Site icon أوطان بوست

قيادي سوري: سورية إلى أين ؟! .. وإيران تتحرك وفق إستراتيجيتين في سورية

الثورة السورية

قيادي سوري يكتب: سورية إلى أين ؟! .. وإيران تتحرك وفق إستراتيجيتين في سورية

أوطان بوست – رأي – مصطفى سيجري

نشر رئيس المكتب السياسي في “لواء المعتصم” التابع للجيش الوطني السوري “مصطفى سيجري” سلسلة من التغريدات عبر حسابه في موقع تويتر، أشار فيها إلى تحركات الدول المتنفذة في الشأن السوري.

– رسائل داخلية:

لسنا أولوية المجتمع الدولي، ولن تكون مصالح الشعب السوري مقدمة على أي من مصالح الدول المتنفذة في الشأن السوري، تسع سنوات من المـ.ـعارك والاستنزاف كانت كفيلة بربط كل القوى المحلية بالفاعلين الدوليين والإقليميين، والسبب في ذلك البحث عن الحسم ورفض الاستسلام للآخر.

وصلنا لمرحلة وإذ بالجميع قد استفاد إلا القوى الثائرة ونظام الأسد، وشعبنا كان الخاسر الوحيد، نضالنا وكفاحنا إلى الآن لم يثمر، وإجرام الأسد ومجازره بحق شعبنا -معارضة وموالاة- لم يساعده على الحسم.

القيادي في الجيش الوطني السوري مصطفى سيجري

والحقيقة الثابتة أن الاستمرار بهذا الاداء سيعزز مكاسب الخارج على حساب الداخل.

والسؤال الآن ماذا يريد الفاعلون الدوليون المتنفذون في سورية، وماذا عندما تصطدم .. و”ستصطدم” مصالحهم بمصالح القوى المحلية؟

إقرأ أيضاً: معارض سوري: موسكو تتواصل مع شخصيات سورية ذات تأثير بحثاً عن حل سياسي

إيران⁩ والإستراتيجية الإيرانية في سورية إلى ما بعد .. بعد مرحلة الأسد، اليوم باتت إيران أكثر تغلغلا في المجتمع السوري، حسينيات / تجنيس/ تجنيد وووإلخ..

– تتحرك إيران وفق إستراتيجيتين في سورية

– تدرك إيران أن الرهان على شخص بشار الأسد رهان خاسر، وأن الطائفة العلوية لن تكون حاضنة للمشروع الشيعي، لذلك تعتمد دعم شيعة سورية وتجنيس الميليشـ.ـيات والمراجع الدينية، ونشر التشيع داخل المناطق السنية الأكثر فقراً، والاستملاك في المناطق الحيوية، ومشاركة الطبقة التجارية والصناعية

– تقوم السياسة الإيرانية في سورية على دعم بشار الأسد وكأن الحكم قد أستقر له وإلى الأبد، وتتحرك في سورية وداخل المجتمع السوري ومؤسسات النظام وكأن بشار الأسد سيسقط غداً.

لا تثق إيران بروسيا ولا بالنظام ولا بالطائفة العلوية ولا بالروابط السياسية، إنما بالعلاقات والروابط العقائدية

– ⁧روسيا⁩ والاستراتيجية الروسية في سورية القائمة على استغلال الظروف الدولية والتمدد باتجاه المتوسط وتثبيت القواعد العسكرية، والاستفادة من “الحكومة الشرعية” بالقدر الذي يضمن تحقيق أعلى نسبة من المكاسب مع ضمان الحفاظ على المصالح الروسية الثابتة دون الدخول في مواجهات دولية وإقليمية.

إقرأ أيضاً: أهم منظومات الدفاع الجوي التركية في إدلب .. وضابط منشق: تركيا تتجهّز لجميع السيناريوهات

– يتحرك الروس في سورية وفق نظرية القوة، وذلك أن القوة وللقوة وحدها الكلمة الفصل في إرغام جميع الأطراف الداخلية والخارجية على القبول بالرؤية الروسية القائمة على كسر أي مقاومة واخضاع الجميع بالقوة، حيث لم يجدوا حرجاً لذلك في استخدم كل الأدوات غير الأخلاقية أو القيمية أو الإنسانية.

– وهذه الاستراتيجية الروسية لن تقف عند حدود القوى الثورية أو الانفصالية، وعليه كانت ومازالت تثير المخاوف لدى الأسد، فقد أدرك النظام إن هو بات عائقاً أو حاجزاً دون إستمراره بضمان تحقيق المصالح الروسية فسوف يتم ضربه أو التخلي عنه في مرحلة ما، لذلك اعتمد المناورة بين موسكو وطهران.

إقرأ أيضاً: نزاعات روسيا مع إيران تنهي علاقة العسل بينهما في سوريا

– تقوم السياسة الروسية في سورية على دعم نظام الأسد بما يضمن المصالح الروسية، وتطويع جميع القوى الداخلية، في محاولة لفرض الرؤية الروسية واستعادة الأمجاد السوفيتية في إدارة الدول والشعوب المحتلة، وتعيين القائم بالأعمال دون النظر إلى الآمال والتطلعات والحقوق الأساسية للشعب السوري.

