تاريخرجال

لقب بشاعر العرب ومدح الأمراء وله قصة شهيرة مع سيف الدولة الحمداني ومات بسبب قصيدة هجائيٌة .. قصة الشاعر أبوالطيب المتنبي

لقب بشاعر العرب ومدح الأمراء وله قصة شهيرة مع سيف الدولة الحمداني ومات بسبب قصيدة هجائيٌة .. قصة الشاعر أبوالطيب المتنبي

أوطان بوست – فريق التحرير

أبوالطيب المتنبي، أو ما يعرف بلقب شاعر العرب، كان رجلاً طموحاً، يتميز بكبريائه وشجاعته، ويبرز اعتزازه بشعره، في معظم قصائده.

تنوع شعره ليشمل جوانباً متعددة، إلا أن أفضلها هو ذاك الذي تمحور حول معارك العرب، والخوض في فلسفة الحياة والحكمة.

نشأة أبوالطيب المتنبي

أبوالطيب المتنبي، هو أحمد بن الحسين بن عبدالصمد الجعفي الكندي الكوفي، ولد سنة 915م في الكوفة بالعراق.

نشأ المتنبي إبان فترة عصيبة للغاية، حيث تزامنت نشأته مع صراعات وتوترات سياسية، عنوانها تفكك الدولة العباسية، في ذلك الوقت.

كانت الدويلات الإسلامية تتناثر آنذاك، عدا عن انحسار خلافة بغداد، وسلطانها الفعلي بأيدي القادة والجيش، وجلهم ليسوا بعرب.

ثم ظهرت إمارات طغت عليها الصراعات في بلاد الشام، فضلاً عن غزوات الروم للحدود، وظهور حركات كحركة القرامطة في العراق.

مع كل هذه الصراعات والسجالات، كانت نشأة الشاعر العربي، إلا أنه عاش أفضل أيام حياته لاحقاً، في كنف سيف الدولة الحمداني بحلب.

المتنبي وسيف الدولة الحمداني

هاجر المتنبي وتنقل هنا وهناك، حتى حط رحاله أخيراً في أنطاكية، والتقى هناك بأبوالعشائر, وهو ابن عم سيف الدولة الحمداني.

فأوفده إلى أمير حلب “ابن حمدان” سنة 337هجري، ليمدحه بقصائده وشعره، فلاقى الشاعر قبولاً وإعجاباً من ابن حمدان.

أصبح أبوالطيب مقرباً من ابن حمدان، وسط مودة واحترام بينهما، وأخذا يشاركا معاً في المعارك ضد الروم حينها.

وفي وقت لاحق، تحولت علاقتهما القوية إلى فجوة مصطنعة، فالهمسات تصل إلى المتنبي بأن سيف الدولة غير راض عنه.

وكذلك الأمر بالنسبة لسيف الدولة، الذي كانت تصله همسات لا ترضيه عن أبوالطيب، ليبدأ تشكل الشرخ بينهما.

وما زاد الطين بلة، تلك الحادثة الشهيرة التي تمثلت بقيام ابن خالويه برمي دواة الحبر على المتنبي، بحضور سيف الدولة.

شعر المتنبي بأن كرامته قد جرحت، لاسيما أن الأمير لم يثأر له، فما كان منه إلا أن غادر لحفظ كبريائه.

جفوة الحمداني والمتنبي كانت مصطنعة، فرويَ أن كارهوه هم من اصطنعوها، ويقال لأنه كان مغرماً بشقيقة سيف الدولة “خولة”.

لم يقتصر مديح أبوالطيب في قصائده للحمداني فقط، فقد مدح أمراء فارس وبلاد الشام والعراق، وغيرهم.

مقتله

هجا المتنبي في إحدى قصائده، ضبة بن يزيد الأسدي العيني، وحملت تلك القصيدة في طياتها، كلمات ومصطلحات قاسية بحق ضبة.

وجاء في مطلعها: “القوم ضبة وأمه الطرطبة وإنما قلت ما قلت رحمة لا محبة”.

وفي طريقه إلى الكوفة، رفقة مجموعة من الأشخاص بينهم ابنه محمد وغلامه مفلح، التقى صدفة بفائك بن أبي جهل الأسدي.

وهو خال ضبة، فتصارع الفريقان ونشب القتال بينهما، ما أدى لمقتل المتنبي وابنه محمد وغلامه مفلح أيضاً.

ويقول مؤرخون: إن تلك الواقعة حدثت في منطقة النعمانية، التي تقع على مقربة من دير العاقول، جنوب غرب بغداد.

اقرأ أيضا .. الشاعر امرؤ القيس .. الملك الضٌليل الذي عاش منفيٌاً ومات غريباً بسبب شعره إليكم قصة حياته!

مقالات ذات صلة