Site icon أوطان بوست

محمد سعيد سلام: “الموقف السوري في الوقت الفصل”

الموقف السوري في الوقت الفصل

إضاءة سياسية بعنوان: “الموقف السوري في الوقت الفصل”

أوطان بوست – رأي – محمد سعيد سلام

لا يمكن النظر إلى خطوة التقارب مع العصابة المجرمة في سورية على أنها إجراء مسموح به، ومن حق الجهة المتقاربة أن تبحث عن مصالحها ! 

هذه لغة سياسية تمييعية متهالكة، وهي هي لغة الضعفاء أو المنتفعين أو الأجراء، وتقرر لفة الأقوياء أن كل من يتواصل مع العصابة

يعتبر في خانة أخلاقية سلبية تتناقض مع الشعب السوري، وتتعارض سياسيا مع ثورته الداعية إلى الحرية والكرامة القائمة على السيادة

وأن الأيادي التي صافحت أو ستتصافح على مائدة دماء السوريين يجب أن تعجن بالخزي والعار على رؤوس الأشهاد، ولن تغسلها التبريرات الهشة بالكلمات الملتوية والمنطق المنافق والسلوك الكاذب.

ملفات كبرى

وإن هاتين اللغتين تشملان ملفات كبرى، وحاضرتان في كثير من المستويات الإقليمية والدولية؛ لكنهما على مستوى الثورة السورية الأهم حضورا والأكثر بروزا وإلحاحا

ونشاهد بأم أعيننا حالات الخوف والتراجع والهروب والقصور والتلاعب بالألفاظ التي تتطابق مع حالات أذار 2011 إلى حد بعيد .

وإن تصريحات الهياكل السياسية المصنعة وحكومتهم بعد أن تم استدعاءهم من قبل الخارجية التركية

وإجلاسهم على الطريقة التي تنسجم مع هياكلهم الأبعد ما تكون عن السوريين الأحرار؛

تدل على مدى الإسفاف السياسي الذي تعيشه هذه الهياكل بكل أفرادها منذ فترة مبكرة من تأسيسها

وهكذا تصريحات ليست غريبة، وليست مادة معتبرة أو جديرة بالنقاش إلا بحسبانهاحجة على الطيبين الذين يراهنون على أمثال هؤلاء

وحجة إضافية على من يسمونها حتى اللحظة أو وقت قريب “بمؤسسات الثورة”، ويأملون بإصلاحها !!

وإن بيان ” الجيش الوطني ” يؤكد موقع هؤلاء تجاه مشغلهم المتعدد، ويثبت فاعلية الكتلة المالية الشهرية، ونجاعة تسهيل عملية الدخول والخروج عبر الحدود

ويظهر مآل الدعوة إلى فتح الجبهات ونتائجها، ويذكرنا بمجريات حلب في 2016، ويبين أن السواعد التي كتبت

أو وجهت إلى إصدار هكذا بيان لا يمكنها أن تجسد إرادة السوريين الأحرار بأدنى قدر، فقد باتت ممسوكة ومرتهنة

ولن يأتي من ورائها إلا إضاعة الوقت وتبديد الجهود وإنبات الأمنيين الذين يعرفون على أنفسهم في وقفة المحامين الأحرار على الطريقة الدنيئة نفسها لدى عصابة الإجرام. 

الأمنيون وصغار النفوس والعبيد والطابور الخامس العاملون ضد بلدهم عند أجهزة مخابراتية خارجية يجب فضحهم، وهم أكثر خطرا من عملاء العصابة

وردا على تصويرهم اللافتات واحدة واحدة ومن ثم ترجمتها إلى عدة لغات وإرسالها إلى مشغليهم ليسبروا من خلالها رؤية السوريين وعزيمتهم

فلتزد جرعة هذه اللافتات ووضوحها في إزاحة العصابة رغما عن كل رئيس أو ملك أو أمير أو غفير يتنطح ليعاند إرادتنا؛

ولتقرع هتافات السوريين الجريئة آذان أولئك، ولتبهت كياناتهم، ولتكن اللافتات بأيادي أطفال الحرية فوق رؤوس الرجال، لعلهم يفهمون الرسالة. 

ولن تجر الراديكالية صاحبة الخطابات الرنانة والشعارات الفضفاضة إلا مزيدا من الخيبة والخضوع عبر سلوكها الإذعاني الذي سلم المناطق

ولاحق البنية الثورية وفتك بها، إلا من استزلمهم ولينهم واستخف بهم واستثمر في نقاط ضعفهم فخدموا الراديكالية وأطاعوها كحاشية العصابة في دمشق، أو يزيد . 