– ⁧أمريكا⁩ والإستراتيجية الأمريكية في سورية القائمة على ضمان تحقيق الرؤية الإسرائيلية في سورية، نتيجة النفوذ الاسرائيلي داخل الإدارات الأمريكية، فإن تعارض ذلك مع المصالح الأمريكية فالمصلحة الإسرائيلية مقدمة على المصالح الأمريكية في المنطقة وفي هذا جواب على الأسئلة التالية:

– استمرار الحـ.ـرب وعدم السماح بإسقاط الأسد وتدمير الترسانة العسكرية واستنزاف جميع الأطراف وتفكيك المجتمع، ودعم القوى الإنفصالية، والعمل على تقسيم سورية كل ذلك وغيره ليس مصلحة أمريكية، ولا يعبر تاريخياً إلى حد ما عن السياسة الأمريكية، ولدينا النموذج الياباني والألماني والخليجي.

إقرأ أيضاً: فهد المصري يشكل مجموعة تهدف لطرد إيران من سوريا.. وإيدي كوهين يعلق: الرئيس يشكّل جيشاً

– وعليه يجب التفريق بين الإستراتيجية الأمريكية “الإسرائيلية” في عهد أوباما، والسياسة الأمريكية الحالية بقيادة السيد جيفري القائمة على إصلاح أخطاء الماضي -وفق المستطاع” والعمل على تقديم المصالح الأمريكية، وكان ذلك حاضرا في وقف الصـ.ـراعات العبثية مع تركيا حول الملف السوري.

– وعليه يمكن القول أن السياسة الأمريكية الحالية تجاه سورية -تحت الاختبار- والتجربة أثبتت أنه علينا التحرك وعدم الانتظار، تفعيل اللوبي السوري الضاغط في واشنطن والتعاون مع السيد ⁧جيفري⁩ في سورية أحد أهم الأدوات لضمان العمل وفق المصالح السورية الأمريكية، وبناء العلاقات المثالية.

– ⁧تركيا⁩ والإستراتيجية التركية القائمة على الدعم الكامل لإرادة التغيير في سورية “سياسياً وعسكرياً” عند (انطلاقة الثورة السورية).

وحماية الحدود الجنوبية التركية والملايين من المدنيين السوريين داخل الأراضي السورية عبر إقامة المنطقة الآمنة ومنع الحسم العسكري لصالح النظام (الآن).

– تقوم السياسة التركية الحالية على عدم السماح بتغليب الحل العسكري، والدفع باتجاه الحل السياسي من خلال التواجد العسكري في الشمال السوري، ودعم القوى الثورية، والشراكة مع القوى المحلية في الحـ.ـرب ضد التنظيمات الإرهـ.ـابية، وبذلك تمنع محاولات إعادة إنتاج الأسد أو تقسيم الأراضي السورية.

– إلا أن النوايا والجهود الصادقة للقيادة التركية لم تكن قادرة على حسم المعـ.ـركة لصالح القوى الثورية ولا إلى وقف معاناة الشعب السوري.

وذلك لأن المعـ.ـركة لم تقف عند الحدود السورية بل وصلت إلى عمق الأراضي التركية، وبات على القيادة التركية أن تختار بين الأولوية الداخلية والخارجية.

– وعليه فإن ما سبق يؤكد أن -طوق النجاة- والحلول يجب أن تكون ( سورية سورية )، دائماً وأبداً سيبحث الأخ والصديق والحيادي والعدو عن الأولوية وستكون المصلحة الشخصية مقدمة على أي مصالح جانبية.

لابد من مراجعات ومبادرات توقف المعاناة السورية، وتقدم المصالح السورية على المصالح الخارجية.

– استمرار المعركة وبذات العقلية والأدوات سيعزز المكاسب الخارجية وعلى حساب أهلنا وشعبنا، وسيقضي على الآمال والتطلعات والحقوق الداخلية، سنصل إلى مرحلة نكون فيها (جميعاً .. جميعاً) داخل أرضنا ووطننا “موظفين” عند القوى الخارجية، وسنفصل من -الوظيفة- إن تجرأنا على المطالبة بالتغيير.

إقرأ أيضاً: إعلامي سوري: الولايات المتحدة رفعت الغطاء عن بشار الأسد .. وهناك اتفاق على تغيير المعادلة السياسية بسوريا

– الدعوة هنا ليست للمجـ.ـرمين، وليست للقـ.ـتلة المأجورين، الدعوة هنا للصادقين المخلصين، تسع سنوات والبعض وجد في الثورة -ثروة-.

والبعض الآخر ومن الطرف الآخر وجد فيها الفرصة لبناء امبراطورية وهمية، وآخر لعب على المظلومية، لن تقام الدولة الكردية ولا الدولة الأسدية ولا الدولة السنية. 

– أقصى ما يمكن لنا اليوم فعله العمل على استرجاع سورية، سورية لكل السوريين، تصان فيها الحقوق والحريات، وتحفظ فيها الكرامات، وتقدم الكفاءات، ويحاسب فيها الخارج عن القانون، ويحتكم فيها إلى صندوق الانتخابات، وتقدم فيها المصالح الوطنية الداخلية على المصالح الشخصية والخارجية.

بقلم: مصطفى سيجري

Exit mobile version