العيد في سوريا .. طقوس أكل عليها الأسد وشرب وحوٌلها من فرحةٍ إلى غصة !
أوطان بوست – فريق التحرير
في الوقت الذي من المفترض أن نسلط فيه الضوء على فرحة العيد وطقوسه، التي تحلت بأبهى صورها في سوريا يوماً ما.
هناك جرح نازف قطع الطريق على الفرح، الذي لابد له أن يظهر مهما كانت الظروف، تطبيقاً لأمر الله الذي يقضي بتعظيم شعائر الله.
مع كل فرحةٍ غصة، فطقوس العيد التي عرفها السوريون، أكل عليها الأسد وشرب، وحولها إلى غصةٍ ترافقهم منذ 11 عاماً.
من فرحة إلى غصة
الحلويات بأشكالها المختلفة، والزيارات المتبادلة بين الأقارب، والأسواق التي تعج بالناس، وغيرها من الطقوس لم تعد موجودة.
أين تلك الأسواق المزدحمة اليوم ؟ لن تجدها إطلاقاً في ظل غلاء فاحش واقتصاد متدهور، سرق الأسد ثماره من أفواه السوريين.
في سوريا ليس هناك من هو قادر على شراء نوع واحد من الحلوى، أو جبر خاطر أطفاله بملابس جديدة.
فالأسعار قطعت حاجز الألوف، ومن تلك الألوف لا يوجد إلا القليل منها في حوزة المواطن السوري، الذي لا يكفي دخله الشهري لسد رمق العيش.
حُرم السوريون من تبادل الزيارات بين الأقارب، وهو الطقس الأكثر فضلاً، إلا أنهم فقدوه كما فقدوا غيره.
فاليوم لن تجد بقعة واحدة يجتمع فيها شمل العائلة، لقد تفرقوا في شتى بقاع الأرض، في الداخل السوري ودول المهجر.
زيارات العيد هذا العام مختلفة، ولن تأخذ ذاك الطابع الذي كان قبل 11 عاماً، فلا عوائل مجتمعة، ولا مصافحة مع شروق شمس صباح اليوم الأول في العيد.
تقتصر التهنئة على الإنترنت، الذي جمع بين مهجري الديار، في دول المهجر افتراضياً، من تركيا إلى أوروبا والخليج وغيرها.
كل ذلك من الممكن قبوله، لكن ماذا عن غصة والدة شهيدٍ، باتت تهنئة ولدها لها حسرة تدفع عيناها إلى ذرف الدموع الغالية ؟
آلاف الأمهات السوريات، ينتظرن في صبيحة يوم العيد، أن يقال لهنٌ: “كل عام وأنتي بخير يا أمي”.
لكن الأم التي تنتظر تلك التهنئة، لن تجد من يبادر فيها إليها، فهنا أم لولد معتقل، وهناك أم لولد شهيد.
وما بين هنا وهناك، دموع تذرف من القهر، وطقوس أكل عليها الأسد وشرب، وحولها من فرحة إلى غصة، قرعت أبواب ملايين السوريين.