سياحة و سفر

مسجد بن طولون .. تعرٌَف على أسرار هذا المسجد الذي بُنِيَ قبل 1145 عاماً في مصر !

مسجد بن طولون .. تعرٌَف على أسرار هذا المسجد الذي بُنِيَ قبل 1145 عاماً في مصر !

أوطان بوست – فريق التحرير

يعتبر من أشهر المساجد الأثرية التاريخية، وأقدمها على الإطلاق، كونه حافظ على هيكله المعماري وحالته الأصلية التي اختيرت منذ بنائه.

يعرف بنمطه المعماري العباسي، وتبلغ مساحته نحو ستة أفدنة ونصف الفدان، وله قبتان إحداها كبيرة والأخرى صغيرة، ومأذنة واحدة فقط.

مسجد بن طولون في القاهرة

نُسِبَ اسم المسجد الطولوني، أو مسجد بن طولون، إلى مؤسس الدولة الطولونية، والذي أمر بتشييده “أحمد بن طولون”.

يعود بناؤه إلى عام 877م، حيث شيد فوق صخرة عرفت باسم جبل “يشكر”، واستنسخ مهندسه المعماري هندسته، من طرز مساجد العباسيين.

فقد بني على شكل مربع، ويقع في حي السيدة زينب، التابع إدارياً للمنطقة الجنوبية، في العاصمة المصرية القاهرة.

يعتبر المسجد من بين المساجد المعلقة، إذ يتم الصعود إلى أبوابه الداخلية بدرجات دائرية التصميم.

أما عن أساساته على حدوده البحرية، فقد أقيمت على عمق 5 أمتار، طوله 162.25, متضمناً بذلك مساحة كاملة مع حرمه.

مهندس مسجد بن طولون

اختلف المؤرخون على هوية المهندس الذي أشرف على بناء المسجد، ولم يجتمعوا على اسمه، حتى وقتنا الحالي.

مؤرخون قالوا إن مهندس مسجد بن طولون، هو سعيد بن كاتب الفرغاني، وأشاروا إلى أنه رجل نصراني.

ويُروى عنه أنه بنى عيناً للماء، تنفيذاً لأوامر بن طولون، وبعد أن انتهى منها، أوعز إلى الطولوني أن يأتِ لتقييمها.

ولما جاء وطأت قدمي فرسه على بقعة رطبة من الأرض فسقط، ليأمر بن طولون بسجن وجلد الفرغاني، معتقداً أنه تعمد إسقاطه.

وعندما أراد بن طولون بناء المسجد، أمر بإخراج الفرغاني من سجنه، والذي تعهد ببناء مسجد وفقاً لتصميم معماري رائع.

وبالفعل بعد أن انتهى من بنائه، جاء بن طولون وأعجبه البناء، فمنح الفرغاني عشرة آلاف دينار، إلى جانب رزق وفير واسع.

مؤرخون آخرون قالوا إن مهندس المسجد عراقي الأصل، لأن بن طولون تأثر بطراز المسجد العباسي في العراق “مسجد سامراء”.

وأضافوا أن المهندس العراقي الذي يجري الحديث عنه، اسمه أحمد بن محمد الحاسب.

تاريخ مسجد بن طولون

بعد أن استقل بن طولون عن الدولة العباسية، أمر بتأسيس مدينة خاصة به وبأتباعه وحاشيته عام 870, وأطلق عليها اسم “القطائع”.

إن ضيق مسجد مدينة العسكر بالمصلين، دفعه إلى الأمر لبناء مسجد بن طولون، الذي انتهى بناؤه عام 879م.

بلغت تكلفة بناء مسجد بن طولون مائة وعشرون ألف دينار، علماً أن الطولوني كان قد خصص له في البداية، مائة ألف دينار.

احتضن المسجد العديد من الفقهاء والعلماء وطلاب العلم، فقد درس فيه الربيع بن سليمان، وصلى فيه القاضي بكار بن قتيبة، وغيرهما.

وفي عهد الأشرف خليل بن قلاوون، أمر السلطان بإصلاح المسجد ورفده بالمزيد من الخدمات عام 1296م.

وخصص بن فلاوون، دروساً في الطب داخل المسجد، إلى جانب دروس في الحديث وتفسير القرآن، وتعليم الفقه على المذاهب الأربعة.

مقالات ذات صلة