لماذا تخفٌض بعض الدول قيمة عملتها أحياناً علماً أن ذلك يمهٌد لتدهور اقتصادي ؟

لماذا تخفٌض بعض الدول قيمة عملتها أحياناً علماً أن ذلك يمهٌد لتدهور اقتصادي ؟
أوطان بوست – فريق التحرير
إن الدول تسعى لرفع قيمة عملتها، وذلك حتى تحافظ على تماسك اقتصادها، وتجنب تعرضه للانهيار .. هذا ما نعرفه نحن !
لكن ماذا لو عرفت أن بعض البلدان تتعمد تخفيض قيمة عملتها ؟ لكن هذا لا يعني أنه مؤشر على التدهور الاقتصادي.
إذا ما السبب ؟
قد تبادر الدولة إلى تخفيض قيمة عملتها عن عمد في بعض الأحيان، وبدورنا نعتقد نحن أن الأوضاع مقبلة على الانهيار.
اعتدنا على الربط بين التخفيض والتدهور، لكن في الحقيقة الأمر لا يمكن حصره في هذا الإطار، بل هناك أبعاد أخرى.
عندما تتعرض ميزانية الدولة التجارية إلى خلل، أو تصاب بعجز بنيوي، فإنها ستلجأ إلى حلول معينة لمعالجة العجز الحاصل.
وبعض البلدان ترى أن تخفيض قيمة عملتها، هو من بين الحلول المناسبة، التي من شأنها إعادة التوازن إلى ميزانيتها التجارية.
هذا الحل ليس بالضرورة أن يقضِ على عجز الميزانية بشكل كامل، لكنه يخفف من حدته ومدى تأثيره، على أقل تقدير.
فالتخفيض الذي تقر به الدولة على عملتها المحلية، يساهم في جعل أسعار البضائع المستوردة أغلى ثمناً بالنسبة “للمقيمين”.
وبالتالي فإن المواطن سيقاطع السلع المستوردة التي ارتفعت أسعارها، وسيضطر لشراء بضائع ومنتجات وسلع محلية الصنع، دون أدنى شك.
إن إقبال المواطن على شراء السلع المحلية، ومقاطعة البضائع المستوردة، سيخفض حجم الواردات، التي ستنقص فاتورتها بالعملة الأجنبية.
وهنا تنقلب الصورة رأساً على عقب، حيث تصبح السلع محلية الصنع، أرخص ثمناً بالنسبة للوافدين من خارج البلاد “الأجانب”.
الأمر الذي سيساهم في زيادة حجم صادرات البلاد إلى دول أخرى، إضافة إلى خلق حالة من التنافس، بين السلع المحلية.
وبالطبع إن ارتفاع حجم الصادرات، وانخفاض معدل الواردات، سينعكس بشكل إيجابي على الميزانية التجارية، وسيعيد إليها التوازن من جديد.
وتهدف بعض البلدان من تخفيض قيمة عملتها، إلى الحد من البطالة، ورفع نسبة النمو الاقتصادي، والتشجيع على الإنتاج المحلي.
الخلاصة: ما يجب أن تدركه أن تخفيض قيمة العملة، ليس بالضرورة أن يرتبط بتدهور اقتصادي مقبل، بل ربما بنموه.