والاختباء وراء 2254 يدعو للشفقة على المتعلقين والمتدثرين به، الذين لم يريدوا، أو لم يستطيعوا أن يحركوا ساكنا تجاه المعتقلين

وبدل أن يفك الإقليمي والدولي ومنظمتهم الأممية الحصار عن مناطق جغرافية حرة وكبيرة في نهاية سنة 2015

وما بعدها اقتلعوها من جذورها في 2018، وزادوا من معاناتها، ثم يدعون وقوفهم إلى جانبنا ! وهناك من يصدقهم حتى حينه !

فماذا ينتظر من هؤلاء وأدواتهم إلا ما كان بالأمس؟! 

ومن تنكر للدم والعرض ولم يكن أهلا لتنفيذ تعهداته التي قطعها على نفسه، سيسرق منا الموقف، وسيختلس الأرض، فهل نثق به مرة ألف ؟! 

ولا مجال البتة للتجريب في مصير ثورة عظيمة تقف على مفترق خطير، ومرحلة كسر عظم بيننا وبينهم .

إن رفع وتيرة المظاهرات، وإطالة زمنها، وإحكام تنظيمها، ومنع اختراقها، والاهتمام بالكلمات التي تلقى فيها، ومنع شرف التحدث فيها

إلا لمن ثبتت نزاهته واستقلاليته وانتماءه السوري وفهمه السياسي، والارتقاء بشعاراتها والحفاظ على مهنيتها ودقتها؛

يساعد كثيرا في تحجيم الأدوار الإقليمية الوظيفية، ومنعها من التضخم المرضي والواهم بأحلام تاريخية بائدة الضار بها قبل غيرها

وإفهام حكام المنطقة دون استثناء أحدهم أن الشعب السوري عبر ثورته السيادية هو الجدير بقيادة المنطقة عاجلا أو آجلا،

وأن المتاجرة بحدوده والتلاعب ببنيته البشرية في المعتقلات والمخيمات داخل الحدود وخارجها لن يمر دون محاسبة

وإن التهديدات تلميحا أو تصريحا لا يخيف أطفال سورية فضلا عن نسائها ورجالها الذين يعلمون إمكاناتهم وثرواتهم وحاجة الآخرين لها

أكثر من حاجتنا لهم، ولن تنجح عملية التركيع، فكما فشل المجرم القابع في دمشق وسيداه الإيراني والروسي المتداعيان سيفشل الأميركي وخادمه الوظيفي منفردا أو متعددا .

وفي حال تراجعهم غير المؤكد حكما، فعلى الثورة أن تزداد تيقظا وحذرا وفطنة وتدبيرا وتوقعا لإجراءات عقابية ضد الثوريين البارزين

وشعبنا العظيم على طريقة فورد الأميركي عندما كان يسمع كلاما ثوريا قويا فإنه يقول دون خجل: إذن انتظروا شهورا ستة إضافية. 

ولا يغيب عنا أن ثنايا الكلمة تقول: لا حرج ببقاء المجرم وبراميله المتفجرة ومجازره، وسجونه والاغتصاب فيها، والتجويع والتشريد لفترة قادمة، وممنوع التغيير السياسي .

وما زالت هذه منهجيتهم حتى يتحقق ” الحل السياسي ” المراد وفق قرارهم 2254 بحكومة مشتركة من أزلام المعارضة

الذين خبرنا سلوكهم الانبطاحي منذ 12 سنة ومجرمي العصابة الذين كابدنا توحشهم منذ ستين سنة، أو توسيع الفلتان بأبشع صوره ! 

فما العمل في ظل المظاهرات وما بعدها ؟

إن البداية الحقيقة تتجلى في تحرير الإرادة السورية واستقلاليتها بما يتناقض مع الكلام الشنقيطي في مقال الجزيرة وأمثاله المعجون بالتبعية

والتخبط والتلبيس، فمن جهة يصوب على الأميركي، ثم يمدح الوظيفي الذي لا يقوى على تحدي إرادته

فكيف يكون من هكذا شأنه حليفا للثورة ! أو قادرا على صنع المواقف المصيرية واتخاذ القرارات القوية !

من أراد أن يتابع في حمل الراية الثورية عليه أن يواجه هذه المعادلة ويكسرها بكل جرأة؛ أو سيدخل في نتائج أوسلو الفلسطينية

ومصير الطائف السعودي اللبناني، وميليشاوية بغداد، وأتون اللجنة الدستورية التي تختزل الثورة بدرك مهين .

أوطان بوست:  محمد سعيد  سلام  10 / 1 / 2023

Exit mobile version