اتفاق “روسي – تركي” حول عين عيسى وضوء أخضر للجيش التركي .. وقسد أمام خيارَين لا ثالث لهما

اتفاق “روسي – تركي” حول عين عيسى وضوء أخضر للجيش التركي .. وقسد أمام خيارَين لا ثالث لهما
أوطان بوست – وكالات
أعلن الاحتـ.ـلال الروسي عن اتفاق مع الجانب التركي حول إقامة نقاط عسكرية مشتركة لقواته وميليشـ.ـيات الأسد في مدينة عين عيسى بريف الرقة.
وهذا في مسعى لروسيا لمنـ.ـع هجـ.ـوم تركي محتمل على المدينة الخاضعة لسيطـ.ـرة ميليشـ.ـيات قسد، وسط غياب أي تعليق تركي على الاتفاق الذي يعرقل الأهداف التركية في المنطقة.
ونقلت وكالات روسية عن مسؤول قاعدة حميميم التابعة لوزارة الأوقاف الروسية، اللواء “فياتشيسلاف سيتنيك”، قوله “بهدف تعزيز الجهود لإرساء الاستقرار في منطقة عين عيسى وصلت اليوم إلى هناك وحدات إضافية للشرطة العسكرية الروسية”.

وأضاف الضابط الروسي في بيانه: “تم سابقا خلال مفاوضات مع الطرف التركي التوصل إلى اتفاقات حول إقامة نقاط روسية سورية مشتركة”.
ودعا في الوقت ذاته إلى وقف التصـ.ـعيد بين في المنطقة بين ميليشـ.ـيا “قسد” والجيش الوطني المدعوم من القوات التركية.
تعزيزات من الشرطة العسكرية الروسية
وتحدثت وسائل إعلام روسية تحدثت أمس، عن وصول تعزيزات من الشرطة العسكرية الروسية إلى عين عيسى في إطار ما وصفته “تهدئة الأوضاع وقمـ.ـع الاستفزازت المسـ.ـلحة”.
وأرفقت وسائل الإعلام صورا وتسجيلات مصورة لانتشار تلك القوات (الروسية وميليشـ.ـيات أسد) في المنطقة.
البيان الروسي “الأحادي” يأتي بعد مفاوضات عديدة جرت في المنطقة بين القوات التركية والروسية في مسعى لتحديد مصـ.ـير المدينة
والتي تعتبر العاصمة الإدارية لميليشـ.ـيات قسد المسيطرة على المنطقة، بعد هجـ.ـمـ.ـات تركية مكثفة تهدف للسيطرة عليها وإبعاد خـ.ـطر الميليشـ.ـيا عن الحدود التركية.
لكن الجانب التركي لم يعلق على الاتفاق حتى ساعة إعداد هذا التقرير، كما لم تتحدث ميليشـ.ـيات قسد عن موافقتها على البيان الروسي
فيما تحدثت وكالات تابعة للميليشـ.ـيا (قسد) عن قصـ.ـف متواصل على عين عيسى ومصدر القوات التركية والجيش الوطني السوري.
نقاط مراقبة مشتركة
وسبق أن أعلنت قسد قبل أسابيع توصلها إلى اتفاق مع ميليشـ.ـيات الأسد برعاية الاحتـ.ـلال الروسي لنشر نقاط مراقبة مشتركة في محيط عين عيسى على الطريق الدولي بريف الرقة.
وهذا لمواجـ.ـهة العملية العسكرية التركية المرتقبة، بحسب مسؤول “قسد” في مدينة تل أبيض “رياض الخلف”، الذي أشار إلى أن الاتفاق يقضي بنشر نقاط مراقبة مشتركة مع الجيش الروسي وميليشـ.ـيا الأسد على الطريق الدولي “M4” في المنطقة.
لكن سرعان ماعادت الميليشـ.ـيا لنفي أي اتفاق ومهـ.ـاجـ.ـمة الموقف الروسي بسبب مواقفه “الابتـ.ـزازية” حول وقف الهجـ.ـمـ.ـات التركية على المنطقة.
وكانت روسيا حاولت خلال الفترة الماضية ابتـ.ـزاز ميليشـ.ـيا قسد بترك مدينة عين عيسى الاستراتيجية شمال الرقة، للأتراك في حال عدم الرضوخ لمطالبها وتسليم البلدة لميليشـ.ـيا الأسد.
قسد بين خيارين
وهـ.ـددت عبر تقرير مبطن نشرته وكالة سبوتنيك الروسية عنونته بـ” مدينة عين عيسى الاستراتيجية .. قسد بين خيارين تسليمها للجيش السوري أو سيناريو عفرين”، وفق تعبير الوكالة.
ونقلت الوكالة في تقريرها عن مصادر لم تسمها أن “قسد أمام خيارَين لا ثالث لهما؛ الأول يمكن تسميته بخيار عفرين”، في حال أصرت على القـ.ـتـ.ـال والدفاع عن تلك المدينة
وبالتالي خسـ.ـارتها بسبب التفوّق التركي بالأسـ.ـلحة والعـ.ـتاد، وأما الخيار الثاني الذي لا ثالث له فهو تسليم المدينة لميليشـ.ـيا الأسد
وعودة مؤسسات النظام والسكان النازحين إليها بشكل كامل، بدعوى أن ذلك سيحمي “الآلاف من المدنيين من التهجير القسري”.
ضوء أخضر للجيش التركي
مقابل ذلك وجهت ميليشـ.ـيا قسد انتقـ.ـادات لاذعة للقوات الروسية في الفترة الماضية بسبب “إعطاء الضوء الأخضر” للجيش التركي وترك البلدة لمصيرها
خاصة مع طلب الروس تسليم البلدة لميليشـ.ـيا الأسد مقابل وقف الهـ.ـجوم التركي المرتقب عليها، الأمر الذي رفضته “قسد”.
وكثفت أنقرة تهـ.ـديداتها خلال الأسابيع والأشهر الماضية باستـ.ـئناف عملياتها العسكرية في مناطق شرق الفرات والتي تهدف لإبعاد ميليشـ.ـيا “قسد” عن حدودها الجنوبية باعتبارها منظمة “إرهـ.ـابية” على القائمة التركية.
أبرز تلك التهـ.ـديدات جاءت على لسان الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”، بإمكانية استئناف العملية العسكرية ضد “قسد” في شرق الفرات بقوله: إن “المناطق التي تحوي إرهـ.ـابيين في سوريا، إما أن يتم تطهيرها كما وُعدنا أو نذهب ونفعل ذلك بأنفسنا”.
وكانت ميليشـ.ـيا الأسد دخلت مناطق الجزيرة شرق الفرات العام الماضي للمرة الأولى منذ عام 2012
وانتشرت حينها بموجب العملية التركية في نقاط حدودية برفقة الاحتـ.ـلال الروسي، لما أسمته “الدفاع المشترك ضد الاحتـ.ـلال التركي”
لكن الخـ.ـلاف بين الأسد وقسد ما زال قائما لرغبة حكومة الأسد بعودة السيـ.ـطرة على تلك المناطق وطرد ميليشـ.ـيا قسد منها.