موسكو الآن تميل إلى التخـلص من عميـلها “بشار الأسد” سيــئ السمعة

موسكو الآن تميل إلى التخلص من عميلها “بشار الأسد” سيئ السمعة
أوطان بوست – وكلات
بعد خمس سنوات من القـ.ـتال للحفاظ على نظام بشار الأسد في سوريا يبدو أن روسيا تميل الآن إلى التخلص من عميلها السيئ السمعة، لقد ازدادت وحشـ.ـية الأسد وفسـ.ـاده المستمر وأصبح عبـ.ـئاً تفضل موسكو ألا تتحمله.
ثم هناك مشـ.ـكلة إيران؛ إذ يتمتع الأسد وأفراد عائلته وعشائره العلويون بروابط وثيقة وربما لا يمكن اختراقها مع النظام في طهران، وكل ذلك يقوض مهمة موسكو الأساسية هناك: إعادة تأهيل نظام الأسد كرمز للاستقرار قادر على جذب مئات المليارات من الدولارات من الاستثمار الأجنبي لإعادة الإعمار والتي تستعد الشركات الروسية لاستقبالها.
طالما أن أقارب الأسد يواصلون العمل كمـ.ـافيا ويطلقون العنان للقوات الإيرانية التي تستخدم سوريا كقاعدة للعملـ.ـيات لتهـ.ـديد إسرائيل والقوات الأمريكية في العراق فلن تدفع تلك الدول فاتورة إعادة إعمار سوريا.

قال جيمس جيفري المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، في مؤتمر صحفي لوزارة الخارجية يوم الخميس: “إن الأسد لم يفعل شيئاً لمساعدة الروس على تسويق هذا النظام” و”لا يوجد حول الأسد سوى البلطـ.ـجية”.
ومع ذلك فمن غير المرجح أن تستـ.ـغل إدارة ترامب الخـ.ـلاف المتنامي بين الأسد وروسيا، وقال جيفري: “إن إخراج روسيا من سوريا لم يكن هدفنا أبداً وروسيا موجودة هناك منذ 30 عاماً”.
جنون إعلامي
تأتي تصريحات “جيفري” بعد أسبوع واحد فقط من إطلاق وسائل الإعلام الروسية العنان لعدد كبير من التقارير والافتتاحيات التي تستهـ.ـدف الأسد.
سلَّطت المقالات المذكورة الضوء على مخطط فسـ.ـاد نفَّذه النظام في صيف 2019، والذي كذب فيه رئيس الوزراء السوري على المواطنين بشأن ندرة النفط والغاز، لتبرير حدوث انقطاع طويل في الطاقة الكهربائية بسبب بيع الكهرباء السورية إلى رجال الأعمال في لبنان.
إقرأ أيضاً: خبير إسرائيلي يُرجع التحركات الإيرانية في سوريا إلى سببين أحدهما يتعلق بـ”تهدئة إدلب”
من الصـ.ـعب على الأسد ألا يفهم الإشارة من نشر هذه المعلومات من قِبل وكالة أنباء “بريجوزين”.
توحي مقالة الفسـ.ـاد أيضاً بأن عائلة الأسد ليست العائلة القوية الوحيدة في سوريا؛ إذ “هناك أيضاً مخلوف”.
العائلة المالكة
مع أن عائلة “مخلوف” ألقت بنفسها خلف روسيا فإن الأعضاء الرئيسيين في عائلة بشار الأسد مدعـ.ـومون من إيران، وقد انخرط قادة ميليشـ.ـيات القرداحة هؤلاء في اشتبـ.ـاكات مسـ.ـلحة ضـ.ـد الوحدات المـ.ـدعومة من روسيا وعلى رأسهم الأخ الأصغر لبشار، ماهر الأسد.
في الوقت الحالي، يسيطر أعضاء الفرقة الرابعة على العديد من عملـ.ـيات التهـ.ـريب في جميع أنحاء البلاد من البوكمال على الحدود الشرقية لسوريا إلى اللاذقية على الساحل السوري، حيث تم تأجير الميناء لإيران في 1 أكتوبر من العام الماضي.
الأمثلة كثيرة
في 5 يوليو 2019 أعلن خفر السواحل اليوناني ومسؤولو إنفاذ المخـ.ـدرات عن أكبر عملـ.ـية ضبط للمخـ.ـدرات في التاريخ، حيث ضبطت 5.25 طن (33 مليون حبة) من أمفيتامين الكابتـ.ـجون بقيمة 660 مليون دولار مخبأة في حاويات شحن محملة في ميناء اللاذقية في سوريا، وأعقب ذلك سلسلة طويلة من المضبوطات التي قامت بها السلطات اليونانية.
ومؤخراً، في أواخر أبريل/ نيسان، أعلن مسؤولو الجمارك في كل من المملكة العربية السعودية ومصر عن ضبط كميات مماثلة من الأدوية في حاويات تعود إلى اللاذقية.
إقرأ أيضاً: قيادي سوري يوجه رسالة إلى “فلاديمير بوتين” ويؤكد أن مواجهة الشعوب خاسرة
إن التهـ.ـديد الذي يشكله استحواذ إيران على ميناء اللاذقية ودعمها لوكلاء عائلة الأسد المحليين في المنطقة الساحلية السورية يزداد لأن طهران بدأت أيضاً في إحراز تقدم نحو استكمال بناء خط سكة حديد، والتي ستمنح بغداد ودمشق وطهران إمكانية الوصول المباشر إلى السواحل السورية واللبنانية.
إذا نجحت إيران في دمج ميناء اللاذقية مع خط شلمشة للسكك الحديدية فسوف تعزل حميميم عن القوات الروسية في وسط وجنوب سوريا.
إجماع عالمي
تسبب عدم قدرة موسكو على السيـ.ـطرة على الميليشـ.ـيات السورية المدعـ.ـومة من إيران المتورطة في جـ.ـرائم واسعة النطاق والفسـ.ـاد والاعتـ.ـداءات على القوات الروسية بغضب الكرملين فتجاهلت القيادة العسكرية الروسية في سوريا الضـ.ـربات الإسرائيلية على القوات الإيرانية في جميع أنحاء البلاد إن لم تكن تشجعها.
قد لا يكون من قبيل المصادفة أن الهجـ.ـمـ.ـات الإسرائيلية ازدادت بوتيرة ونطاق منذ أبريل/ نيسان بعد موجة مقالات إعلامية روسية تهـ.ـاجم الأسد ونظامه.
إقرأ أيضاً: صحيفة مصرية مقربة من السيسي تكشف عن تفاصيل جديدة للإطاحة بـ “بشار الأسد”
بدون روسيا وجدت إيران نفسها الرجل الغريب في سوريا، وهي الوحيدة التي تريد استمرار الحـ.ـرب، في حين أن معظم اللاعبين الدوليين الآخرين تعبوا وهم يسعون ببساطة إلى تجميع سوريا.
وقد قام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بصنع السلام مع موسكو حيث وافق فعلياً في مارس الماضي على وقف إطـ.ـلاق النـ.ـار في إدلب.
ومن المفارقات أن رغبة أردوغان في الإطاحة ببشار والتي طال أمدها تؤتي ثمارها، وإن لم يكن كما كان متوقعاً لأن طرد الأسد قد يأتي الآن على يد روسيا وليس على يد الثورة التي قامت لأجل ذلك!
المصدر: ذا دايلي بيست + نداء سوريا