إلى مكة.
وعندما وصلوا إلى وادي “مر الظهران”، استقل العباس بغلة الرسول وانطلق فيها، لعله يجد أحداً من قريش، ليخبره بمقدم المسلمين.
وإن هدف العباس من ذلك، هو تقديم النصح لكفار قريش، وحثهم على طلب الأمان، خيراً لهم من أن يدخل الرسول مكة بالقوة.
وفي الطريق التقى بأبا سفيان حيث كان يجمع الأخبار، فأخبره بضرورة أن يطلب الأمان من الرسول الكريم.
فوافق أبا سفيان وذهب إلى الرسول، ولما دخلا عليه، قال له الصادق الأمين:
“ويحك يا أبا سفيان، ألم يأن لك أن تعلم أن لا إله إلا الله؟، ألم يأن لك أن تعلم أني رسول الله؟.”
وهنا أسلم أبا سفيان، إلا أن العباس أخبر الرسول بأن أبا سفيان رجل يحب الفخر، وطلب منه أن يميزه بشيء.
فقال الرسول: من دخل دار أبا سفيان فهو آمن، من أغلق عليه بابه فهو آمن، من دخل المسجد الحرام فهو آمن.
فسارع أبا سفيان وقال للناس إن محمد قد جاءكم، وأخبرهم بما ميزه به الرسول، ليتفرق الناس ويدخلوا بيوتهم والمسجد الحرام.
ولما وصل الصادق الأمين ذي طوى، قسم جيشه إلى ثلاثة أقسام، وأمرهم بأن بأن يقاتلوا من يقاتلهم فقط.
وعين الرسول عبيدة بن الجراح أميراً على قسم من الجيش، وأعطاه الأمر بسلك طريق بطن الوادي.
بينما عين الزبير بن العوام على قسم آخر من الجيش، وأوكل إليه حمل رايته صلى الله عليه وسلم، والدخول إلى مكة من أعلاها.
كما وأوعز الرسول إلى خالد بن الوليد، أن يكون أميراً على قسم من الجيش أيضاً، وأمره بدخول مكة من أسفلها.
فدخل الجيش فاتحاً دون مقاومة، باستثناء اشتباك اندلع بين مجموعة خالد بن الوليد، ومجموعة قريشية صغيرة أرادت القتال، بقيادة عكرمة بن أبي جهل.
انتهى القتال بينهما بمقتل عدداً من مقاتلي الجانبين، وفرار من تبقى من المجموعة القريشية إلى البيوت، ليأمنوا على أنفسهم.
تمكن جيش الرسول من فتح مكة، فقد دخل الصادق الأمين المسجد الحرام، مقبلاً على الحجر الأسود، ليستلمه ويطوف بالبيت.
وأخذ الرسول يطعن الأصنام بواسطة قوس، وقيل إن عدد الأصنام التي دمرها وطعنها حينها 360 صنماً.
ثم دخل إلى باطن الكعبة المشرفة، وأمر بمسح الصور التي كانت عليها، قبل أن يدور في نواحيها ويصلي فيها.
وعندما خرج عليه الصلاة والسلام منها، أعطى مفتاح الكعبه لعثمان بن طلحة، وأمره أن يبقى أبد الدهر في عائلته.
وتوجه بعد ذلك إلى رجالات قريش، وقال لهم: ما تظنون أني فاعل بكم، فقالوا له: أخ كريم ابن أخ كريم.
ليرد عليهم الرسول: أقول لكم كما قال يوسف لإخوته: “لا تثريب عليكم اليوم.
وقال لهم عبارته الخالدة الدالة على حسن خلقه ورحمته: “اذهبوا فأنتم الطلقاء”، ثم أمر بلال أن يعتلي الكعبة ليرفع الأذان.