سوريا

صحيفة: مساعي روسية للتوصل إلى تسوية سياسية وتحضيرات لمرحلة ما بعد الأسد

صحيفة: مساعي روسية للتوصل إلى تسوية سياسية وتحضيرات لمرحلة ما بعد الأسد

أوطان بوست – فريق التحرير

سلطت صحيفة “القبس” الكويتية الضوء في تقرير لها، على خيارات الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” فيما يخص الملف السوري في ظل التطورات الأخيرة على الساحة الدولية.

وقالت الصحيفة؛ إن الروس باتوا يسابقون الزمن من أجل تنفيذ مخططاتهم في سوريا من أجل الحفاظ على المكتسبات والمصالح الروسية قبل نهاية العام الجاري.

ونقلت الصحيفة عن مصدر خاص، قوله؛ إن روسيا تبذل جهوداً مضاعفة، من أجل التوصل إلى تسوية سياسية في سوريا، على أن تكون التسوية متناسبة مع المصالح الروسية قبل نهاية العام الجاري، أي قبل وصول إدارة أمريكية جديدة إلى البيت الأبيض.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين / صورة من الإنترنت

ولفت المصدر، إلى أن روسيا تعتبر الخاسر الأكبر من الناحية الاقتصادية بعد دخول “قانون قيصر” حيز التنفيذ، وأنها تريد ضمان حصولها على عائدات ضخمة جراء تدخلها المباشر لمساندة نظام الأسد.

وبينت الصحيفة، أن سوريا الآن في حالة “ستاتيكو”، وهذا المصطلح الذي يعرف بأنه قانون لإبقاء على الأوضاع الراهنة في مكان جغرافي محدد على ما هو عليه، ومحاولة عدم إجراء أي تغييرات تذكر من كافة النواحي إن كان على المستوى الميداني أو السياسي.

إقرأ أيضاً: روسيا تطرد قوات الأسد من حقل نفطي في دير الزور .. وتسحب البساط من تحت إيران

وأشارت الصحيفة، إلى أن روسيا، تسعى لإبقاء الوضع في سوريا على ما هو عليه الآن، وذلك في انتظار نتائج الانتخابات الأمريكية التي سيكون لها دور كبير في حسم الأمور بما يتعلق بالتفاهمات حول الملف السوري.

الالتفاف على قانون قيصر

وفي سياق متصل،  يرى الكاتب السياسي خضر الغضبان في حديثه مع القبس الكويتية؛ إن موسكو تسعى للالتفاف على قانون قيصر من البوابة الجنوبية لسوريا، كون القانون يلحق الضرر بشكل كبير بروسيا، على عدة أصعدة  من أجل أن تضع بأيديها ورقة تفاوضية رابحة في الفترة المقبلة”.

وأضاف الكاتب، بأن روسيا تحاول  تثبيت نفوذها العسكري جنوبي سوريا، بمحافظتي “درعا – والسويداء” من أجل أن تخلق  مناطق استراتيجية خاصة بها.

كون المناطق الأخرى تقع إما تحت سيطرة واشنطن أو أنقرة أو طهران أو قوات سوريا الديمقراطية أو فصائل المعارضة أو قوات نظام الأسد.

إقرأ أيضاً: أويس مخللاتي يهاجم زهير رمضان ويقول له “أنت لا تمثلني روح نضب” ويكشف علاقته بأسرته

واعتبر الكاتب السياسي “خضر الغضبان” خلال حديثه لصحيفة القبس، أن روسيا  ترغب بتعزيز تواجدها العسكري في سوريا، خاصة بعد أن نجحت بالوصول إلى المياه الدافئة عبر إنشاء قاعدة “طرطوس” البحرية.

ورأى الكاتب، أن الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” حقق مكتسبات جيواستراتيجية بسبب التدخل الروسي في سوريا.

وأوضح الغضبان،  أن القيادة الروسية أصبحت تدرك تماماً، أن كل تلك الانتصارات الميدانية يجب أن تترجم إلى مكاسب وامتيازات تحصدها روسيا في الأيام القادمة.

مرحلة ما بعد الأسد

وفي ذات السياق، أشار مصدر سوري معارض للصحيفة ذاتها، أن  اللقاءات التي جرت مؤخراَ بين مسؤولين روس ورئيس الائتلاف الأسبق “معاذ الخطيب” في الدوحة.

وتأتي هذه اللقاءات في إطار المساعي الروسية، لإقناع الخطيب بالانخراط في تشكيل حكومة يكون صلبها المعارضة المعتدلة لإدارة المناطق الجنوبية من سوريا حتى لا تشملها العقـ.ـوبات الأمريكية.

وأشار المصدر، إلى وجود تحضيرات روسية لمرحلة ما بعد الأسد، لافتاً إلى أن المسؤولين الروس عقدوا اجتماع مع أكثر من 10 شخصيات سورية معارضة من أجل إيجاد رؤية واضحة بشأن عملية التسوية السياسية في البلاد بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2254.

إقرأ أيضاً: كاتب روسي: لو قررت موسكو إزالة الأسد من السلطة فقد تفشل هذه الخطوة حتى لو كانت من خلال الانتخابات الوطنية

ويرى الغضبان، أن الحديث المتداول في الأونة الأخيرة، عن تخلي روسيا عن “بشار الأسد” أصبح شكلياً، وأن الروس ينتظرون التسوية على أساس “الحل السياسي مقابل تمويل عملية إعادة الإعمار”، مشيراً إلى أن بوتين مستعد للتفاوض بهذا الشأن.

وأضاف: “إن القيادة الروسية متمسكة برأس النظام السوري بشار الأسد فقط كواجهة من أجل أن تستمد روسيا شرعية تواجدها في سوريا”، موضحاً أن الروس يدركون جيداً أن الحل في سوريا مرتبط بشكل كامل بتنفيذ القرارات الأممية بموجب مسار جنيف واللجنة الدستورية.

إقرأ أيضاً: أهم منظومات الدفاع الجوي التركية في إدلب .. وضابط منشق: تركيا تتجهّز لجميع السيناريوهات

وبحسب “الغـ.ـضبان” فإن نجاح ما تسعى روسيا لتحقيقه في جنوب سوريا، يتوقف على عدة عوامل من أهمها قدرة القيادة الروسية على جمع أكبر عدد من الشخصيات المعارضة حول الطرح الروسي الجديد.

كذلك هناك مساعي روسية لتأمين دعم عربي وإقليمي للمبادرة الروسية الجديدة، حيث تنتظر موسكو كيفية تعاطي الإدارة الأمريكية معها، فنجاح المبادرة يتعلق بعدة أمور سياسية من أهمها وجود من يدعم ومن يشارك ومن يغطي هذا الطرح الروسي.

تابعنا على منصة غوغل لـ الأخبار / أوطان بوست

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً