أوطان بوست – وكالات
قال المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا “غير بيدرسون” إن الاتفاقات الروسية – التركية ترسخت على الأرض أكثر من الفترة السابقة.
وأشار المبعوث الأممي، خلال جلسة مجلس الأمن الدولي حول سوريا، إلى اتفاق موسكو بين الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” ونظيره الروسي “فلاديمير بويتن” في الخامس من الشهر الماضي.
وتُعتبر إشارة بيدرسن حول الاتفاق الروسي-التركي، والذي يفترض أنه اتفاق ثنائي ومؤقت ولن يُثبّت حدود نفوذ الدول المتدخلة في الملف السوري، تعتبر شرعنة أممية لسلطة تقاسم النفوذ التركي-الروسي، ما قد يعني تأسيساً لتقسيم سوريا كل حسب نفوذ الدولة المنتدبة، وكأن سوريا أمام انتداب جديد.
ويبدو أن الحل الذي كان مأمولاً من قبل الأمم المتحدة ومبعوثها الأممي؛ بات مرتبطاُ بالمصالح الضيقة للدول المتدخلة في الشأن السوري، كما أنه قد لم يعد هناك أي أفق لحل سوري سوري بعيد عن المصلحة الأجنبية التي باتت عناصرها تتغول أكثر في الأرض السورية.
مجلس حكم دولي يدير سوريا؟
الباحث السياسي، صدام الجاسر، يرى خلال حديثه لـ “روزنة” أن بيدرسن سعى من خلال إحاطته الأخيرة اقتناص فرصة وتحقيق نجاح عجز عن تحقيقه المبعوث الأممي السابق ستيفان ديمستورا، معتبراً أن بيدرسن يريد استثمار الاتفاق التركي-الروسي لتحقيق عدة أهـ.ـداف؛ منها تسجيل نجاح في مسيرة الأزمة السورية الممتلئة بالنكسات والاخفـ.ـاقات والعجـ.ـز الأممي عن تثبيت أي اتفاق، وفق رأيه.
إقرأ أيضاً: اتفاق بين القوات التركية وتحرير الشام ينهي اعتصام M4 مقابل فتح معبر ميزناز مع نظام الأسد
وتابع بأن “كل من روسيا وتركيا تدركان بأن الوضع الحالي لا يسمح بأي استئناف للعمليات العسكرية، وإنما ستسعيان لدعم جهود بيدرسن في شرعنة الاتفاق؛ وجعله تحت غطاء الأمم المتحدة مما يمنح البلدين نفوذاً شرعياً في سورياً”.
وأردف بالقول “بيدرسن يرغب أيضاً بهذا الأمر كي يحفظ ماء وجه الأمم المتحدة كونها ومن خلال مباركتها هذا الاتفاق ستحقق انجازاً في سوريا من خلال البوابة الانسانية…
بيدرسن ركز على أن جائحة كورونا تحتم على كل الأطراف إيقاف العمـ.ـليات العسكرية في كافة أنحاء سوريا، وهذا التثبيت سيعطي استدامة للنفوذ التركي والروسي في الشمال السوري، كما سيمنح الوقت لهذه الدول للاتفاق والالتفات إلى قضايا أخرى تهم البلدين”.
إقرأ أيضاً: أمريكا توجه رسالة للسوريين بمناسبة شهر رمضان .. وبيان للأمم المتحدة يحذّر من خطر مُحدِق بجميع السوريين
واعتبر الجاسر أن سوريا الآن أمام “حالة نوعية من الانتداب” تتشارك فيها دولتان، “سوريا عملياً أصبحت تحت انتداب عدة دول.
ويمكن القول إن هناك مجلس حكم دولي مكون من الدول ذات النفوذ في سوريا، وهذه الدول تتعامل فيما بينها على إدارة سوريا كل حسب موقعه ومناطق نفوذه وأدواته التي يسيطر عليها”.
المصدر: روزنة